مقالات

سفيل نورييفا – 100 برلماني من أصول تركية في إيران !!

تم الإعلان عن تجمع تركي داخل البرلمان الإيراني، أي بمعنى آخر تم توحيد 100 نائب إيراني من أصول تركية تحت غطاء تجمع واحد، وأي ما كان فإن هذا الخبر قد يبدو جميلاً عند سماعه.

ولكن يجب علينا النظر جيداً في أساس هذا الأمر فلا يخفى على أحد كيف قامت إيران بمنع دخول العديد من المواطنين ذو الأصول التركية الدخول إلى البرلمان خلال إجراء الانتخابات البرلمانية وعند النظر إلى الأسماء التي قامت باعتقالهم وجرهم إلى الحبس نستطيع أن نفهم ذلك وبشكلٍ واضح.

وهذا يدل على أنها سمحت فقط بالأشخاص الذين تراهم مناسبين لها بالدخول إلى البرلمان وليس ذلك بالأمر الغريب عنها فبحسب السياسة الداخلية التي تتبعها هذا أمر طبيعي جداً بالنسبة لها.

ولكن الغريب في الموضوع هو دعم الولايات المتحدة الأميركية لها في هذا الشأن لأنه في مرحلة عداء الولايات المتحدة لإيران كانت تستخدم الولايات المتحدة ما تقوم به إيران من إجراءات على المواطنين ذو الأصول التركية كحجة بشكلٍ مختلف أما الآن فهي مع قمع “العامل التركي”. فالولايات المتحدة تحاول الآن السيطرة على كل ما قد يعيق إيران من الداخل فكيف ستقوم بذلك؟

بطبيعة الحال هناك شريانين أساسيين من المواطنين ذو الأصول التركية فالشريان الأول هم من لديهم فكر شيعي وموالون لتقاليد الدولة الإيرانية ويريدون حرية وطنية.

أما المجموعة الثانية هم من يريدون خلق رابط حقيقي مع تركيا وأذربيجان. والولايات المتحدة أجرت وبشكلٍ فائض أبحاثاً عن هذه المجموعة لا وبل خلقت حكايات كثيرة عنهم.

فخلق مجموعات داخل إيران من شأنه إعادة ترتيب المشاكل التي من الممكن حدوثها في المستقبل عن طريق أشخاص يستطيعون التحكم بأصوات الشعب التي ترتفع مطالبة بالتغيير أوعن طريق المجموعات القادرة على تحمل المسؤولية.

ففي عهد الرئيس أحمدي نجاد وعندما كانت الأزمة لم تزل عند الباب استطاع النظام أن يقوم بخطوة جيدة حين رفع أسعار البنزين من دون سبب فخرج الشعب بمظاهراتٍ حرق فيها 21 محطة وقود.

وبعد ستة شهور عندما بدأت الأزمة الحقيقية تم رفع سعر البنزين إلى ثلاث أضعاف فماذا حدث؟ لم يخرج أحد من الشعب إلى الشارع لأنه أصبح أمراً عادياً بالنسبة له واعتاد على رفع الأسعار.

المعروف أن المواطنين من أصول تركية لديهم تأثيرهم في الداخل الإيراني وفي المجتمع المحلي ولكن لم يستطع أحد تخمين أنهم في داخل خطوط الصدع السياسية وحتى أن البعض في تركيا يظن أن الفلسفة المهيمنة على أتراك إيران قائمة على الأساس الشيعي ولكن هذا تفكير خاطئ.

من الأكيد أن الفكر الشيعي هو مؤثر وفعال ولكنه ليس المؤثر الوحيد عدا عن أن نظرة أصحاب الأصول التركية في إيران إلى تركيا أنها صاحبة قدرة على إزعاج طهران ومع ذلك، هناك جانب آخر من القضية فالأتراك هناك تقوم استراتيجيتهم على جعل إيران فعالة في جميع المجالات وعلى نحو متزايد والولايات المتحدة تدعم هذه الاستراتيجية فمن خلال دراسة تأثيرهم على أذربيجان نستطيع أن نرى الدور الأميركي في ذلك.

وليس هنالك داعٍ من الذهاب بعيداً جداً فيكفي الاطلاع على اختلاف نظرة المجموعات المعارضة الإيرانية التابعة لأميركا إلى إيران في الوقت الحالي وفي السنوات السابقة فالولايات المتحدة تدخل نفسها في المجموعات المفضلة لديها في إيران ولرؤية ذلك بشكلٍ واضح يكفي النظر إلى الفرق في تصريحات المجموعات الإيرانية المعارضة التي تؤثر الولايات المتحدة عليها بين سنين التوتر بين أميركا وإيران وتصريحاتهم في الوقت الحالي.

إن إيران ستكون فعالة في مساحة التأثير داخل تركيا على نحو متزايد وهذا يعطي إشارة للأوقات العصيبة المقبلة والتي ستحدث!

المصدر : صحيفة ستار التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى