شهدت سوريا هدوءًا نسبيًا، خلال الـ 24 ساعة الأولى من الهدنة التي بدأ العمل بها مساء أمس الأول الإثنين بالتوقيت المحلي، فيما سجلت بعض الخروقات من قوات الأسد في حلب وحماه والقنيطرة ، ولم تسفر عن وقوع ضحايا.
وأكدت مصادر محلية للأناضول، وقوع عدد من الخروقات المتقطعة من قبل قوات الأسد، حيث استهدف الطيران الحربي التابع للنظام منطقة الحندرات بريف حلب، إضافة لاستهداف مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي بالمدفعية الثقيلة، فيما تعرضت عدة بلدات في ريف القنيطرة جنوبي البلاد لقصف بالصواريخ ومدافع الهاون، وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين عليها.
من جانب آخر نقلت قناة “روسيا اليوم” عن وزارة الدفاع الروسية “تسجيل 23 خرقًا للهدنة من قبل فصائل المعارضة”، وشددت الوزارة على أن “قوات الأسد ملتزمة بوقف اطلاق النار”، داعية الأخير لـ”عدم الانزلاق وراء استفزازات المعارضة السورية”، بحسب القناة.
يذكر أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا قد توصلا في جنيف، يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دون أي إشارة للحل السياسي أو حديث عن المليشيات الطائفية التي تساند الأسد، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.
وتشمل الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وتنفيذ عمليات عسكرية أمريكية روسية مشتركة ضد “الجماعات المتشددة” التي لا يشملها الاتفاق، وبينهما تنظيمي “داعش”، و”فتح الشام”. وشهدت مناطق سيطرة المعارضة في سوريا يومًا دمويًا في اليوم الأول من عيد الأضحى، قبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث سقط 34 شهيداً في ريف دمشق وإدلب وحمص ودرعا على يد قوات الأسد والقوات الموالية لها بحسب ما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الانسان.
وكثّف نظام الأسد خلال الساعات الـ48 السابقة لبدء الهدنة، عمليات القصف الجوي على المناطق الخارجة عن سيطرته، بمشاركة الطيران الروسي، والتي طالت غالبية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، متسببة بخسائر بشرية كبيرة، حيث وقعت أكبر الخسائر في مدينة إدلب بعد استهداف السوق الرئيسي في المدينة بغارات جوية، السبت الفائت؛ حيث استشهد 63 مدنيًا وأصيب العشرات، حسب مصادر في الدفاع المدني.
وطن إف إم / اسطنبول