مقالات

تولغا طانش – الورقة السورية

من بعد دخول الجيش التركي إلى جرابلس في 24 أغسطس استطاع الجيش السيطرة على الخط الحدودي جرابلس عزاز في غضون أسبوعين بعدما كان الخط تحت سيطرة تنظيم داعش في السنتين الماضيتين.

ولم نعلم بعد إلى أي مدى سوف تمنع هذه العملية تنظيم داعش من استخدام الخط الحدودي ومع ذلك بدأ الأمريكيون باستخدام عبارة “المنطقة العازلة” في مساحة يقدر عمقها بعشرة كيلو متر ولكن كيف سيتم السيطرة على هذه المنطقة ومن سيقوم بحمايتها؟ إلى الآن لم يتم التوضيح حول ذلك.

ولكن سنحاول تفسير ذلك على ضوء المعلومات الموجودة بين يدينا وحسب نتائج العمليات المنجزة :

1- وفي البدء أن النتائج الأولى لهذه العملية هي بالفعل ثقيلة فقبل أن تنهي العملية أسبوعها الثالث تم ضرب ست دبابات للجيش التركي اثنان منهما تم ضربهم من قبل وحدات الحماية الكردية والاربعة المتبقين من قبل تنظيم داعش والأهم من تلك الدبابات إنه وفي 17 يوماً استشهد سبعة شهداء.

2- إن المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش سيكون من الصعب على الجيش السوري الحر الذي تحركت عناصره مع الجيش التركي عند دخوله إلى سوريا حمايتها ولذلك طرحت هذا السؤال على المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل “جون دوريان ” من سيقوم بحماية تلك المناطق ؟ فأجابني ” لا أعلم “.

التقيت مع قائد إحدى الفصائل التي تحارب في المنطقة وبينما كان النقاش يدور حول التقدم نحو منبج المنطقة التي يسيطر عليها جيش سوريا الديمقراطي في الأسبوع الماضي وقبل التدخل الأميركي بالموضوع فقال لي “لقد قمنا بتحرير الكثير من المناطق ولكن ليس لدينا القوة الكفية للحفاظ على ما قمنا بتحريره لذلك السبب اوقفنا التقدم “.

في الحقيقة تم توقف التقدم بسبب اعتراض واشنطن عليه ولكن السبب الذي قاله ايضاً يعتبر مبرراً قوياً .

 3- وسنرى الآن في معركة “الباب” اذا كان هذا السبب بالفعل يشكل تحدي كبير لأن هذه المرة ليس لدى واشنطن اعتراض على المعركة وسيكون تقدم الجيش التركي بمسافة 40 كيلو متر الى جنوب الحدود للسيطرة على مناطق يسيطر عليها الان تنظيم داعش تطوراً من شأنه ان يجعل الولايات المتحدة مسرورة.

وبحسب معلومات أفادنا بها قادة الجيش السوري الحر في المنطقة أنه يتواجد الان ألفين مقاتل يتبعون للجيش السوري الحر ينتظرون في جنوب و قالوا إن التعليمات لم تأتي بعد ولكنهم مستعدون للتحرك نحو منطقة الباب ولكن ماذا عن ما تبقى من المناطق ؟ فقد أفادوا إنهم سيتركون خلفهم 1000 مقاتل من أجل الدفاع وجميع المقاتلين ينطوون تحت لواء واحد ولكنهم عبارة عن كتائب متعددة ففي الواقع هم ائتلاف تشكل من 13 مجموعة مختلفة ثمانية منهم يتلقون الدعم من وكالة المخابرات المركزية الأميركية وهناك تنظيمين يعملان مع وزارة الدفاع الامريكية كتيبة حمزة و كتيبة 51 وهناك ثلاثة ليس لهم ارتباط مع أحد وهم أحرار سوريا و أحرار الشرقية و الزنكي.

4- حسناً لنقول أنه تم توفير الحماية لإقامة منطقة عازلة وقام الجيش التركي بتعزيز المنطقة فهل سيستطيع الألفي مقاتل من الجيش الحر السيطرة على منطقة الباب ؟

سيستطيع ولكن علينا أولاً أن نبين أمرين هنا أولهما أن الجيش التركي الذي حارب تنظيم داعش في معركة محدودة كان قد خسر 6 شهداء و 4 دبابات فإذا اصطدم مع تنظيم داعش في منطقة ليست كالمنطقة الحدودية التي يريد التنظيم الانسحاب منها من الممكن ان يكون هناك خسارات أكثر.

الأمر الثاني هو نقص وجود الحوافز فتركيا لماذا دخلت إلى جرابلس؟ البيان الرسمي كان لمحاربة تنظيم داعش ولكن الدخول في مواجهة مع وحدات الحماية الكردية وجيش سوريا الديمقراطي كان سبباً ثانٍ لدخول تركيا بعد إن سيطر كل من وحدات الحماية الكردية وجيش سوريا الديمقراطي على منبج وأرادوا التقدم نحو منطقة الباب.

وبحسب ما قالته الولايات المتحدة إن جيش سوريا الديمقراطي لن يتقدم نحو منطقة الباب وسيقوم بالتركيز على تحرير الرقة فهل سيشكل تحرير الباب رغبة قوية عند تركيا؟ لست متأكداً من ذلك.

5- وماذا عن الرقة؟

قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا مستعدة لدعم العمليات وليس هنالك الآن في الساحة أحد يعارض هذه التصريحات لأن القائد الأميركي الجديد للمعركة الجنرال ستيفن تاونسيند كان قد قال نفس الشيء وصرح إنه تم تعليق إنقاذ الرقة لماذا ؟ بسبب الجهد الذي صرفه قوات الجيش التركي في محاربة وحدات الحماية الكردية من بعد ما تم تحرير جرابلس ويقولون إنهم الآن في مراحل التخطيط والان هم ينتظرون اغلاق منافذ وصول تنظيم داعش الى الحدود التركية لدفع المخاطر التي ستنتج عن معركة الرقة.

وفي النتيجة إننا إلى الآن لم نرى نتائج العمليات وسيتم اختبار الجميع في شهر أيلول فهل ستضع معركة جرابلس ضوابط لمنع وصول تنظيم داعش إلى الحدود التركية وهل ستغلق الحدود السورية التركية التي لا يزال إلى أن يدخل عن طريقها في كل شهر ما بين 250 إلى 500 مقاتل أجنبي للانضمام إلى تنظيم داعش ؟

وهل سيستطيع الجيش السوري الحر والجيش التركي حماية المنطقة العازلة من وصول تنظيم داعش إليها ؟

فإذا تم الوصول إلى كل هذه النتائج فمعناه إن العملية كانت ناجحة ، وإذا لم يتم الوصول فإن الامريكيين سيعيدون ترتيب الطاولة من جديد على الرغم من كل الخسائر التي تقدمها تركيا الآن.

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى