تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي، بيانات لعدة قياديين في تشكيلات عسكرية معارضة في الجنوب السوري، ودعت البيانات الى التخلي عن المسمى والصفة التي يحظى بها القياديون في سبيل إزالة أي عثرات لأي خطوة توحد تلوح في الأفق، والقيام بعمليات عسكرية كبيرة على مستوى المدن الكبرى في درعا والقنيطرة، كمال هو حال جيش الفتح في إدلب.
وقال أبو هادي العبود قائد فرقة فلوجة حوران، والذي كان بيانه الأوسع انتشارا على مواقع التواصل، والتشكيل العسكري الذي يقوده يعتبر من أقدم التشكــــيلات العسكرية وأكثرها شعبــــية: سبب اعلان التخلي عن المنصب الذي اشغله او مسمى الفصيل الذي انتمـــى إليه حتى لا تكون المسمـــيات سبــبا لتأخير أو تأجيل عمل، قد يكون هناك من له تطلعات تتعلق بالمسمى أو المنصب، وتابع العبود: «هذا وقت عصيب، ومرحله حساسة بل حرجه وقد تكون هذه الخطوة التي بدأنا بها، بذره طيبه تلاقي أرضية خصبة لتنمو وتكبر».
وأضاف العبود: « لن نكون وحيدين بهذه الخطوة، وأن هناك أملا كبيرا لدينا كجيش حر وكمواطنين يتوقون للحرية، وتوجد فصائل كثيرة لديها من الطموح كما لدينا، وربما تزيد عنا كتشكيلات تحالف صقور الجنوب، وعلى رأسها جيش اليرموك بالإضافة للجيش الأول، والفيلق الأول وغيرها من تشكيلات الجيش الحــــر من درعا، فإن أيديـــنا ممدودة للجميع، عملنا معهم وسنعمل معهم وتنازلنا وسنتـــنازل من أجل تحقيق الوحدة عملا بقوله تعالى يد الله مع الجماعة».
وحول إمكانية تطور هذه الخطــــوة الجريئة التي تعد الأولى من نوعها وهل من الممكن أن تتبعها أفعـــال أخرى قال العبود: سيكون هناك عمل عسكري تذوب فيه كل المسميات خلف الهدف الرئيسي وهو إخراج النظام من مدينة درعا، ويكون عمل يجمع كل الفصائل تحت مسمى واحد.
ولفت الى أن كل الاحتمالات واردة من ان يكون الاندماج تحت غرفة عمليات واحدة كما حصل في غرفة عمليات جيش الفتح في إدلب أو توحد كامل، ولكن الهدف يبقى هو الوصول لعمل عسكري منظم، وأجاب العبود عن إمكانية مشاركة جبهة النصرة والفصائل الإسلامية في المعركة التي تعد لمدينة درعا أو للتوحد قائلاً: «إن هذا كلام سابق لأوانه، مؤكداً انه بعد أن تحدد غرفة العمليات وتعلن، سنرحب بكل من يلتقي هدفه معنا وهو التحرير، وبيّن أن نجاح هذه المساعي للتوحد ومقوماتها تأتي بعد التخلي عن المسميات والانخراط بجسم عسكري إما تحت مسمى جيش أو غرفة عمليات، وإن وجدت عوائق فتكون بسبب حب الذات والغنائم.
بدوره يأمل الناشط الإعلامي أبو محمود الحوراني أنتيكون هناك استجابة من الفصائل المقاتلة على أرض حوران للبيان الذي أطلقه القيادي في الجيش الحر أبو هادي العبود، وأن يحذوا حذو إخوانهم المجاهدين في إدلب.
وحول قدرة الثوار في درعا على تنفيذ نموذج جيش الفتح قال: «حقيقة نتحدث عن فصائل مقاتلة حررت أغلب المناطق في حوران، ولم يبق إلا القليل فإذا حدث التوحد المنشود تحت مظلة واحدة سينعكس ذلك على أرض الواقع وستكون هناك انتصارات تشهد لها سوريا».
ويرى ناشطون أن أي خطوة للتوحد ستكون في درعا أسهل مع الالتقاء الكبير في الأهداف والرؤى لدى غالبية فصائل الجيش الحر في درعا والتي تنضوي تحت الجبهة الجنوبية، والعائق الأكبر سيكون بحسب آخرين هو الديكتاتورية التي كانت تتجلى ببعض قيادة الفصائل والتي باتت بوادرها تتلاشى مع بيانات اليوم.
المصدر : القدس العربي