بعد مرور نحو أربع سنوات ونصف على بدء الثورة السورية، والتي تحولت لاحقا إلى صراع مسلح متعدد الأطياف، تنقسم أراضي البلاد حاليا إلى مساحات قد تبدو متكافئة بين القوى الأربعة الفاعلة، وهي نظام الأسد وكتائب الثوار والقوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية.
ولعل أبرز التغييرات الميدانية البارزة على خريطة سوريا لهذا العام توسع النفوذ الكردي بشمالي البلاد، فبعد أن كان مقتصرا على الزاوية الشمالية الشرقية من سوريا وبعض النقاط الصغيرة الأخرى، أصبح الأكراد يسيطرون تقريبا على معظم الشمال السوري من الحسكة إلى شمال حلب، إضافة لمنطقة عفرين بالشمال الغربي.
وتسيطر كتائب الثوار على أجزاء واسعة من شرق مدينة حلب، ومن ريفها في الجهات الأربع، بينما تتنازع مع الأسد في عدة مناطق داخل المدينة، وفي بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية شيعية موالية للأسد.
كما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” على مناطق بريف حلب تتوزع بين محيط بلدتي مارع وإعزاز (قرب الحدود مع تركيا)، فضلا عن بلدات منبج والباب وجرابلس، بينما تدور معارك بين التنظيم والثوار في عدة نقاط. وينتشر التنظيم أيضا في مناطق واسعة من الصحراء (بادية الشام) بوسط وشرقي سوريا، متمركزا في محافظتي الرقة ودير الزور، ومتنازعا مع قوات الأسد في تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، ومع الأكراد في مناطق بالحسكة.
أما محافظة إدلب فتبدو في معظمها بيد الثوار، باستثناء بلدتي كفريا والفوعة اللتين تقطنهما أغلبية شيعية موالية للأسد، والخاضعتين للحصار والقصف من قبل الثوار.
ويمتد الشريط الخاضع لسيطرة الأسد على معظم الجزء الغربي من سوريا، من الحدود مع تركيا شمالا إلى الحدود مع الأردن جنوبا، ليشمل معظم ريف اللاذقية، ومرورا بمعظم محافظة حماة، والجزء الغربي من محافظة حمص، وكذلك العاصمة دمشق ومناطق متفرقة من ريفها، وصولا إلى محافظة السويداء ونحو ثلث مساحة محافظة درعا.
وتتخلل المناطق السابقة عدة نقاط تخضع للثوار، وأهمها جبل التركمان وجبل الأكراد في اللاذقية، ومناطق واسعة من سهل الغاب بريف حماة، وبلدتا الرستن وتلبيسة في ريف حمص، وأجزاء كبيرة من الغوطتين الشرقية والغربية حول دمشق، إضافة إلى معظم مساحة محافظة درعا.
المصدر : الجزيرة