قال روبرت مانينغ، الباحث الخبير، في مركز المجلس الأطلسي، مقره في الولايات المتحدة، إن فشل الدول المنتجة للنفط (أوبك)، في تجميد انتاج النفط، عند مستويات يناير/ كانون الثاني الماضي، جاء لصالح المملكة العربية السعودية.
أوضح مانينغ، في حديث للأناضول، إن السعودية، نجحت في الاستفادة من أسعار النفط المتدنية، واتبعت استراتيجية عدم فرض قيود على انتاجها، ومارست ضغوطات لانتاج النفط الخام ذو التكلفة العالية، مثل النفط الصخري الأمريكي.
وأشار الباحث، أن منتجي النفط، تناولوا في اجتماعهم الأخير، في العاصمة القطرية، الدوحة، مسألة تدني سعر برميل النفط الخام، لأول مرة إلى ما دون الـ 30 دولار أمريكي، في ينايرالماضي، مضيفًا أن الحفاظ على سعر برميل النفط فوق الـ 30 دولار للبرميل، يعني حفاظ السعودية على مستوى انتاج النفط بمعدل 10 ملايين برميل يوميًا، بفضل تكاليف الانتاج المنخفضة.
ولفت أن الاقتصاد السعودي يمكنه تحمل تدني أسعار النفط، لفترة أطول، من منتجي النفط الآخرين، وذلك بسبب امتلاكه نحو 600 مليار دولار من الاحتياطي الوطني، مؤكدًا أن الرياض راضية عن انخفاض أسعار النفط.
وذكر مانينغ، أن السعودية اشترطت التزام كافة المنتجين الكبار بمن فيهم إيران، بالموافقة على تثبيت الانتاج عند سقف معين، مضيفًا أن طهران عازمة على رفع مستوى انتاج نفطها إلى 4 ملايين برميل يوميًا، وذلك عقب رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وأضاف أن الصراع السني الشيعي بين السعودية وإيران، انتقل إلى أروقة منظمة “أوبك”، غير أن مصدر الصراع هنا، يتعلق بالاقتصاد أكثر من ارتباطها بالسياسة، بحسب قوله.
وذكر مانينغ، أن الولايات المتحدة، غدت ثالث أكبر منتج للنفط، عقب ثورة النفط الصخري الأمريكي، في 2008، حيث أنها بدأت نتنج حوالي 5 ملايين برميل يوميًا، لافتًا أن سوق النفط العالمي تغير، وأنه حان وقت تأقلم السعودية و”أوبك” مع النظام الجديد.
من جانبه قال توماس بوغ، الباحث في مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس للأبحاث”، مقرها لندن، إنه في حال عدم تسوية السعودية وإيران نزاعاتهما، داخل أوبك، فإن المنظمة ستفشل في اتخاذ أي قرار إيجابي في اجتماعها الاعتيادي المقبل في صيف 2017 بالعاصمة النمساوية فيينا.
وأفاد بوغ، أنه لايعتقد تحقيق التوازن في نسبة العرض والطلب على النفط في السوق العالمية، دون تدخل أوبك، موضحًا أن الطلب على النفط الخام خلال العام الحالي، والمقبل سيزداد.
وأوضح، أن المعطيات الاقتصادية للصين التي تعد أكبر مستوردي النفط الخام، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، جيدة، وتوقع قفزة في ارتفاع مؤشراتها خلال الفترة المقبلة.
وأشار أنه يتوقع ان يصل سعر برميل النفط الخام، في نهاية 2016 إلى معدل 45 دولارًا، كما أن الطلب الزائد على النفط خلال 2017، سيؤدي إلى ارتفاعه ليلامس حدود الـ 60 دولار للبرميل، بحسب توقعات الباحث.
يذكر أن “أوبك” فشلت في الاجتماع الوزاري لها، بالعاصمة القطرية الدوحة، الأحد الماضي، في تبني قرار تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد مفاوضات متعثرة استغرقت نحو 12 ساعة.
ولم تتحمل غالبية الدول المنتجة، التدني الحاصل في أسعار برميل النفط أكثر من 18 شهراً، لتبدأ رزمة إصلاحات هيكيلية اقتصادية، تهدف إلى ضبط النفقات عقب تراجع إيراداتها المالية.
المصدر : الأناضول