اقتصاد

العفو الدولية : مئات آلاف اللاجئين السوريين بتركيا “في فقر مدقع”

حذرت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) من أن مئات آلاف اللاجئين السوريين في تركيا يعيشون اليوم في فقر مدقع لعدم وجود ملجأ لهم في المخيمات. وأشارت إلى أن سياسة “الأبواب المفتوحة” التي انتهجتها الحكومة التركية حيال اللاجئين السوريين قد استنفدت قدراتها أمام التدفق الهائل لهؤلاء اللاجئين.

وأوضحت منظمة العفو في تقرير لها اليوم الخميس أن أكثر من 1.6 مليون سوري عبروا الحدود التركية هربا من الحرب التي تجتاح بلادهم منذ العام 2011، لكن 220 ألفا منهم فقط وجدوا ملجأ لهم في 22 مخيما تديرها الحكومة التركية.

في حين أن 1.38 مليون يشكلون 85% من اللاجئين تركوا يواجهون مصيرهم بأنفسهم في عدد من المدن التركية، وقدرت المنظمة عدد السوريين المتواجدين في إسطنبول فقط بنحو 330 ألفا.

وكتبت المنظمة أن “عددا متزايدا من اللاجئين السوريين يكافحون للبقاء على قيد الحياة فحسب”، وقدرت عدد الذين قد “يواجهون أو هم يعيشون بالفعل في فقر مدقع” بمئات الآلاف.

وأعربت المنظمة الحقوقية الدولية عن قلقها من أن بعض هؤلاء اللاجئين باتوا يشعرون باليأس إلى حد أنهم يفكرون حتى بالعودة إلى سوريا رغم الحرب.

وفي هذا التقرير أشادت منظمة العفو الدولية بسخاء الضيافة التي وفرتها تركيا للسوريين مقارنة مع “الفشل الذريع” للمجتمع الدولي و”التزاماته المالية غير الكافية”، حيث أكدت الحكومة التركية أنها أنفقت أكثر من أربعة مليارات دولار لاستقبال السوريين الذين تعتبرهم رسميا بمثابة “ضيوف”.

بطاقات هوية

وفي مؤتمر صحفي بإسطنبول، أعرب ممثل منظمة العفو الدولية أندرو غاردنر عن ارتياحه للقرار الأخير الذي اتخذته تركيا بمنح بطاقات هوية للاجئين المسجلين، لكنه أعرب عن الأسف، لأن قسما منهم فقط مسجل.

وقال غاردنر “يمنع تقديم أي مساعدة للاجئين غير المسجلين حتى ولو كانت أساسية. حتى إن الذين سجلوا لم يحصلوا حتى الآن على مساعدة”، ووصف هذا الوضع بأنه “غير إنساني”.

ولفتت منظمة العفو إلى أن بعض اللاجئين منعوا من دخول الأراضي التركية، فيما تعرض الذين يحاولون الدخول إليها بصورة غير قانونية لأعمال عنف من جانب قوات الأمن التركية، بما في ذلك “إطلاق الرصاص الحي عليهم أو تعرضهم للتعذيب”.

وجمعت منظمة العفو الدولية أدلة بخصوص 17 عملية إطلاق نار قاتلة و10 حالات عنف تعرض لها 31 شخصا من جانب قوات الأمن التركية بين ديسمبر/كانون الأول 2013 وأغسطس/آب 2014.

وروى اللاجئ السوري غني أوزديمير (35 عاما) الخميس أن ابنه البالغ الرابعة عشرة من العمر أصيب برصاصة في الرأس بيد أحد عناصر حرس الحدود الأتراك بينما كان يدخل بصورة غير قانونية إلى البلد. ويعاني ابنه الآن من العمى. وقال أمام الصحفيين “لم يعد في وسعنا أن نتحمل. لقد تساءلت مرارا عما إذا لم يكن من الأفضل عدم المجيء إلى تركيا”.

وردا على وكالة الصحافة الفرنسية، أجاب متحدث باسم الوكالة التركية المكلفة بالحالات الطارئة على تقرير منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الجهد الذي بذلته تركيا لاستقبال 200 ألف لاجئ أتوا من منطقة عين العرب (كوباني).

وأوضح أنه بفضل الخبرة التي اكتسبتها تركيا في أربع سنوات، تمكنت السلطات من تقديم الغذاء والمسكن والعلاج والدعم النفسي الضروري للموجة الأخيرة من النازحين السوريين، حيث عبر 130 ألف لاجئ سوري الحدود التركية خلال ثلاثة أيام فقط.

وتستضيف تركيا نصف عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب لدول الجوار وعددهم 3.2 ملايين وفق تقارير الأمم المتحدة، حيث يستضيف الأردن 619 ألف لاجئ مسجل إضافة لأعداد أخرى غير مسجلة، في حين بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.13 مليون (نحو ربع عدد سكان لبنان)، لكن يعتقد أن عددهم أعلى بكثير، وهو ما دفع السلطات اللبنانية لاتخاذ إجراءات صارمة بمنع دخول اللاجئين السوريين إلى لبنان الشهر الماضي إلا في حالات خاصة.

وكالات – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى