في زمن الحرب الباردة تم إنشاء معادلة “الدمار المتبادل المؤكد” بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
تم إنشاء هذه المعادلة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الاميركية من أجل عدم الدخول في حرب بين الطرفين من شأنها أن تمحي الطرفين عن الوجود.
وبحسب أحد المصادر الأميركية أنه تم بدأ إنشاء معادلة في سوريا تشبه معادلة “الدمار المتبادل المؤكد”.
والواضح أن كل من روسيا وأميركا قسمت سوريا إلى قسمين من منتصفها وكل قسم تابع لأحد الدولتين.
فغرب الفرات يقع تحت سيطرة روسيا أما شرقه فيقع تحت سيطرة أميركا ولكن المسؤولين الأميركان يقولون أن هذه المرة المعادلة حساسة جداً على عكس معادلة “الدمار المتبادل المؤكد” أيام الحرب الباردة حيث أن الظروف الموجودة قد تؤدي في أي لحظة لبدء حرب كبيرة في المنطقة.
وبسبب تواجد الأكراد فإن تركيا تبدي اهتمامها بالمنطقة الشمالية الغربية ولكن المنطقة التي تحوي على توتر كبير ومن الممكن أن تنفجر في أي لحظة هي المنطقة الجنوبية الشرقية بحسب الإدارة الأميركية.
والوحدات الكردية التي حظيت بدعمٍ أمريكي كبير لن تقف من بعد استيلائها على الرقة بل سوف تذهب نحو الجنوب والهدف هنا ليس السعي وراء مسلحي تنظيم داعش الذين هربوا باتجاه دير الزور.
وإن البيت الابيض لم يضع استراتيجيته بعد ولكن هدف البنتاغون هو وصول قوات جيش سوريا الديمقراطية التي ستأتي من الشمال مع القوات العربية التي تلقت تدريبها في منطقة “التنف” وتسمى بـ “مغاوير الثورة” وقال المصدر الأميركي “وبعد هذا الاندماج سوف يتم استهداف مدينة دير الزور”.
تم جلب السلاح
بسبب عدم عقد الرئيس ترامب أي اجتماع حول سوريا لم يتم ظهور أي سياسة استراتيجية للإدارة الأميركية ولكن البنتاغون الآن يرسل الأسلحة المتطورة إلى منطقة التنف وللقاعدة العسكرية التي تبعد عنها 50 ميل نحو الشمال.
حيث قال مصادر مقربة من البنتاغون أنه تم وضع “راجمات الصواريخ عالية التنقل” في المنطقة وهذه الصواريخ لديها القدرة على استهداف المواقع التي تبعد 200 ميل عنها وعند السؤال عن السبب الاستراتيجي الذي من شأنه وضعت الصواريخ هناك لا يتم إعطاء أي جواب بسبب سرية الأمر.
ويبدي بعض المحللين في واشنطن خوفهم مما قد يحدث بالفعل أشياء كبيرة تفضي إلى انفجار كبير في المنطقة بسبب هذه التحضيرات.
العامل الإيراني
تحاول إيران فتح طريق لها من وسط دير الزور من أجل أن تسيطر عليها ونظام الاسد أيضاً لا يريد أن يسلم مدينة دير الزور التي تحوي على مصادر الطاقة بسهولة للولايات المتحدة.
وعند دخول المليشيات الإيرانية وقوات الأسد في صراع مع القوات التي تدعمها الولايات المتحدة في الشمال والجنوب وخصيصاً بعد توحدها وتشكيلها لقوة جديدة وما هي التصرفات التي من الممكن أن تقوم بها روسيا والإدارة الأميركية هو أمرٌ مجهول الآن
ولذلك مع التفكير في واشنطن بجميع السيناريوهات يتم العمل على وضع خطة جديدة حتى ولو كانت من شأنها أن تهدم معادلة “الدمار المتبادل المؤكد”.
ويتم العمل على دراسة أدق التفاصيل في حال تم حدوث معركة مع الروس.
العمل على منع الصراع
ولكي يتم منع حدوث هكذا صراع كبير لم يتم قطع التواصل بين روسيا وأميركا حتى في أكثر اللحظات التوتر بينهما.
حيث تنتظر الولايات المتحدة من روسيا وضع استراتيجيتها المتعلقة بالشمال الغربي لسوريا أما روسيا فتنتظر من ترامب أن يوضح استراتيجته السياسية بخصوص الأسد وسوريا.
وأكد المصدر الأميركي أن على اسرائيل الآن تتابع ما يحدث في الشرق السوري وبالأخص الحملة الإيرانية هناك حيث أنها تتابع وهي جاهزة للتدخل.
المصدر : خبر تورك ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام