واقع المعارك في ريف حلب الجنوبي واستماتة جيش الأسد، والميليشيات المساندة له، من أجل استرداد المناطق التي خسرتها في جنوب حلب، فرض على الثوار إيقاف عملياتهم العسكرية التي تهدف للسيطرة على كامل مدينة حلب ضمن “ملحمة حلب الكبرى”.
فشل المليشيات بالتقدم من جديد
الأيام الثلاثة الماضية شهدت تصدٍ لأعنف هجوم شنته المليشيات المساندة للأسد على مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب الجنوبي، والمدرسة الفنية الجوية في منطقة الراموسة، وتكبدت خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وعلق مسؤول العلاقات العامة في المكتب الإعلامي التابع “لفيلق الشام” “أحمد أحمد” أن الثوار تمكنوا من التصدي لمحاولات نفذتها المليشيات الداعمة للأسد والقوات المرادفة لها، من مليشيا لواء القدس الفلسطيني، ومقاتلي لبنانيين في سبيل التقدم نحو التلال الإستراتيجية التي يسيطر عليها الثوار في ريف حلب الجنوبي، وركز المهاجمون على تلتي الجمعيات والمحروقات المطلتين على طريق المدنيين الواصل بين مدينة حلب وريفها.
وأضاف المسؤول: إنه وخلال يومي الجمعة والسبت تصدى الثوار لمحاولة اقتحام شنتها المليشيات على محاور “الجمعيات، العامرية، تلة المحروقات والمدرسة الفنية الجوية”، حيث تكبد النظام خلالها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، فاقت المئة قتيل، بالإضافة لتدمير دبابتين ومجنزرتين للمليشيات المهاجمة.
محاولة متعددة والصورة ثابتة
طابع اليأس من تحقيق التقدم، واسترداد المواقع التي خسرتها قوات الأسد في المنطقة. بدأ يظهر تباعاً على محاولات المليشيات مؤخراً، نتيجة فشلها المتواصل بتحقيق أي نصر على طول جبهات القتال الجديدة قرب أحياء مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة الأسد أو في ريف المدينة الجنوبي.
وبحسب القيادي في فيلق الشام “نسيم الخطيب” فإن المليشيات المساندة للأسد تحاول وبشكل شبه يومي التقدم على الطريق الجديد الذي فتحه الثوار نحو الأحياء التي يسيطرون عليها، داخل مدينة حلب، في سبيل إعادة تطبيق الحصار العسكري الذي عملت قوات الأسد من أجل فرضه على الأحياء المحررة منذ أكثر من سنتين.
وأضاف الخطيب: وصل عدد قتلى الأسد والمليشيات الموالية له خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أكثر من ثمانمائة قتيل سقطوا خلال أكثر من عشرين محاولة تقدم في عدة جبهات، أبرزها تجمع الكليات العسكرية، وتلة المحروقات، ومنطقة ال 1070 شقة، بالإضافة إلى تدمير العديد من الآليات العسكرية.
هل توقفت ملحمة حلب الكبرى؟
لم يكن الهدف من المعركة التي أطلق الثوار عليها اسم (ملحمة حلب الكبرى) كسر الحصار فقط.
حيث أكدت الفصائل المشاركة نيتها تحرير حلب بشكل كامل، وما كسر الحصار إلا جولة ضمن جولاتها كما أوضحت غرفتي عمليات “جيش الفتح وفتح حلب”.
لكن وبعد توقف العمليات العسكرية ضد قوات الأسد واقتصار دور الثوار على الدفاع، بدء التساؤل حول ما إذا كانت المعركة توقفت، وهذا ما أجاب عنه القيادي في فيلق الشام “نسيم الخطيب” خلال حديثه لـ”وطن”، بالقول: “معركة تحرير ما تبقى من مدينة حلب لم تتوقف ويتم التحضير لها”.
وأضاف: “شكلَ الموقع الجغرافي الذي اختاره الثوار لعملية كسر الحصار عن الأحياء الشرقية من المدينة صدمة بالنسبة إلى نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، خاصة وأننا اخترقنا أكثر الأماكن تحصيناً وهي منطقة الراموسة، التي تضم أعتى الثكنات العسكرية تجهيزاً وقوة، وأخص بالذكر كليتي التسليح والمدفعية بالإضافة إلى المدرسة الفنية الجوية، وقد تمكن الثوار من السيطرة عليها خلال وقت قياسي”.
وتابع الخطيب: “نعمل اليوم على تأمين منفذ المدينة الوحيد الذي تم فتحه مؤخراً من الجهة الجنوبية، وتحصين مواقعنا في المناطق التي سيطرنا عليها، إضافة إلى امتصاص هجمات المليشيات الإيرانية التي تحاول جاهدة السيطرة على أي نقطة، أو منطقة دون النظر إلى أهميتها، وهو ما يعكس الصورة التي باتت عليها معنويات مقاتليها التي وصلت إلى الحضيض نتيجة فشلهم المتواصل”.
لا يقتصر ترقب اعلان الثوار بدء معركة تحرير مدينة حلب على المقاتلين والمدنيين المتواجدين في مناطق سيطرتهم، إنما وصل إلى داخل ثكنات قوات الأسد، حسب مصادر كشفت حالة التخوف في صفوف قوات الأسد، والميليشيات، بعد الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها خلال مراحل المعركة السابقة والتي انتهت بالسيطرة على أهم وأعتى الكليات العسكرية في حلب قوة وتحصيناً.
منصور الحسين
وطن إف إم