ميداني

أكثر من 250 صورة لشهداء مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق (توثيق +18))

الساعة الثانية صباحا من يوم الاربعاء 21-8-2013 ارتكب نظام الأسد مجزرة مروعة بحق سكان الغوطة الشرقية والغربية أدت إلى سقوط مئات الضحايا والمصابين في المنطقة التي تشهد أيضا جرائم قصف عشوائية يومية.

جريمة الأسد كانت بقصف عدة قرى وبلدات في الغوطة بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية وهو الهجوم الأضخم منذ أن بدا الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المناطق الثائرة. 

المفارقة في الأمر أن هذا الهجوم الأضخم من نوعه جاء في الوقت الذي تتواجد فيه لجنة الخبراء الخاصة بالكشف عن استعمال المواد الكيماوية في مدينة دمشق بعد وصولهم الى الأراضي السورية بتاريخ 18-08-2013، علماً أن ولاية اللجنة المذكورة محصورة في مناطق متفق عليها، مع نظام الأسد الذي يقوم بالهجوم بالأسلحة الكيماوية، وهي لا ترتقي إلى مهمة اثبات الجهة المستخدمة للسلاح الكيماوي، بل فقط اذا كان هذا السلاح قد تم استخدامه أم لا.
في التفاصيل حدث أن تعرضت كل من زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية و مدينة المعضمية في الغوطة الغربية إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مئات المصابين. واستيقظت تلك المناطق على كارثة إنسانية لاتوصف، وخاصة في ظل الأعداد الهائلة التي توافدت إلى النقاط الطبية التي تعاني أصلا من الحصار ونقص الكوادر والافتقار إلى أبسط التجهيزات اللازمة لمواجهة حالات مماثلة.

الجريمة ضاعت على طاولات الأمم المتحدة بين اتهامات لنظام الأسد وتردد في اسلوب تحديد من استخدم السلاح الكيماوي بعد أن اتهم نظام الأسد الثوار باستخدام السلاح ضد أنفسهم لتوريطه امام الراي العام العالمي وتجريمه مستخدما في ذلك عدد من الشخصيات العامة ومنها شخصية دينية استغربت عدم وجود النساء بين الضحايا في الغوطة مدعية ومن وراءها نظام الأسد بأن اطفال الغوطة هم نفسهم الاطفال الذين اختطفوا من المناطق الموالية لنظام الأسد في جبال اللاذقية دون أن تأتي بأي دليل على ذلك.
الضربة الكيماوية خلفت أعداد هائلة من الشهداء من مختلف الأعمار ولم تفرق بين طفل وشيخ وامرأة.

ويعتبر غاز الأعصاب في اكس  المُحرّم دوليًّا والمستخدم في مجزرة الغوطة من بين المواد الأكثر سميّة التي تم إنتاجها حتى الآن، أكثر فتكًا 20 مرة من “السيانيد”، حيث يهاجم الجهاز العصبي وغالبًا ما يؤدي لفشل الجهاز التنفسي، ويتسبب بمقتل الأحياء على نطاق واسع كما يصعب اكتشافه لكونه عديم الرائحة والطعم واللون.وهو ينتشر مع والهواء ولا راد له سوى الأقنعة الواقية والتي كان وقتها من المستحيل تأمينها لجميع السكان في الغوطتين

المجزرة دفعت الدول الكبرى للتوجه بالتهديدات لنظام الأسد وكما كان الحال اتجاه اسلحة الدمار الشامل الافتراضية في العراق بدأت الدول بضرب طبول الحرب اتجاه سوريا لكن بشار الأسد كان أجبن من أن يواجه المجتمع الدولي فوافق إثر المجزرة  على الانضمام إلى اتفاق لحظر الأسلحة الكيماوية، حيث وضع ترسانته تحت تصرّف المنظمة الدولية بعد تهديد واشنطن له بشكل صريح بشن ضربات جوية على بلاده، وكان أن صدرَ القرار الدولي 2118 في أيلول 2013 القاضي بتدمير كامل الترسانة بحلول منتصف 2014 عبر تسليم الأسد أكثر من 1300 طن من الأسلحة الكيماوية التي أعلن عنها، وتدمير منشآت الإنتاج والتخزين المتواجدة ضمن البلاد.

ووفقًا لتقرير فرنسي فإن سوريا كانت تملك إحدى أكبر ترسانات السموم في العالم، والتي كانت تُهدّد منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وبالفعل تم الإعلان عن كامل الترسانة السورية المُعلن عنها في أغسطس 2014 وذلك على متن سفينة أمريكية في البحر الأبيض المتوسط، وفي منشآت لمعالجة النفايات التجارية السامة.

أثنى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، على عملية تسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية لحكومات غربية، وتعاونها، معتبرًا ما حدث خطوة مهمة نحو القضاء على خطر نشوب حرب كيماوية في المنطقة، فيما اعتبرها “بان كي مون” “علامة تاريخية”.

المواقف الإيجابية من نظام الأسد جاءت وكأن الغرب حمد الله على المجزرة التي كانت السبب في رأيهم بأن أصبح  العالم اكثر أمنا كما جاءت التصريحات وقتها ولكن هذا الأمن جاء على حساب أكثر من 1429 شهيدا و 3600 اصابة خلال ثلاث ساعات

 

 

 

 

{gallery}news/2016/8/21/11{/gallery}

 

 

وطن إف إم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى