مقالات

سيربيل تشويكجان – ماذا فعل وزير الداخلية التركي خلال الانقلاب الفاشل ؟

أوضح وزير الداخلية “ايفكان الا” أن السبب بضعف جهاز المخابرات عند وقوع محاولة الانقلاب هو بسبب ضعف النظام الموجود حالياً فقال ” انهار النظام بشكل ثقيل وهذا ما أصبح عليه بالوضع الراهن ، فإنكم تقومون بأخذ المسؤولين ولكن أرواحهم تتجول بيننا في المؤسسات ، يجب علينا أن نغير هذا النظام “.

قام وزير الداخلية “ايفكان الا” بالإدلاء بتصريح مهمة تتعلق بمحاولة الانقلاب التي حدثت في 15 تموز “لو علمنا بالانقلاب في الساعة 16:00 لاستطعنا إيقافه ” .

وأوضح الوزير أن مصدر المشكلة هو في النظام “إذا لم يصلح النظام فمن المتوقع أن نكون بعد خمس سنين بمواجهة انقلاب آخر”. وعبّر الوزير عن رأيه بتصريحه عن المعلومات المسجلة و لم تأتي من استخبارات الشرطة.

رئيس المخابرات ” هناك انقلاب و هم الآن يقصفوننا “

صعدت إلى الطائرة القادمة من أرزروم في الساعة 21:20 ووصلت الى أنقرة في الساعة 00:23 وجاءت عندها مكالمة قالوا لي ” سيدي هناك أخبار تظهر على وسائل الاعلام تتحدث عن وجود انقلاب ” وعندها اتصل بي حاكان فيدان وقال لي “سيادة الوزير هناك انقلاب وهم الآن يقصفوننا ” ومن بعدها علمنا أن هناك أوامر بإنزال طائرتي في مدينة مالاتيا لكنهم كانوا يعتقدون أني قادم من مدينة فان ومن أجل تأمين قدومنا من مدينة أرزروم من خلال الطريق السريع كانوا قد أخذوا التدابير من أجل هذا وهبطنا في مدينة “ايسين بواغا” وعندها علم الأصدقاء أن الدبابات قادمة نحو المطار وعندها أعطيت الأوامر وقلت لهم ” من المؤكد سوف يكون هناك مقاومة مسلحة من طرفهم ولن يستسلموا بسرعة ولكن يجب علينا ان نعتقل جميع الانقلابيين “.
 وعندها اتصل بنا رئيس الجمهورية وكان قد حاول أن يتصل بنا سابقاً ولكن لم يستطع الوصول لنا بسبب وجودي بالطائرة وكان الحديث بيننا يدور حول أخذ الانقلابيين رئيس الأركان وبعض القادة كرهائن واعتقالهم ” وقمنا بتشخيص المسألة ووضعنا سلسلة من الأوامر.

أحضرنا 3 آلاف مقاتل من القوات الخاصة من الجنوب الشرقي

وبعدها قال ضابط عقيد ” أنا سأذهب إلى منطقة الدرك في المطار وأسيطر عليها وسأحمي قائد منطقة الدرك هناك العميد مهمت أتار” وكان العميد عندها معتقل عندهم واستطاع الضابط أن يخلصه منهم وقلت عندها لقائد قوات الدرك أن يخرج على التلفاز ويدلي بتصريحاته لأنه كان هناك أخبار عن سيطرة الانقلابيين على قيادة الدرك العامة فقام عندها قائد الدرك بالتصريح للشعب “هؤلاء انقلابيين فلا تصغوا لهم ” وعندما بدأ الانقلابيين بالسيطرة على بعض دوائر الدولة بدأنا نحن بتفعيل عمليات القوات الخاصة فأحضرنا من منطقة الجنوب الشرقي ومن منطقة البحر الأسود القوات الخاصة عن طريق الطائرات وقمنا بإنزال 1500 منهم في مدينة نيف شهير وأنزلنا 1500 آخرين في إسطنبول وعندما بدأ قائد الفوج الذي كان في بورصا بالتحرك تم منعه من قبل الوالي هناك وتم اعتقاله .

 قلت ” إما ستؤخذ قناة تي ار تي أو سوف نقوم بالبث على حطامها “

قاموا بأخذ مبنى قناة تي ار تي فقلت عندها للرئيس العام للقناة “سنأخذ القناة وإذا لم تؤخذ سوف نحرقها وسنقوم بالبث على حطامها نحن بهذه الجدية ” وقد كان لنا نفس الموقف مع محطة تورك سات .

اتصل بي اللواء قائد القوات الخاصة وقال لي ” قد أعددت الخطة وسوف نحرر رئيس الأركان وأريد الأوامر والصلاحية منكم “.

فقلت له ” أنا لست أعطيكم الصلاحيات باسمي فقط بل إني الآن أعطيك كامل الصلاحيات باسمي وباسم الرئيس وباسم الحكومة جميعها “.

وكلمني القائد العام لقوات الدرك عارف باشا وقال لي “إني الآن أتحرك نحو مركز قوات الدرك لتحريره ، فقلت له : لديك كامل الصلاحيات ” .

إن المواطنين متهمين بعدم حسن الضيافة للإنقلابيين

 كان عارف باشا يدير العمليات في البداية من جامع ومن ثم من بناء ومن ثم من أحد منازل المواطنين ومن ثم يقول لأصحاب المنزل ” أختي لا تؤاخذيننا لكننا مضطرون ” ويدخل إلى المنزل ومن ثم يعطي أوامره للقوات أن يتحركوا نحو مركز القيادة .

في بادئ الأمر اعتقد المواطنون أن عارف باشا هو من أحد الانقلابيين فلم يشاهد أي ضيافة أبدا له ولكن عندما شاهدوه يقوم بإجراء اتصال من الهاتف إلى التلفاز ويدلي بالتصريحات عندها فهموا أنه ضد الانقلابيين فأحضروا له البرك والشاي والضيافة نعم إن مواطنينا كان الموضوع لهم حساساً بهذا القدر.

 قنبلتان وزنهما بالأطنان

(كيف علمتم بتفجير القوات الخاصة ؟)

اتصل بي المدير العام للأمن وقال أنهم يضعون القنابل الموجهة بالليزر و تزن بالأطنان وعندما صعد رجال شرطتنا إلى المروحية قاموا بضرب المروحية واستشهد 50 شخص من إخواننا في الشرطة ، فكم شخص اضطر لأن يبقى بعيداً عن عائلته بسبب هؤلاء الإرهابيين ولكنهم رفضوا أن يتركوا هذا الوطن لهؤلاء السفلة فقد استشهدوا وإنني أقبّل رجال القوات الخاصة من جباههم فقد تركوا أصدقائهم هناك وأتوا لحماية البلد .

أتت الشرطة لتسليمهم للمخابرات

ونحن نقوم بتحرير محطة تورك سات أرسلنا القوات الخاصة ومعهم أسلحة لم تسلم بشكل رسمي لهم وكان عندها الانقلابيين قد بدأوا بقصف القصر ومجلس الشعب اتصلنا برئيس المخابرات عدة مرات وقلت له “أرسل لنا كل ما لديك من السلاح ” فقال لي “لقد أرسلته أساساً” وقد أعطيت تعليمات “اجعلوا من القاعدة الجوية “اكينجي ” غير صالحة للإقلاع ” وأتى المدراء السابقين للمخابرات الأمنية لاستلامها فألقى رجال الشرطة القبض عليهم هناك فتم التعرف على مكانهم من شبكات هواتفهم وقد أصيبت الطائرة التي كانت تطلق النار على قنات تورك سات مما جعلها تضطر للهبوط وقد شوهد الدم يخرج منها . لم يشهد التاريخ استشهاد شهداء بهذا القدر من العار حتى الإرهابيين لا يفعلون ذلك إن هؤلاء الانقلابيون أشد سفالة من الإرهابيين .

لو كان لدينا خبر لتغيير الكثير من الأشياء

(انتقدت المخابرات الوطنية لكن هل استطاعت شرطة المخابرات أن تأخذ خبراً واضحاً ؟ لو علمت المديرية العامة للأمن بمحاولة الانقلاب في الساعة 16:00 هل كانت لتستطيع أن تمنعه ؟ )

لو كان لدينا خبر في هذه الساعة لتغير الكثير من الأشياء لعلم الجميع بما يدور ولكنا تحركنا في كل الأطراف

إن مديرية الأمن لم تأخذ خبراً حتى من الاستخبارات

(هل وصل خبر من الاستخبارات إلى مديرية الأمن ؟) لم يأتي أي خبر كان يجب أن تؤخذ الأخبار من الجيش وكان يجب على مديرية الأمن أن تأخذ خبراً لماذا لم نحصل على معلومات أن إرهابيين تنظيم فتح الله غولن موجودون في العملية ؟ إن حصول المخابرات الوطنية على المعلومات قبل 4 ساعات أدى إلى إفشال مخططهم ولكن مديرية الأمن لم تأخذ أي خبر من المخابرات .

لقد قمنا بتغيير القيادات في المخابرات العسكرية لكن لم نقم بتغيير المخابرات العسكرية جميعها لذلك لم يؤخذ أي خبر منهم ، نحن نقوم بمقابلة رئيس المخابرات الوطنية باستمرار وهم لا يستطيعون إعطاء خبر مثل هذا دون التأكد منه ففي اللحظة التي يصل لديك خبر مثل هذا تعود للمخابرات من بعد أن تتأكد .  

المصدر : صحيفة ملييت التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى