ظهرت نتائج التحركات المعادية للاجئين السوريين فقد تم اختطاف امرأة سورية حُبلى وهي في العشرين من عمرها مع رضيعها الذي لم يكمل عامه الأول في مدينة ساكاريا وبعد أن اغتصبت المرأة تم قتلها عن طريق سحق رأسها بالحجارة، أما رضيعها فقد تم تغريقه وقتله.
المجرمون هم جيران الضحية واتضح أنهم زملاء زوجها في العمل.
إن جميع من حرض على استهداف اللاجئين السوريين من أشخاص ومؤسسات وإعلاميين وفنانيين هم مسؤولون عن هذه الجريمة الوحشية وشركاء بها.
فكل من عمل على تضخيم خطاب الكراهية ضد هؤلاء المظلومين والضيوف لدينا هو جزء من هذه الجريمة.
فهؤلاء السوريون لم يأتوا إلى بلادنا بطوعهم ولكن لكي يحموا أرواحهم من الحرب الداخلية والإبادة الجماعية الحاصلة على المستوى السياسي والاجتماعي فجاؤوا إلى دول الجوار.
وهذا صحيح إنهم الآن يشاركوننا عملنا وطعامنا وحياتنا ولكن هم مسلمون ولا يصح معاملتهم كما يتم معاملة من ذهب منهم إلى الدول الغربية، فنحن مدينون لحضارة عمرها آلاف السنين أنتجت عندنا هذه القناعة، فالدول الغربية تعامل اللاجئين على أنهم أدنى مستوى منهم، أما نحن فيجب ألا يكون هنالك فرق عندنا بين السوريين وبين إخواننا بالدم.
فعند حدوث كل ذلك علينا ألا نتجاهل أننا بحاجة إلى نظام جديد من أجل ضمان حقوق اللاجئين.
فالقضية نواجهها الآن لا تصدر من المشاكل التي سببها السوريون لبلادنا، بل هي خلق مساحة جديدة للصراع الداخلي عن طريق اللاجئين السوريين والهدف هنا هو تركيا أي أن الهدف هو جميعنا.
منذ فترة والأخبار تضخ بشكل منهجي خطاب كراهية ضد الأجانب ويجري التحريض ضد اللاجئين السوريين وبدأت هذه الحملة بقيادة الحزب المعارض الأول في تركيا “حزب الشعب الجمهوري ” وعدد من المجموعات الإعلامية المهيمنة في البلد ، هذا وقد كان زعيم الحزب المعارض قد صرح فيما مضى عن أنه في حال استلامه للسلطة سيعمل على تسكير الحدود مع سوريا وإعادة جميع اللاجئين إلى سوريا ودائما ما يتم ضخ خطاب الكراهية ضد الأجانب من أجل خلق قاعدة جماهيرية في البلاد.
بهذه العقلية تم جعل القاعدة الشعبية للحزب المعارض معادية للسوريين وإذا ما أجرينا بحث ضمن القاعدة الشعبية للحزب واطلعنا على النتائج سنلاحظ أن 99% ممن انتخبوا هذا الحزب هم كارهون للسوريين.
اتهام حزب “الشعبي الجمهوري” فقط هو من دون شك ظلمٌ كبير فقد بدأت أيضاً القاعدة الشعبية لدى باقي الأحزاب أيضاً بأخذ مواقف ضد السوريين مما جعل الأعمال العدائية تنمو فقد أثّرت الحملة الأخيرة التي كانت موجهة ضد اللاجئين بأنصار حزب “العدالة والتنمية” والحزب القومي وقد أولت قيادات الأحزاب لهذا الأمر اهتمامها وعملت على أخذ التدابير اللازمة من دون تأخير.
والسبب الرئيسي في زيادة العداء تجاه اللاجئين السوريين هو إظهارهم كهدف من قبل وسائل الاعلام والتحريض ضدهم ونشر أخبار مشوهة عنهم.
فإذا ما أجري العمل على بحث قصير فسيتضح كيف تم عمل كل من مجموعة “دوغان” والصحف والمحطات التلفزيونية القريبة من تنظيمي “ب ك ك ” و “فتح الله غولن” بشكل منظم على بث الكراهية ضد اللاجئين.
وكما ان هنالك بعض الفنانين الذين استخدموا الحرب النفسية ضد السوريين ويلاحظ كيف تم مشاركتهم في حملة التحريض عن طريق تغريداتهم على موقع تويتر.
وبالتأكيد يحب التذكير بما فعله هؤلاء الفنانون من أفعال خسيسة وفاحشة عن طريق تحريضهم.
ان ما يتم نشره ضد اللاجئين السوريين يدار من مراكز معينة بشكل ممنهج من أجل خلق مجالات جديدة للصراع في المجتمع ومن أجل ضرب ما اشتهرت به تركيا عبر التاريخ من كرم الضيافة وروح التضامن والإنسانية.
كانت الحرب السورية بمثابة امتحان للعالم وأدت هذه الحرب إلى ظهور الوجه الحقيقي السيء للدول الغربية أما تركيا فقد حصلت على تقدير واحترام جميع العالم الإسلامي بما لديها من انعدام كراهية وفتح أبوابها للمظلومين.
ويحاولون الآن سحب تركيا نحو الأسفل وانتزاعها من كونها مركز ثقل ويتوجب علينا نحن كشعب وبمقدمتنا الحكومة والقياديين المحليين عدم إعطائهم فرصة للقيام بذلك.
صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير وطن اف ام