مقالات

بيريل ديدي أوغلو – ما شرط وقف إطلاق النار في سوريا ؟! (مترجم)

على الرغم من أن محادثات وقف إطلاق النار في سوريا لم يزل مستمر إلا أن التحدي الأكبر هو إذا ما كانت الأطراف مستعدة للالتزام بما ستتعهد به.

سيتم ضمان وقف إطلاق النار من قبل الدول الموجودة فعلياً داخل المشكلة السورية وبالتالي فإن الإعلان عن قرار تمديد الاتفاق سيكون بين تلك الدول ولكن هذه الدول ليست رسمياً من الأطراف المتحاربة في سوريا.

رسمياً إن الأطراف المتحاربة في سوريا هي قوات المعارضة وقوات النظام، وتنظيم داعش لا يعتبر من ضمن قوات المعارضة عدا عن أن كل من المعارضة والنظام لديهما معارك يحاربان بها التنظيم وفي هذه الحالة من الصعب جدا تصنيف داعش من قوات المعارضة.

 وتركيا الآن تحارب تنظيم داعش وتسعى إلى تقييد النظام وتحارب بالوقت نفسه تنظيم بي بي كي وبالجهة المقابلة فإن تنظيم بي بي كي الكردي الذي يشكل تهديداً لأمن تركيا يحارب تنظيم داعش أيضاً .وهناك في المنطقة الميليشيات الشيعية التابعة لإيران أيضاً وهؤلاء يحاربون تنظيم داعش من جهة وبالجهة المقابلة يحاربون قوات المعارضة السورية ويصطدمون مع تركيا التي تحارب تنظيم داعش.

وفي غضون ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالات من الصراع المعقد تختلف بحسب كل محافظة أو مدينة سوريا ضمن تركيبات مختلفة وعلاوة على ذلك، لا تقتصر المشكلة على الحدود السورية فقط بل تمتد إلى الحدود مع العراق أيضاً ولذلك فإن التوازنات في حلب لا تشبه التي في الموصل والأوضاع في الموصل لا تشبه الرقة والتي في الرقة ليست كالتي في الباب.

إقناع تركيا وإيران

إن الأوضاع في المنطقة لا تسمح بوقف إطلاق نار داخل سوريا بشكلٍ عام فقد تكون في مناطق محدودة فقط وهذا يستوجب أن تكون كل من تركيا وإيران وروسيا مقتنعين من تمكنهم لإيجاد بعض الضمانات في وقت واحد.

إيران لا تريد تقليص مساحة تأثيرها وفقدان قدرتها على الضغط على حكومتي العراق وسوريا وفي تعبير آخر أنها لا تريد لتركيا إن تدخل ضمن مجال التأثير الذي سينتج عن الفراغ الذي ستتركه هي وروسيا تعاني من وجود وزيادة نفوذ إيران وقساوة أنشطتها ضمن هذه المنطقة لذلك هي مرشحة لإقناع هذه الدولة ولأن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتحقق من دون إيران فيجب طرح بعض أساليب الإقناع التي تجبر إيران على عدم انسحابها وتراجعها عن الاتفاق ومن المحتمل أن تقترح روسيا عدم سحب يد الدول التي هي منافسة لإيران وتدعم للتنظيمات الراديكالية من المنطقة وذلك يسهم بالاستعاضة عن التأثير السعودي الغير مباشر بالتطبيع مع تركيا.

جر الولايات المتحدة إلى اللعبة

ومن ناحية أخرى فإن المواضيع التي من الممكن أن تقنع بها روسيا تركيا تبدو واضحة فتطوير العلاقات التجارية الثنائية تأتي في بدايتها والتفاوض من أجل مصير الأسد سيكون من الأساسيات في الموضوع حيث تعهدت روسيا بسحب حبل مصير الأسد من إيران ووضعه في حوزتها وبالمناسبة قد تكون قد أعلنت أنها لن تدعم تنظيم بي بي كي الكردي.

ومع كل ذلك فلن تكون مهمة روسيا بإقناع جميع الأطراف الفاعلة وحدها بوقف إطلاق النار بما فيهم تركيا التي هي عضو في حلف الشمال الأطلسي بالمهمة السهلة. فلا تكفي سلطة روسيا لجعل جميع الأطراف متمسكة بقناعتها بوقف إطلاق النار وهي تحتاج لشريك لإتمام هذه العملية والذي يبدو أن روسيا لديها إصرار على أن تكون الولايات المتحدة ضمن إدارة ترامب هي الشريكة لها بذلك، ودعوة روسيا الولايات المتحدة للجلوس على طاولة الحوار مع تركيا وإيران وروسيا تعد مؤشراً على ذلك. ولربما روسيا ترى أن دخول الولايات المتحدة إلى اللعبة سيجعل من تركيا تقتنع مع ممارسة الولايات المتحدة ضغطها على وحدات حماية الشعب الكردية وسيساهم في إنهاء تنظيم داعش ومن الممكن أن يجعل إيران تنسحب ولا يوجد سبب يجعل من الولايات المتحدة ترفض هذا الطلب ما دامت جميع الأطراف ستقبل بهذه الشروط.

المصدر : صحيفة ستار التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى