مقالات

سيفيل نورييفا – ما حقيقة عملية عفرين ؟! ( مترجم )

كلنا نذكر أن العلم الروسي كان يتوضع ضمن لوحة منطقة عفرين وفي الوقت نفسه كان العلم الاميركي يحتوي تنظيم “ي ب ك” الإرهابي والذي يفهم هنا أنه تم إرسال رسالة إلى جميع الأطراف “أنه إذا ما أجريت عملية ضد من يحمل علمنا سوف تجدني أقف في وجهك “.

والجهات الدولية الفاعلة في المنطقة مثل الولايات المتحدة وروسيا كانت طريقة وجودها في المنطقة “أنا أقاتل حتى ولو كان الأمر من دون قيود” وسيبقى ذلك إلى أن يتبين من الذين سيكبرون ضمن هذه التوازنات ويبقى السؤال الذي من شأنه أن يعكس موقفنا هو “أين ترى تركيا نفسها ضمن هذه اللوحة”.

وفي الأيام الأخيرة تم رصد تحركات باتجاه مدينة عفرين ونحن بحاجة إلى أن نقرأ هذا الأمر ضمن هذا الاتجاه.

والذي يتم رؤيته الآن إن عملية عفرين على الأبواب وانسحاب القوات الروسية المتواجدة هناك يعد أحد أهم الإشارات على ذلك وهذا يجعل القوات المسلحة التركية فعلياً ترسم طريقها.

وإذا ما لاحظنا كتابة الرئيس ترامب على موقع التويتر عن ظهور تركيا كأحد أهم المحاربين لتنظيم داعش “نحن نفتخر بتركيا فهي تعطي أصابعاً من العسل” وفي النتيجة يحاول ترامب تهدئة الأمور عن طريق تغريداته وذلك يظهر جهودهم في وضع تركيا على الطريق ومنذ زمن طويل تستفيد تركيا من المواجهة الحاصلة بين روسيا وأميركا ومن الأكيد أن الحرب هي شيءٌ سيء ومن الواضح أنها ستحوي ضرراً للجميع ولكن الموضوع هنا هو إجراء عملية على الأرض.

و جميع الأطراف الدولية الفاعلة بما فيهم روسيا وإيران مضطرين لخلق توازن في المنطقة والمسألة بالنسبة لتركيا هي مسألة حياة أو موت وهذا ليس فقط يصب في مصلحة تركيا فقط وإنما أيضا من أجل الدول التي أصبحت مضطرة لتحقيق التوازن وهي إيران وروسيا وإذا ما نظرنا أيضاً نلاحظ أن نظام الأسد أيضاً يسعى للوصول إلى هذه التوازنات.

وعملية عفرين المحتملة من شأنها أن تخلق تحرك واضح ومهم في هذا التوازن وبالأخص بعد انسحاب القوات الروسية الذي يعد مؤشرا على ذلك.

كانت عملية درع الفرات عملاً ناجحاً قامت به تركيا والآن مع القيام بعملية عفرين ستكون عملاً معيق وبشكل جدي للدولة الارهابية التي أرادت الولايات المتحدة قيامها ووصلها بالبحر المتوسط وفي الأساس إن روسيا غير مرتاحة من الإصرار الأميركي على وجودها لذلك تريد استخدام تركيا في تحميلها لتلك المسؤولية والسبب بسيط وهو أن روسيا تحاول أن لا تأخذ أي موضوع يزيد من هيمنة الولايات المتحدة في النظام العالمي بشكلٍ بسيط لذلك اتخاذ تركيا لأي موقف أو قيامها بأي حملة استراتيجية سيؤثر على المخططات الاميركية في المنطقة بقدر ما سيؤثر على المخططات الروسية وهذا ليس من شأنه أن لا يجعلنا نركز على حتمية تحقيق مكاسبنا وإنشاء توازن مع روسيا هو أمر صحيح مع وضوح العمل مع حليفتنا الولايات المتحدة ضمن خطابها وعملها ضمن نطاق محدود.

منطقة عفرين الآن تحوي على الحياة والذي يلاحظ أن تركيا تبذل جهدها بشكل ذكي من أجل إنشاء عملية مشابهة لعملية درع الفرات من أجل حماية هذه الحياة الموجودة في عفرين.

تركيا تعلم بالجيوستراتيجيات جيداً والشروط الظرفية هي مهمة جداً ولذلك يتم استخدام الفرص الزمانية الكبيرة التي تصل إلى ظروف مفيدة لما يتم العمل عليه أو يتم إنشاء هذه الظروف.

ووزن تركيا اليوم ووجودها ضمن الشروط الظرفية اليوم هو نوعاً ما شرط ولكن في الأساس هي صانعة للشروط الذكية التي من شأنها أن تضيف الإيجابية على الوضع العام.

وهذا بالضبط هو لتحريك العملية ضمن رقعة الشطرنج ومحاولة القفز من فوق تركيا ليس من العدل بشيء.

من دون استطاعة قراءة التطورات في النظام العالمي فإن الخطوات المراد فعلها في الداخل حتى لو فرضنا أنهم أصحاب نية جيدة في فعلها هي فقط من أجل إضعاف تركيا على الطاولة.

ولذلك إن عملية عفرين الواقفة عند الباب والتي ستمنع مشروع إنشاء الدولة الإرهابية التي فرضت علينا فإما أن يتوجب الوقوف بجانب الدولة التركية في هذا المشروع أو أم يتم الوقوف ضدها بجانب التنظيمات الإرهابية وتقديم الخدمات للخطط القذرة التي تعد لها.

وأنا شخصياً ليس لدي أي شكوك بأن تركيا سوف تخرج منتصرة من هذه المعركة ولكن من أجل الحد من الآلام ومداوات الجروح ما الذي سوف يقوم بفعله أردوغان من أجل تخفيف الأعباء عنا حيال هذا الأمر.

ويجب علينا أن لا ننسى نقطة مهمة جداً على الشعب التركي أن يعمل مع تركيا الجديدة التي تعمل ضمن العدالة أو أن يتابع سيره في أرشيف التاريخ.

المصدر : صحيفة ستار ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى