ضربت الأوضاع الاقتصادية العالمية وهبوط أسعار العملات، سوق الصرافة لموسم العمرة (رجب، شعبان، ورمضان) في السعودية للعام الجاري.
وقال شيخ صيارفة مكة المكرمة عادل الملطاني، إن العام الماضي سجل متوسط صرف عملات يومياً، نحو 30 مليون ريال سعودي (8 مليارات دولار).
وأضاف في تصريح للأناضول، “لكن توقعاتنا للعام الجاري كانت تشير إلى ارتفاع قيمة صرف العملات إلى 40 مليون ريال (10.7 مليون دولار) أو حتى 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار) يومياً بعد إنتهاء توسعة الحرم المكي، لكن ذلك لم يتحقق”.
وتابع، “هذه التوقعات لم تتحقق بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية التي تشهد تباطؤًا، وهبوط أسعار صرف معظم العملات على رأسها الجنيه المصري والجنيه الإسترليني وعملات أخرى”.
وأشار الملطاني أن متطلبات المعتمرين ومصروفاتهم خلال رحلة العمرة بين مكة والمدينة وبلادهم، تراجعت عما كانت عليه سابقاً بسبب الأوضاع الاقتصادية لدولهم”.
وتعد محال الصرافة في المشاعر المقدسة، واحدة من أكبر أسواق تبادل العملات في العالم، وتتيح صرف وتبديل أكثر من 62 عملة أجنبية، يأتي بها ملايين المعتمرين من بلدانهم.
وقال شيخ صيارفة مكة المكرمة، إن عدد المعتمرين خلال موسم العمرة الحالي يتراوح بين 8 – 10 ملايين معتمر، وهو أعلى من الموسم الماضي بنسبة 20% تقريباً.
وخلال الأيام العشر الأواخر من رمضان، بلغ متوسط الصرف اليومي للمعتمرين بين 20 مليون ريال (5.3 ملايين دولار) و25 مليون ريال (6.7 ملايين دولار) يومياً، فيما كان العام الماضي بحدود 30 مليون ريال (8 ملايين دولار) يومياً، وفق الملطاني.
وقال إن نشاط تحويل العملات في مكة المكرمة للموسم الجاري، تراجع بنسب تراوحت بين 25% إلى 33% عن مستوياته العام الماضي.
وتشهد سوق صرافة مكة المكرمة تحويل 62 عملة، والدولار الأمريكي هو الأكثر تحويلا للريال السعودي، خلال موسم العمرة، يليها اليورو من مسلمي الدول الاوروبية، ثم الجنيه الإسترليني والجنيه المصري والليرة التركية والدرهم المغربي والروبية الأندونيسية، والريجنت الماليزي.
وشهدت الليرة التركية الموسم الماضي 2015، نسبة تداول بلغت 10%، مقارنة مع إجمالي العملات الأجنبية، بحسب الملطاني الذي أشار أن حجم التداول اليومي لها في محال الصرافة بمكة المكرمة، بلغ نحو 700 ألف ليرة (241.5 ألف دولار) بين بيع وشراء”.
والريال السعودي مربوط بالدولار الأمريكي منذ أكثر من 30 عاماً، وتعادل العملة الأمريكية 3.75 ريالاً سعودياً لكل دولار واحد.
وذكر الملطاني، أن “صرف العملات تراجع بشكل كبير، “وأثر على حجم سوق صرف العملات إجمالاً.. تراجع سعر صرف الجنيه المصري بشكل كبير والجنيه الإسترليني، وجميع عملات دول شرق أسيا وشمال أفريقيا”.
وتعرض الجنيه المصري لتراجعات حادة خلال العام الجاري نتيجة الأوضاع الاقتصادية للبلاد. فيما تراجع الجنيه الإسترليني لأدنى مستوياته في 31 عاماً بسبب تصويت المواطنين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما أدى تباطؤ الاقتصاد العالمي لتراجع نسبي في العديد من عملات العالم.
المصدر : وكالات