تسببت نتائج الانتخابات الأميركية التي ستحمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في صفعة قوية هزت أسواق المال والأسهم العالمية، حيث يشعر المستثمرون بعدم الثقة إزاء مستقبل سياسات التجارة والهجرة في الولايات المتحدة في جو من القلق الجيوسياسي على الصعيد الدولي. كما بدأت الأسواق الروسية يومها بانخفاض، متأثرة بالانخفاض في أسعار النفط، وذلك رغم فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، صاحب التصريحات الإيجابية بخصوص روسيا، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق نتائج أولية.
وهبطت التعاملات المستقبلية لمؤشر داو جونز 867 نقطة، أي بنسبة 4.7%، بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 5%، أي الحد الأعلى المسموح بالهبوط به خلال يوم واحد، مما يضع السوق الأميركية في مستوى الهبوط الأكبر منذ أغسطس/آب 2011، عندما انخفضت بنسبة 5.5% عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
وفي اليابان هبط مؤشر نيكاي الرئيس بنسبة 6.1%، وهو أكبر هبوط يسجله في عدة أعوام. كما هبطت أسواق آسيا الأخرى، وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 3.6%، ومؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية 3.4%. كما انخفض مؤشر شنغهاي بنسبة 1.3% وفقد مؤشر إس آند بي أي أس إكس في أستراليا 1.9%.
وكرد فعل للأسواق على تعليقات ترامب حول علاقة المكسيك بالولايات المتحدة، هبطت العملة المكسيكية البيسو بنسبة 11.5% إلى 20.73 للدولار.
يذكر أن المستثمرين كانوا يعولون على فوز هيلاري كلينتون التي يرون فيها ضمانة للاستقرار، مقابل المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تترتب على فوز ترامب.
وقال محللون إن فوز ترامب سيلقي الاقتصاد المكسيكي في مرحلة من الركود، فقد وعد خلال معركته الانتخابية بتقليص عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وإعادة التفاوض حول معاهدة التجارة الحرة في أميركا الشمالية ورفض اتفاقية التجارة الخاصة بدول المحيط الهادي المعروفة باسم “تي بي بي”.
وقال كبير محللي “سي أم أس ماركتس” في سيدني إن رد فعل الأسواق نتج عن القلق إزاء مستقبل التجارة العالمية وأثر ذلك على عمل الشركات الكبرى في العالم، بينما رأى كبير محللي الأسواق في ثنك ماركتس أن “الصدمة والخوف” يعتريان الأسواق حاليا.
وشهدت أسواق العملات هبوطا سريعا للعملة الأميركية بلغت 3.5% مقابل الين الياباني، حيث هبط الدولار إلى 101.26 ينا من 105.46 ينات، كما ارتفع سعر صرف اليورو إلى 1.1293 دولار من 1.1020 دولار.
وفي أسواق الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن في وقت الأزمات، فقد ارتفع سعر الأوقية بنسبة 4.7% إلى 1334.30 دولارا.
ولم تنج أسواق النفط من الهبوط، إذ فقد سعر برميل الخام الأميركي الخفيف 1.65 دولار أو 3.7% لينخفض إلى 43.33 دولارا في التعاملات الإلكترونية لنيويورك مركانتايل إكستشنج. كذلك فقد الخام الأوروبي برنت 1.35 دولار أي 2.9% إلى 44.69%.
وقد ضاعفت خسائر النفط بيانات من معهد البترول الأميركي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. فقد زادت المخزونات 4.4 ملايين برميل في أسبوع حتى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي إلى 485.6 مليونا، بينما توقع المحللون ارتفاعها بنحو 1.3 مليون برميل
هذا وتراجع الروبل الروسي إلى 64.01 مقابل الدولار الأمريكي، كما تراجع إلى 71.65 مقابل اليورو، وهو أقل سعر يصل إليه منذ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وشهد مؤشر بورصة موسكو للأسهم المقومة بالدولار “RTS”، انخفاضا بنسبة 0.9% مع بداية اليوم ليصل إلى 959.93 نقطة، كما انخفض مؤشر بورصة موسكو للأسهم المقومة بالروبل ” MICEX” بنسبة 1.31%، ليصل إلى 1950.16 نقطة.
ويرى خبراء أن الأسواق الروسية تأثرت بأسعار النفط أكثر من تأثرها بالانتخابات الأمريكية، حيث يُتوقع في حال عدم توصل اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي سينعقد في 30 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، إلى اتفاق بخصوص تجميد إنتاج النفط، أن يتراجع سعر الروبل مقابل الدولار إلى الأمريكي إلى 67 أو 69.