مقالات

مولود تيزيل – يتحدثون عن ترامب وكأنما هيلاري كانت في مدارس الأئمة والخطباء

كيف سيؤثر وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة على تركيا؟ وبرأيي إن هذا السؤال لا يعلم جوابه أحد حتى ترامب نفسه.

كانت تصريحات ترامب حول المسلمين والمهاجرين تثير غضبنا وتشعرنا بالقلق ولكن السياسة عالمٌ مبني على الكذب.

المقال التي نشر في هذه الزاوية في 10 حزيران والمعنون بـ “لعبة دونالد ترامب” كان قد بدأ على الشكل التالي:

كما قال مارك توين “يمضي السياسيون نصف حياتهم الأول في خداع الناخبين ويقضون النصف الآخر بخداع بعضهم البعض” ولكي تكون ناجحاً في السياسة عليك أن تسمع الشعب ما يريد سماعه.

ولكي يربح ترامب الانتخابات صرح بما يريد سماعه الشعب الأميركي ومن بعد ما أصبح رئيساً من المتوقع أن يخفف من عدوانيته وتعصبه في سياسته. 

وفي الأساس أشار إلى ذلك عند أول خطاب له عندما قال “سأكون رئيساً لجميع المواطنين الأمريكيين حتى من لم يصوت لي “.

 إنه صندوق مغلق بالكامل  

كتب أحد المغردين على موقع تويتر تغريدة تقول “يقولون أن ترامب عدوٌ للإسلام وكأنما هيلاري كلينتون كانت تدرس في مدارس الأئمة والخطباء” وقد لخص الكثير بكلامه هذا.

فقد عانى المسلمين أعظم الآلام في الزمن التي كانت به هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية في إدارة الرئيس أوباما وتحولت منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى إلى حمامٍ من الدم.

وليس هنالك داعٍ لشرح مفصل عن ماهية سياسة هيلاري وأوباما نحو تركيا فمن دون الأخذ بعين الاعتبار للديناميكيات الداخلية التركية كانوا دائما في موقع توجيه الاتهامات والحساب للتركيا.

دعم الميليشيات الكردية في سوريا وتركيا والعراق، موقفهم من محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز، انتظارهم مدة طويلة قبل الادلاء بتصريحاتهم حول الانقلاب، تصريح هيلاري كلينتون عندما قالت “إذا أصبحت رئيسةً سأدعم الميليشيات الكردية وبشكلٍ واضح”.

وكما كتبت في مقالٍ تم نشره في 10 حزيران “إذا ربح ترامب في الانتخابات الأميركية فهنالك احتمال للتغيير في السياسة الأميركية أما في حال تم اختيار هيلاري كلينتون فإن نفس السياسة التي تمس تركيا بالضرر ستستمر.

ومن هذه الزاوية فإن فوز ترامب في الانتخابات أكثر فائدة لنا ولكن في الحقيقة إن ترامب بالنسبة لنا هو عبارة عن صندوق مغلق لا نعلم ما به.

وفي مقابلة أجراها ترامب مع “نيويورك تايمز” مشيداً بأردوغان فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب قال فيها ” إن البعض يقول أن محاولة الانقلاب هي عبارة عن أمر مفبرك ورتب له من قبل وأنا لا أظن ذلك وأنا أثق بأردوغان أنه يستطيع تحويل ما يحدث إلى العكس”.

وفيما يخص أكراد سوريا قال “انا معجب جداً بالأكراد”

فرد عليه الصحفي قائلاً “ولكن أردوغان ليس معجب بهم فكيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟”

فأجابه “من الناحية المثالية، فإنه سيتعين علينا أن نجلبهم جميعاً إلى طاولة واحدة وهذا إذا ما أمكن ولكن أنا معجب جداً بالقوات الكردية وفي نفس الوقت اعتقد أنه يمكن أن يكون لدينا علاقة ناجحة جدا مع تركيا وفي الحقيقة إذا ما تمكنا من جميع هذين الاثنين بشكلٍ ما فسيكون ذلك رائعاً جداً”.

ويلاحظ أنه في البيان الواحد لديه وجهتي نظر سياسية مختلفة

وعند سؤال كاتبين السيرة الذاتية لترامب “ما هي صفات ترامب؟”

سيكون ردهم الأول على النحو التالي “العدوانية، غير متناسق، المجرد، مادي، متعجرف، المكر، الكاريزمية”.

وبالمختصر نحن أمام رئيس للولايات المتحدة لا يمكن التنبؤ بسهولة عما يريد فعله.

المصدر : جريدة صباح التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى