ناقشت صحيفة “الصنداي التايمز” البريطانية، الأحد، استخدام روسيا لسلاح “حارق” جديد، في حلب، لتمهيد الأرض أمام حليفها الأسد لاقتحام المدينة بعد حصارها.
وقالت “التايمز” إن روسيا تستخدم سلاح “TOS-1A”، المسمى بـ”الشمس الحارقة”، وينطلق على شكل صواريخ من قاذفات تطلق 24 صاروخا معا، مشيرة إلى أنه يتسبب بانفجارات كيميائية تمتص الأكسجين من المنطقة المستهدفة.
وقال الدبلوماسيون الغربيون ليلة السبت إنهم كانوا “متأكدين بشكل منطقي” أن قاذفة الصواريخ هذه استخدمت في حلب، حيث اندلعت حرائق بعد عدة انفجارات.
وقال دبلوماسي غربي لـ”الصنداي تايمز”: “نحن نبحث في ما إذا كانوا الروس يستخدمون أسلحة لم نرها مسبقا، مثل TOS-1A، التي تمثل قاذفة لهب كبيرة”، مشيرة إلى أن “روسيا على بعد خطوة واحدة من استخدام النووي”.
“مراحل غير مسبوقة”
وأشارت الصحيفة إلى أن سكان حلب يحذرون من أن “كثافة المجزرة” بلغت مراحل لم يروها من قبل، حيث أدى قصف المدينة لمحطات ضخ المياه إلى قطع المياه الرئيسة، ودمرت الغارات الجوية العديد من المشافي الميدانية.
ونقلت الصحيفة عن المسعف ضياء العبسي، أن “ما جرى في حلب في الثلاثة أيام الماضية كان الأسوأ على الإطلاق”، واصفا إياه بأنه “جريمة حرب”.
وأضاف العبسي، الذي دمر منزله للمرة الثانية خلال شهرين، بقوله: “أظن أنهم يريدون تدمير المدينة وتدمير حياة كل الشعب”، واصفا ما يجري هناك بـ”المحرقة”.
انهيار الهدنة
وانهارت محاولات إيجاد حل سياسي للقضيةمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، بعدما استهدفت قافلة إنسانية أممية بما يعتقد أنه طائرات روسية، واتهمت واشنطن موسكو بالحادثة التي أدت لمقتل عشرين شخصا، فيما استنكرت روسيا الاتهامات بشدة.
وبعد استهداف القافلة، ضاعت جهود عشر شهور من المفاوضات السياسية بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وأصبحت المحاولات أبعد من أي وقت مضى.
وقال الدبلوماسي الغربي: “هناك حالة من الوضوح الآن، فمن بين كل الغارات التي رأيناها، كانت الغارة على القافلة الأممية المؤشر الأوضح على أن الروس مشاركون بها”.
قاذفات اللهب
واستخدمت قاذفات اللهب في صراعات سابقة، خلال الحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، لكن معظم الدول قررت أنها لم تكن مؤثرة أو مناسبة في سيناريوهات الاشتباك الحديثة.
وأظهرت صور نشرت مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري ما يبدو أنه “TOS-1A” مستهدفة ضواحي حلب، حيث تظهر صواريخ مدببة برؤوس حرارية تخلق انفجارا مضغوطا يمتص الأكسجين، تحرق أي شخص بمحيط 650 قدما من موقع الانفجار.
ولا يمكن الاحتماء من انفجارات الوقود والهواء بأخذ غطاء أو ارتداء درع، فيما قال مصدر أمريكي إن استخدامها في مناطق مدنية مثل حلب الشرقية يمكن أن يعد جريمة حرب، تنتهك معاهدات جنيف.
وقال ضابط مدفعية أمريكية سابق، عمل في العراق وأفغانستان ويعمل الآن مستشارا في الشؤون الخارجية للجمهوريين، إنه “إذا كان الروس يستخدمون هذا السلاح، فهذه جريمة حرب”، مؤكدا أن السلاح المستخدم “مدمر وعشوائي”.
وقال المستشار الجمهوري إن “هذا السلاح يمتص حياة الناس حرفيا ويدمر رئاتهم”، مؤكدا أن “هذا يؤكد لماذا يعتبر من الساذج السعي للوصول إلى سلام مع بوتين أو الأسد”.
أسلحة أخرى
وقالت مصادر مختلفة على الأرض لصحيفة “التايمز” البريطانية، إنه منذ انهيار الهدنة، بدأت الطائرات الروسية باستخدام نوع جديد من القنابل ذات القدرة التدميرية.
وأضاف العبسي أن “هذه القنابل لا تستهدف المباني فقط، بل تدمر كل شيء على الأرض، وهي مستخدمة لاستهداف قواعد عسكرية قوية”، مؤكدا أن “هذا يسبب زلازل عندما تستهدف أي موقع، حيث إنها تدمر الكثير من المباني بسبب الضغط الذي تسببه”.
ويمكن أن تتسلل هذه القنابل، التي يعتقد أنها “FAB-500″، تحت الأرض وهي مدمرة بشدة، فيما قال العبسي: “نحن لا نفهم لماذا يستخدمونها، فالأرض في حلب ليس بها كهوف أو أي شيء”.
وتابع: “هناك بعض الملاجئ للأطفال، لكنها ليست قواعد عسكرية تحت الأرض”.. وقال: “أظن أنهم بدأوا باستخدامها لمنعنا من حفر أنفاق تحت الأرض لأننا تحت الحصار”.
وطن إف إم / اسطنبول