أصيبت، أخيراً، مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بانتكاساتٍ خطيرةٍ، تزامنت مع حملة إعلامية سياسية، تدعو إلى إعادة اللاجئين إلى سورية، وإلى فتح حوارٍ وتنسيق بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري، لإتمام هذه الخطوة وإنجازها.
يُقدّر عدد اللاجئين السوريين في لبنان، والمسجّلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ، فضلاً عن أعداد أخرى غير معروفة، وغير مسجّلة لدى المفوضية، ومنتشرة في أكثر من منطقة لبنانية، وتخضع كاملة للأنظمة والقوانين اللبنانية. أما المخيمات، فمنها المنظّمة ومنها العشوائية، وتتركّز أيضاً في مناطق كثيرة، لا سيما في وادي البقاع، وعند الحدود في منطقة عرسال الحدودية.
أصيبت المخيمات، أخيراً، بـ “انتكاسات”، فقد تعرّض بعضها في منطقة عرسال لمداهمةٍ قامت بها وحدات من الجيش اللبناني، على خلفية معلوماتٍ عن وجود “إرهابيين” (وفقاً للمصطلح المستخدم) في مخيمين منها، ينوون القيام بأعمال تضرّ بالأمن اللبناني. وأدّت المداهمة إلى مقتل لاجئين، قيل إن بعضهم فجّر أحزمة ناسفة عند المداهمة، أدّت إلى مقتلهم وإصابة بعض الجنود، فيما تحدّثت معلومات لاحقة عن مقتل آخرين في ظروف غامضة بعد توقيفهم. وقال بيان لقيادة الجيش إن أربعة لاجئين قضوا جرّاء أمراض مزمنة، وظروف مناخية، في أثناء توقيفهم، وقبل التحقيق معهم.
وتضاربت المعلومات بشأن أعداد الذين لقوا مصيرهم وحتفهم، ما جعل حقوقيين وناشطين يشكّكون في أسباب الوفاة، ويطلقون حملةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطالبون فيها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتوفير الحماية لتلك المخيمات، ما يُعدّ تشكيكاً بقدرة السلطة اللبنانية على حماية المخيمات، وأيضاً مطلباً لحماية تلك المخيمات من أية مجموعات “إرهابية” مفترضة، تحاول اختراقها واستهدافها.
وبعد أيام قليلة من حادثة مخيمات عرسال، تعرّض مخيم للاجئين السوريين في بلدة قب إلياس البقاعية لحريق هائل لم تُعرف أسبابه، أدّى إلى مقتل طفلة وجرح عشرات آخرين، فضلاً عن احتراق عشرات الخيم. وبعد أربعين ساعة تقريباً، تعرّض مخيم آخر في مدينة بر إلياس المحاذية في البقاع الأوسط إلى حريقٍ هائل مماثل، ذهب ضحيته لاجئ آخر، وجرح فيه آخرون، ولم تُعرف أسبابه أيضاً.
الملفت أن هذه الأحداث التي حصلت في المخيمات تزامنت مع حملةٍ إعلاميةٍ سياسيةٍ، راحت تطالب بإعادة اللاجئين السوريين إلى سورية، فيما ذهب بعضهم في حملته إلى مطالبة الحكومة اللبنانية بفتح حوارٍ وتنسيق مع النظام السوري، لإتمام خطوة إعادتهم وإنجازها، إلا أن أطرافاً سياسية مشاركة في الحكومة رفضت الطلب، ووضعته في إطار محاولة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، وتلميع صورته، مقدمةً لإعادته إلى جامعة الدول العربية والحظيرة الدولية من بوابة لبنان، وفضّلت هذه الأطراف المشاركة في الحكومة معالجة هذا الموضوع من خلال الأمم المتحدة.
كشفت هذه التطورات أن هذه المخيمات تعيش حالةً من الخوف والقلق، وأنها غير آمنة، وقد تكون عرضةً، في أي وقت، لأي عملٍ يستهدف اللجوء السوري، من أجل إخضاعه، أو ترهيبه، أو شيطنته، مقدمةً لضربه وطرده من البلد. وفي مطلق الأحوال، من يدفع ثمن ذلك هو اللاجىء السوري الذي قد لا يكون له أي ذنبٍ في كل ما حصل معه، وجرى له.
الحملة التي أطلقها ناشطون حقوقيون لحماية المخيمات، وتأمين حقوق اللاجئين، بدأت تلقى صدىً في الأوساط اللبنانية المتفاعلة مع القضايا الحقوقية، وحدّت في مكانٍ ما، ما اعتبره بعضهم حملة عنصرية استهدفت اللاجئين، ولكن ذلك كله لم ينهِ معاناة أولئك، والتي تحتاج إلى حلّ جذري، يبدو أنه ما زال بعيداً.أصيبت، أخيراً، مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بانتكاساتٍ خطيرةٍ، تزامنت مع حملة إعلامية سياسية، تدعو إلى إعادة اللاجئين إلى سورية، وإلى فتح حوارٍ وتنسيق بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري، لإتمام هذه الخطوة وإنجازها. يُقدّر عدد اللاجئين السوريين في لبنان، والمسجّلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ، فضلاً عن أعداد أخرى غير معروفة، وغير مسجّلة لدى المفوضية، ومنتشرة في أكثر من منطقة لبنانية، وتخضع كاملة للأنظمة والقوانين اللبنانية. أما المخيمات، فمنها المنظّمة ومنها العشوائية، وتتركّز أيضاً في مناطق كثيرة، لا سيما في وادي البقاع، وعند الحدود في منطقة عرسال الحدودية.
أصيبت المخيمات، أخيراً، بـ “انتكاسات”، فقد تعرّض بعضها في منطقة عرسال لمداهمةٍ قامت بها وحدات من الجيش اللبناني، على خلفية معلوماتٍ عن وجود “إرهابيين” (وفقاً للمصطلح المستخدم) في مخيمين منها، ينوون القيام بأعمال تضرّ بالأمن اللبناني.
وأدّت المداهمة إلى مقتل لاجئين، قيل إن بعضهم فجّر أحزمة ناسفة عند المداهمة، أدّت إلى مقتلهم وإصابة بعض الجنود، فيما تحدّثت معلومات لاحقة عن مقتل آخرين في ظروف غامضة بعد توقيفهم. وقال بيان لقيادة الجيش إن أربعة لاجئين قضوا جرّاء أمراض مزمنة، وظروف مناخية، في أثناء توقيفهم، وقبل التحقيق معهم.
وتضاربت المعلومات بشأن أعداد الذين لقوا مصيرهم وحتفهم، ما جعل حقوقيين وناشطين يشكّكون في أسباب الوفاة، ويطلقون حملةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطالبون فيها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتوفير الحماية لتلك المخيمات، ما يُعدّ تشكيكاً بقدرة السلطة اللبنانية على حماية المخيمات، وأيضاً مطلباً لحماية تلك المخيمات من أية مجموعات “إرهابية” مفترضة، تحاول اختراقها واستهدافها. وبعد أيام قليلة من حادثة مخيمات عرسال، تعرّض مخيم للاجئين السوريين في بلدة قب إلياس البقاعية لحريق هائل لم تُعرف أسبابه، أدّى إلى مقتل طفلة وجرح عشرات آخرين، فضلاً عن احتراق عشرات الخيم. وبعد أربعين ساعة تقريباً، تعرّض مخيم آخر في مدينة بر إلياس المحاذية في البقاع الأوسط إلى حريقٍ هائل مماثل، ذهب ضحيته لاجئ آخر، وجرح فيه آخرون، ولم تُعرف أسبابه أيضاً.
الملفت أن هذه الأحداث التي حصلت في المخيمات تزامنت مع حملةٍ إعلاميةٍ سياسيةٍ، راحت تطالب بإعادة اللاجئين السوريين إلى سورية، فيما ذهب بعضهم في حملته إلى مطالبة الحكومة اللبنانية بفتح حوارٍ وتنسيق مع النظام السوري، لإتمام خطوة إعادتهم وإنجازها، إلا أن أطرافاً سياسية مشاركة في الحكومة رفضت الطلب، ووضعته في إطار محاولة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، وتلميع صورته، مقدمةً لإعادته إلى جامعة الدول العربية والحظيرة الدولية من بوابة لبنان، وفضّلت هذه الأطراف المشاركة في الحكومة معالجة هذا الموضوع من خلال الأمم المتحدة.
كشفت هذه التطورات أن هذه المخيمات تعيش حالةً من الخوف والقلق، وأنها غير آمنة، وقد تكون عرضةً، في أي وقت، لأي عملٍ يستهدف اللجوء السوري، من أجل إخضاعه، أو ترهيبه، أو شيطنته، مقدمةً لضربه وطرده من البلد. وفي مطلق الأحوال، من يدفع ثمن ذلك هو اللاجىء السوري الذي قد لا يكون له أي ذنبٍ في كل ما حصل معه، وجرى له. الحملة التي أطلقها ناشطون حقوقيون لحماية المخيمات، وتأمين حقوق اللاجئين، بدأت تلقى صدىً في الأوساط اللبنانية المتفاعلة مع القضايا الحقوقية، وحدّت في مكانٍ ما، ما اعتبره بعضهم حملة عنصرية استهدفت اللاجئين، ولكن ذلك كله لم ينهِ معاناة أولئك، والتي تحتاج إلى حلّ جذري، يبدو أنه ما زال بعيداً.
المصدر : العربي الجديد