ميداني

“الزبداني” صامدة رغم 200 شهيد وآلاف القذائف و”البراميل”

ما تزال مدينة “الزبداني” صامدة، رغم سقوط أكثر من 200 شهيد من المدنيين ومقاتلي المعارضة، وآلاف القذائف، التي سقطت عليها، منذ بدء عمليات قوات الأسد وحزب الله اللبناني للسيطرة على المدينة، منذ نحو 75 يوم.

وتعتمد فصائل المعارضة في قتالها ضد قوات الأسد، على إسلوب الكر والفر، وضرب حواجز قوات حزب الله و قوات الأسد، التي تمكنت من التوغل في أجزاء واسعة من المدينة، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى في صفوفهما، كان آخرها مقتل 18 مقاتلاً من حزب الله، و11 مقاتلاً من قوات الأسد، يوم الجمعة الماضي، بحسب ما أوضحت تنسيقية الزبداني.  

وأوضحت التنسيقية ذاتها أن عدد قتلى حزب الله والذين تم تأكيد هويتهم بلغ 111 مشيرةً أن العدد الحقيقي هو 300 قتيل من الحزب.  

وأفادت مصادر محلية للأناضول، أن قوات حزب الله و نظام الأسد، قامت بتهجير أهالي الزبداني في المناطق التي سيطروا عليها إلى مدينة مضايا (جنوب الزبداني) التي تسيطر عليها المعارضة، وتعرض لقصف مستمر مصدره قوات الأسد، لافتين إلى أن نحو ألفي برميل متفجر، وألف صاروخ فراغي، ومثلها من صوايخ أرض أرض، إلى جانب آلاف القذائف المدفعية، سقطت على المدينة المحادية للحدود السورية مع لبنان.  

وأشارت المصادر نفسها أن مقاتلي المعارضة، باتوا محاصرين في مساحة قدرها 2,5 كيلو متر مربع من المدينة، من أصل 9 كم متر مربع هي مساحة الزبداني، لكن المصادر ذاتها أكدت أن قوات المعارضة داخل وخارج الزبداني، ما زالت قادرة على ضرب قوات الأسد، وفتح طرق إمداد مؤقتة عن طريق استهداف حواجز النظام، وخاصة في منطقة الجبل الشرقي المحاذي للمدينة.  

ولفتت المصادر إلى أن الأوضاع الإنسانية في المدينة صعبة جداً، في ظل شحّ الغذاء والدواء، وأن مئات الجرحى فيها بحاجة لعناية طبية مباشرة.  

ودفعت العمليات العسكرية على الزبداني فصائل المعارضة السورية، في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، إلى شن عمليات عسكرية ضد قوات الأسد، حيث أطلقت فصائل الغوطة الغربية معركة “لهيب داريا” الشهر الماضي، وتمكنت من خلالها التقدم في محيط مطار المزة العسكري، فيما أطلق “جيش الإسلام” في غوطة دمشق الشرقية، عملية عسكرية أطلق عليها اسم “الله غالب”.  

وأعلن جيش الإسلام، في بيان له اليوم الثلاثاء، عن سيطرته على منطقة تل كردي، القريب من سجن عدرا المركزي شرق دمشق، ومناطق جبلية شمال دمشق بالقرب من القلمون، كانت تستخدم لقصف الغوطة وحصارها على مدار 3 أعوام.  

وأفادت مصادر عسكرية في المعارضة للأناضول، أن اشتعال جبهات دمشق، أدى إلى سحب أعداد كبيرة من قوات الأسد من محيط الزبداني إلى مناطق أخرى، تقدمت فيها المعارضة، خاصة وأن “جيش الإسلام” تمكن من الوصول إلى الطريق الدولي بين دمشق وحمص، وهو ما يعتبر مؤشراً خطيراً بالنسبة لقوات الأسد.  

تجدر الإشارة إلى أن مدينة “الزبداني” في محافظة ريف دمشق التي تسعى قوات الأسد وحزب الله للسيطرة عليها، وبلدتي “الفوعة” و”كفريا” شمالي محافظة إدلب (ذات الأغلبية الشيعية)، التي تسعى قوات المعارضة للسيطرة عليهما، كانت محور لمفاوضات، جرت الشهر الماضي بين حركة “أحرار الشام” المعارضة، ووفد إيراني.  

باءت المفاوضات بين المعارضة المسلحة وإيران بالفشل، نتيجة ما اعتبرته المعارضة السورية “إصرارٌ من قبل إيران على تفريغ الزبداني من سكانها السنة”، فيما لم يصدر أي تصريح بهذا الشأن من الجانب الإيراني.

المصدر : الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى