مقالات

أوزجان تيكيت – من يحكم سوريا اليوم ؟ (مترجم )

يريد الجيش السوري الحر المدعوم من القوات المسلحة التركية السيطرة على منطقة الباب وتعود أهمية منطقة الباب كونها احد اهم الأبواب المفتوحة على مدينة حلب ويحاول نظام الأسد المدعوم من روسيا وايران منذ خمس سنوات تغيير مسار الحرب عن طريق السيطرة على مدينة حلب وفي حال سقوط مدينة حلب ستكون اكبر خمس مدن في سوريا تحت سيطرة نظام الأسد وقوات الدول الداعمة له.

وبالمناسبة الى الان لم يتم توضيح من الذي قام بهجوم جوي ضد قواتنا المتواجدة في غرب مدينة حلب والذي اسفر عن استشهاد ثلاثة من جنودنا ومع ذلك فان التصريحات التي ادلت بها رئاسة الأركان التركية من بعد ما تم نشر خبر الهجوم تشير الى تورط نظام الأسد بهذا الهجوم الا انه تم الرد على هذه التصريحات من عدة جهات بان نظام الأسد من غير الممكن ان يقوم بهجوم مثل هذا من دون ان يخبر روسيا بذلك وبالأخص تم تكذيب هكذا ادعاء من قبل الرئيس الروسي بوتن حيث قال بوتن في اتصال اجراه مع الرئيس اردوغان من بعد الهجوم انه ليس لروسيا أي يد في ذلك.

وكان الملفت للنظر هو التحركات الدبلوماسية التي أجريت عقب هذه التطورات فمن بعد ما حدث الهجوم ونفى الرئيس الروسي ان يكون الجيش الروسي هو من نفذ هذه العملية بيومين ذهب كلٌ من وزير الخارجية “مولود جاويش اوغلو” ورئيس المخابرات العامة “حاكان فيدان” الى طهران وذهبا لإجراء لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وبطبيعة الحال نحن لا نعلم ما تم مناقشته بالضبط في الزيارة ،وماهي الأسئلة التي طرحت على روحاني فيما يخص الهجوم الجوي في منطقة الباب ، وماهي الأدلة التي قدمت ولكن زيارة نفذت في الصباح الباكر من بعد الهجوم بيومين وكانت من اجل ترتيب لقاء مع روحاني فقط.

 نستطيع ان نفرض انها كانت من اجل تسليط الضوء على معلومات مهمة ومن ناحية أخرى يقال ايضاً انه قبل هذه الزيارة المهمة ذهب وفد من انقرة الى دمشق ويقال ان هذه الزيارة نفذت بطلب من دمشق كونها غير مرتاحة بظهورها بمظهر المتهم بتنفيذ الهجوم الجوي في منطقة الباب واحببت ان اذكر هذه الادعاءات كملاحظة تفيد بسبب عدم وضوح التصريحات بمن قام بالهجوم على منطقة الباب الذي اسفر عن استشهاد ثلاثة من جنودنا ودعونا لا ننسى ايضاً ان تركيا بفترة من الزمن استضافت مفاوضات من اجل الحفاظ على وقف اطلاق النار في سوريا.

وفي الأسبوع الماضي وخلال زيارة لافروف الى تركيا ادلى ببعضٍ من التصريحات تؤكد على ما عبرت عنه دمشق ومن اكثر الاخبار التي لفتت الأنظار هو ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مدينة الانيا التركية “نحن كدولة روسيا ليس لنا اي علاقة بذلك، والهجوم الجوي الذي اسفر عن فقدان ثلاثة جنود اتراك في 24 تشرين الثاني لا روسيا ولا النظام السوري هو من نفذه”

ومن بعد يوم من هذه التصريحات أي في 2 كانون الأول زار وزير الخارجية التركي لبنان وصرح من هنالك بتصريحات مهمة مستنداً بها على ما صرح به وزير الخارجية الروسي لافروف حيث قال جاويش اوغلو “اعلن الروس وبشكلٍ واضح انهم لم ينفذوا هذا الهجوم والروس لا يقولون بشكلٍ مباشر ان النظام لم يفعل ذلك وانما يقولون ان من نفذ الهجوم ليست طائرة تابعة لقوات النظام وليست احدى طائرات من دون طيار النظام “.

والذي يفهم من تصريحات السيد جاويش اوغلو ان روسيا خارج هذه المعادلة تماماً ومع عدم تحميل النظام مسؤولية هذا الهجوم بشكل مباشر ومع الزيارة الهامة الى طهران يظهر من هي الجهات الفاعلة في هذه المعادلة.

ولكي أقول ما يدور في رأسي من دون ان اطيل الحديث في الموضوع وبحسب ما فهمنا مما قاله جاوش اوغلو وما قاله لافروف “لم يقصف نظام الأسد القوات التركية” لا يأتي بمعنى “لم ينفذ النظام السوري الهجوم بشكلٍ مباشر” فهذا معناه كما فهمناه انه لا يوجد نظام سوري واحد والذي يقف خلف الهجوم الذي استهدف منطقة الباب هم من لا تريد روسيا لهم ان يكون لهم حصة داخل الإدارة السورية.

المصدر : خبر تورك ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى