حللت شركة بريطانية أكثر من مليون وظيفة معروضة في السوق لمعرفة اللغات المطلوبة في مجالات العمل المختلفة إلى جانب اللغة الإنجليزية، وأي منها تؤدي إلى ارتفاع راتب صاحبها ومركزه الوظيفي أكثر من غيرها، لتخلص إلى تصنيف تسع لغات قالت إن تعلم أي واحدة منها إضافة إلى الإنجليزية يؤدي إلى قفزة في الرواتب.
والمفاجأة التي خلصت إليها الدراسة هي أن اللغة العربية تحتل المرتبة الثانية من بين اللغات التسع المطلوبة عند العمل إلى جانب الإنجليزية، كما أن من يجيد اللغتين العربية والإنجليزية يدخل في المنافسة على عدد كبير من الوظائف المطلوبة، ويحصل على راتب أعلى بكثير من متوسط الرواتب التي يحصل عليها أقرانه ممن يجيدون الإنجليزية وحدها دون العربية.
ورغم أن البحث أجري على سوق العمل البريطانية، إلا أنه الأول من نوعه، ومن شأنه أن يسلط الضوء على اللغات المطلوبة في العالم لدى أصحاب الشركات والأعمال وفي أسواق العمل الرئيسية، كما أن من شأنه أن يكشف تأثير اللغات الإضافية على الأشخاص الذين يجيدونها من حيث الوظائف والدخول المالية.
وأجرت الدراسة المسحية شركة (Adzuna) البريطانية المتخصصة، وقامت بتحليل مضامين أكثر من مليون وظيفة معروضة في السوق البريطانية، لتخلص إلى تحديد اللغات الإضافية المطلوبة إلى جانب الإنجليزية، وعددها تسع لغات فقط.
أما اللغة الأولى والأكثر طلباً فهي الألمانية، وقالت الشركة إن متوسط الرواتب المعروضة لمن يجيد اللغتين الإنجليزية والألمانية في بريطانيا يبلغ 34 ألفاً و534 جنيها استرلينيا سنوياً (45 ألف دولار)، وتأتي في المرتبة الثانية اللغة العربية بعد الألمانية مباشرة، ليتبين أنها مطلوبة أكثر من اللغات الرئيسية الأخرى كالفرنسية والإسبانية، ويبلغ متوسط راتب من يجيد اللغتين (عربي/إنجليزي) 34 ألفا و122 جنيه استرليني سنوياً (44.5 ألف دولار).
وتقول الدراسة إنه يوجد 1113 وظيفة مطلوبة حالياً في بريطانيا وتبحث عمن يشغلها، ويُشترط فيمن يتقدم لها أن يجيد اللغة العربية إلى جانب الإنجليزية، وهو ما يعني أن أبناء الجالية العربية في بريطانيا ما زالت لديهم فرص لا تتوفر لغيرهم من البريطانيين.
أما اللغة التي تحل في المرتبة الثالثة فهي الفرنسية، وهي اللغة التي يسود الاعتقاد بأنها الثانية في العالم من حيث الأهمية، إلا أن الظاهر أن كلاً من الألمانية والعربية تتفوقان عليها من حيث المردود المالي والوظيفي لمن يجيد هذه اللغات.
وتأتي في المرتبة الرابعة اللغة الهولندية، ويبدو أنها من بين اللغات المطلوبة في سوق العمل البريطاني بسبب العلاقات الوطيدة بين البلدين، وخاصة في المجال المالي والتجاري.
أما في المرتبة الخامسة فتأتي اللغة الإسبانية، وهي واحدة من بين اللغات الرئيسية في العالم من حيث عدد الناطقين بها بسبب أن أغلب دول أميركا الجنوبية تتحدث بهذه اللغة، إلى جانب إسبانيا ذاتها.
وتأتي في المرتبة السادسة اللغة اليابانية، وفي المرتبة السابعة الروسية، وفي الثامنة الإيطالية، أما في المرتبة التاسعة والأخيرة فتحل اللغة الصينية (المندرين).
يشار إلى أن أصحاب الأعمال والوظائف في العالم العربي باتوا يشترطون أيضاً إتقان لغات إضافية في مقدمتها الإنجليزية، بينما تعتبر اللغات الأخرى مزايا في أي موظف يتقدم للوظيفة، في الوقت الذي بات فيه العالم أشبه بقرية صغيرة وصار التواصل بين الدول والشعوب ركن أساسي لنجاح أي عمل أو تجارة.
هذا ودعت صحيفة الإندبندنت البريطانية العام الفائت إلى تعلم اللغة العربية ونسيان تعلم الصينية أو الفرنسية، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 300 مليون شخص يتحدثون العربية وهو ما جعل المعهد البريطاني يطالب بتعليمها في المدارس البريطانية.
وتضيف الصحيفة في تقرير لها أن بعض المدارس في بريطانيا تقوم بتعليم اللغة العربية للتلاميذ بالفعل مثل مدرسة هورتون بارك الابتدائية في برادفورد والتي تفعل ذلك منذ 3 سنوات.
وتصف كيف يقوم المدرس صالح باتل أحد القلائل في بريطانيا الذين يعملون مدرسين للعربية، فقد أعد المدرس بطاقات تحمل صوراً لحيوانات مع كتابة أسمائها على ظهر البطاقة ثم يعلم الأطفال كيفية نطقها.
وتتابع أنه في وقت لاحق من العام الدراسي يتعلم الأطفال كيفية صياغة جملة كاملة باللغة العربية.
وتقول الصحيفة: إن “الأطفال يعانون من تعلم اللغة العربية بسبب أنها تكتب من اليمين إلى اليسار عكس اللغات الأوروبية، ورغم ذلك يمكنك أن تلاحظ حجم الحماس بين التلاميذ لتعلم اللغة العربية”.
وتؤكد أن إدراج اللغة العربية على لائحة اللغات الأكثر أهمية في المدراس البريطانية جاء بعدما أعلن المعهد البريطاني أن العربية ثاني أهم لغة أجنبية للحصول على عمل في المستقبل بعد اللغة الإسبانية.