قال المتحدث باسم السفارة الروسية في أنقرة، إيغور ميتياكوف، إن المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن”، الجمعة الماضي، “لن تؤثر على عودة العلاقات الطبيعية مع تركيا”، مؤكدا أن لقاءً سيجمع رئيسي البلدين في الثلث الأول من أغسطس/آب المقبل.
في تصريح أدلى به ميتياكوف ، أفاد أن “عودة العلاقات إلى طبيعتها بين موسكو وأنقرة، والتي بدات قبل المحاولة الانقلابية في تركيا، ما تزال مستمرة، حيث أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته إلى الوزارات والمؤسسات الفدرالية، بالاجتماع مع نظرائهم الأتراك، وتبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الخارجية”.
ولفت إلى أنه “بحث الجانبان في 14 تموز/يوليو الجاري (قبل يوم واحد من المحاولة الانقلابية)، سبل إعادة بدء رحلات الطيران الخاصة بين الطرفين، وتوسيع التعاون في المجال السياحي، كما شهد نفس اليوم لقاء بين مساعد وزير الخارجية الروسي، ومساعد مستشار وزير الخارجية التركية (لم يحدد الأسماء والمكان)، وجرى الحديث حول آفاق التعاون المشترك”.
وذكّر بأن “بوتين اتصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في 17 تموز/يوليو الماضي، عقب المحاولة الانقلابية”، مؤكدا أن “الزعيمين سيلتقيان في أقرب وقت ممكن، ومن المرجح أن يكون اللقاء خلال أول 10 أيام في أغسطس/آب المقبل”.
وأكد أن “التاريخ المؤكد، ومكان انعقاد اللقاء، سيتم تأكيده عبر القنوات الدبلوماسية، وبذلك تستمر العلاقات بالعودة إلى طبيعتها، دون التأثر بالمحاولة الانقلابية”، على حد تعبيره.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) ، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف إثارة الشغب والبلبلة وإرتكاب الجرائم واخيرا الإستحواذ على السلطة.
وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 27 حزيران/ يونيو الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.
وفي اليوم التالي جرى اتصال هاتفي بين الزعيمين، اتفقا فيه على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وأوعز بوتين إلى حكومته برفع القيود المفروضة على التجارة والمنتجات التركية والرحلات الجوية.
هذا وأفادت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا، رفعها القيود على الرحلات الجوية المدنية، إلى تركيا ابتداء من يوم الجمعة، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو الجاري.
وذكرت الوكالة في بيان لها نشرته في موقعها على الإنترنت ، أن قرار رفع القيود، جاء بناء على الضمانات الأمنية التي اتخذها المسؤولون الأتراك في بلادهم.
المصدر : وكالات