مقالات

سيردار تورك – إدارة ترامب وتركيا وإيران ؛ ما الخطة ؟! (مترجم )

يقول المسؤولون في واشنطن عن منطقة الشرق الأوسط أنه ينبغي توقع تغيير في العلاقات الأميركية الإيرانية من بعد استلام ترامب لمهامه في البيت الأبيض واللافت للانتباه أن هؤلاء المسؤولون نفسهم يتحدثون عن هذه التغييرات بوصفها أنها بقدر ما ستكون جيدة وداعمة للتوجهات بتركيا بقدر ما من الممكن أن تكون ضدها.

وبالأخص مستشار الأمن القومي لترامب “مايكل فلاين” الذي تشكل إيران هاجساً له والذي يقال إنه لا يثق بها أبدا ولا يفضلها وبحسب أخبار مسربة من الأشخاص الذين يعملون معه فإن فلاين يتصرف وكأنما يريد ربط جميع التطورات السلبية في المنطقة بإيران وتحميلها مسؤولية وقوعها ويشبه هذا الموقف بالادعاء الذي وجهته اميركا لصدام حسين في زمن جورج بوش عن امتلاكه لأسلحة دمار شامل كما انه هناك محاولات لإلقاء المسؤولية على إيران بأحداث لم تحصل حتى.

 إلغاء اتفاقية النووي الإيراني

يقف دونالد ترامب ضد بعض المحتويات الحالية في الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع في زمن إدارة أوباما لذلك يريد العمل على اتفاق جديد مع ايران ويقال أن هذه الاتفاقية ستكون من بعد 20 كانون الثاني أول معاهدة دولية ستلغيها إدارة ترامب التي تريد تطبيق شروط أكثر صرامة عن تلك التي وضعتها إدارة أوباما وإيران مستاءة جداً من هذا الاحتمال وتتوقع تركيا إن الفترة القادمة ستشهد العلاقات الثنائية بين أميركا وإيران مزيداً من التدهور.

وبينما كانت الولايات المتحدة تخطط من أجل عملية الموصل أعطت إيران والميليشيات التابعة لها محور مهم في العملية واستبعدت تركيا تماماً من خطتها وطرح عندها السؤال الذي خلق استياءً لدى الدوائر الديبلوماسية في تركيا وواشنطن “هل ستعطي الولايات المتحدة هذا الدور لإيران بدلاً من حليفها القوي تركيا ؟”.

وفيما يبدو أن الاتجاه الذي سلكته إدارة أوباما لن يستمر في زمن إدارة ترامب وحتى يمكننا أن نتوقع من الولايات المتحدة البدء بابتعادها عن إيران في الفترة المقبلة.

وكقوة إقليمية من الممكن أن يتحول هذا التطور لصالح تركيا ولكن كما قلت في البداية من الممكن أيضاً أن يكون مؤثراً في الاتجاه المعاكس بالنسبة لتركيا.

 مصلحة تركيا الاقتصادية

إذا نجحت تصرفات الولايات المتحدة المتوقعة بالتأثير سلباً على الاقتصاد الإيراني فحتماً سوف تؤثر سلباً على الناحية التجارية لدى تركيا. وبالتالي يقول الخبراء في واشنطن ” بينما تراقب تركيا التغيرات في العلاقات الأميركية الإيرانية وتأثرها كقوة إقليمية وبسياستها الخارجية يجب عليها الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات والتغيرات التي من الممكن حدوثها من الناحية الاقتصادية” والذي يفهم من هذا أن السياسة الخارجية لدى تركيا ستبدأ مع قدوم ترامب فترة تشبه إتقان السير على الحبل المشدود.

هل من الممكن أن يكون هذا تكتيك؟

هنالك من يعتقد أن عدم تسمية ترامب لوزير الخارجية إلى الآن يعد تكتيكاً ويقال في واشنطن أن عدم تسمية ترامب لوزير الخارجية إلى أن يستلم السلطة رسمياً في 20 كانون الثاني هو من أجل رصد ما سيقال في كل بلد عن وزير الخارجية القادم وبالأخص في موقع تويتر ويقال أن الصين قد فهمت هذا التكتيك بسبب ذلك لم تظهر بعد ردة فعلها تجاه تايوان لترامب.

حلب الشرقية

روسيا والولايات المتحدة على وشك الوصول إلى اتفاقية حول ما يجب القيام به حيال قوى المعارضة الموجودة في شرق حلب وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تمت مناقشة الطريق الذي سيخرج منه قوات المعارضة ولكن الذين يفضلون البقاء في المدينة سيعاملون على أنهم إرهابيين.

أما بالنسبة للولايات المتحدة فليس لديها نية بوضع عقبات أمام روسيا حول هذا الموضوع وأنه تم الحديث فقط حول الأماكن المسموح للمعارضة التي تريد الخروج من المدينة الذهاب إليها.

مشاورة رجل حكيم

ناقش ترامب موضوع اتخاذ قرار تعيين وزير الخارجية مع رجل الدولة الحكيم هينري كسينجر وليس هنالك معلومات بمن نصحه كسينجر ولكن من المتوقع أن يكون قد سهل له اتخاذ هكذا قرار وبحسب معرفتي بكسينجر فأتوقع أنه اختار “ميت رومني ” من أجل هذا المنصب لأن كلا الشخصين من نفس البيئة ومن داخل النظام نفسه.

مخاض اختيار وزير الخارجية

في الفترة المقبلة سيتطلب ليس فقط من تركيا بل من سياسة الولايات المتحدة الخارجية أيضاً العمل على حبل مشدود فبقدر ما هنالك حاجة لأخذ مواقف صارمة من وزراء الخارجية يجب أن ترافقها الخبرة وإيجاد مواقف معقولة من أجل الوصول إلى التسويات.
 وترامب يشعر بأهمية ذلك لذلك يعتقد أن ميت رومني تتوفر فيه المهارات والمؤهلات المناسبة من بين كل المرشحين للحصول على منصب وزير الخارجية ولكن هنالك ضغط من قاعدته لكي لا يحصل ميت رومني على المنصب وهؤلاء يريدون أن يكون المرشح لوزارة الخارجية شخص يميني وصاحب نزعة عنصرية ولديه أفكار قريبة من “البرايت” ولكن ترامب لا يرى أحد من المرشحين لنيل المنصب ولديه هذه الصفات يصلح لأن يكون وزيراً جيداً وقائمة المرشحين تكبر يوماً بعد يوم وكان أخر من أضيف لها “ريكس تيليرسون”  و “جيمس ستافريدس”

وحتى كتابة هذه السطور التي تقرأها الآن لم يتضح بعد من الذي سيجلس على كرسي وزارة الخارجية وهناك مؤشرات تدل على أنه سيعطى القرار النهائي في الأسبوع المقبل.

وبالطيع تركيا مهتمة جداً بمن سيكون وزير الخارجية وماهي أساليب الإدارة والمنظور الذي سيجلبه.

المصدر : خبر تورك ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى