أصدر ناشطو ريف حلب الجنوبي بياناً توضيحياً لمجريات الأحداث الدائرة بريف حلب الجنوبي، تضمن شرحاً عن سير المعارك في منطقة جبل الحص منذ عدة أيام، موضحين أسباب تقدم قوات الأسد وسيطرتهم على القرى التابعة لجبال الحص.
بيان ناشطي الريف الجنوبي
واتهم البيان الذي أصدره ناشطون وعاملون في المؤسسات الثورية وبعض الكتائب العاملة في ريف حلب الجنوبي، اتهموا “هيئة تحرير الشام” بالإنسحاب من قرى وبلدات منطقة الحص بريف حلب الجنوبي، وسحبها السلاح الثقيل من جبهات القتال، وعدم ارسالها المؤزرات لصد تقدم قوات الأسد، على الرغم من تصنيف الهيئة “منطقة الحص” ضمن مناطق نفوذها.
وقال الناشط “أبو الحسن الجنوبي” كما عرف عن نفسه: “إن هيئة تحرير الشام قامت بالانسحاب من منطقة جبل الحص والقرى القريبة من بلدة خناصر قبل عدة أيام، الأمر الذي أدى إلى سيطرة النظام على منطقة الحص وقرى قريبة من طريق خناصر، قبل أن يعاود أبناء المنطقة السيطرة عليه وطرد قوات النظام بعد معارك عنيفة، تمكنوا خلالها من قتل مجموعة كاملة لقوات النظام وتدمير عربة ثقيلة واغتنام أخرى”.
وأضاف: لم يكن لأبناء المنطقة أي ردة فعل تجاه سحب “تحرير الشام” العتاد الثقيل، عازين ذلك إلى انتساب معظم المقاتلين من قرى الحص “للهيئة”، لكن وبعد أيام من اعادة الانتشار ومعارك الكر والفر، فوجئنا صباح يوم الجمعة الماضي بسحب “هيئة تحرير الشام” العتاد الثقيل من مدافع رشاشة وعربات مصفحة من جبهات القتال، قبل أن تقوم بالانسحاب الكامل من جبل الحص والبلدات المركزية وأهمها “الحاجب وتل الضمان” بالإضافة إلى ثلاثين قرية أخرى.
معركة استعاد جبال الحص الأولى
معارك الكر والفر ومحاولات قوات الأسد التقدم والسيطرة على جبل الحص والقرى الواقعة على طريق أبو ضهور طيلة الأيام الماضية، توقفت بعد فشل نظام الأسد بإحراز أي تقدم على جبهات “جبل الحص”، وكان آخرها يوم الاثنين، حيث تمكن الثوار من استعادة السيطرة على منطقة الحص بعد ساعات من انسحاب “هيئة تحرير الشام” منها وسيطرة النظام على قرية وتلة “أبو دالي”.
واستطاع أبناء ريف حلب الجنوبي “منهم مجموعات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” استعادة السيطرة على “منطقة الحص” بعد مناورة قتل فيها مجموعة من قوات الأسد مؤلفة من اثني عشرة عنصراً واغتنام آلية وأسر مجموعة أخرى في قرية “جب الأعمى”، كما يوضح القيادي “عز الحصي” الاسم الذي فضل التعريف به عن نفسه، وهو قائد إحدى المجموعات العاملة بريف حلب الجنوبي.
هيئة تحرير الشام تنسحب من جبال الحص
ويقول عز أيضاً: بعد استعادة السيطرة على منطقة الحص وتأمين الطرق الرئيسة الواصلة بين تجمعاتها السكنية، قمنا بتأمين ممرات آمنة لخروج العائلات العالقة في المنطقة والتي بلغ تعدادها أكثر من ألفي عائلة، كما تمكنا من صد عدة محاولات تقدم لقوات الأسد على المنطقة كلفتها العشرات من القتلى والجرحى والأسرى.
ويضيف: تفاجئت قواتنا بانسحاب مقاتلي “هئية تحرير الشام” صباح الجمعة من بلدة الحاجب ومناطق من قرى الحص، الأمر الذي دفعنا إلى الانسحاب من عدة قرى استراتيجية خشية الحصار، ومحاولتنا تعزيز تمركزنا في بعض القرى الهامة لمنع تقدم قوات الأسد نحو طريق “دمشق_حلب الدولي”.
وأكد القيادي “أن هيئة تحرير الشام لم تكتف بالانسحاب من “خمسة وثلاثين قرية وبلدة” وحسب، “فقد قامت بسحب السلاح الثقيل والمقاتلين من غير أبناء الريف الجنوبي من جبهات القتال دون ابلاغ المجموعات المتمركزة في بلدة تل الضمان والقرى المحيطة بها، الأمر الذي كاد أن يودي بحياة المقاتلين خلال معركة سيطرة النظام على بلدة تل الضمان”.
في حين بررت هيئة تحرير الشام انسحابها من قرى منطقة الحص خشيتها من الحصار داخل الجيوب القريبة من بلدة خناصر، خاصة بعد تقدم نظام الأسد وسيطرته على بلدة “بردة وقرى قريبة من بلدة تل الضمان، الأمر الذي يهدد مقاتلي الهيئة بالحصار داخل الجيوب القريبة من بلدتي “الحاجب وخناصر”.
وتعتبر منطقة الحص من أكثر المناطق اكتظاظاً بالمدنيين، وبحسب احصاءات تابعة لمجالس ريف حلب الجنوبي المحلية، فقد بلغ تعداد القاطنيين في قرى الحص عام “2017” أكثر من “مئة ألف مدني” معظمهم من النازحين والمهجرين من ريف حلب الشرقي ومدينة حلب.
كما أن لمنطقة الحص أهمية استراتيجية كبيرة، باعتبارها المنطقة الواصلة بين معامل الدفاع التي تسيطر عليها قوات الأسد في ريف حلب الشرفي ومطار “أبو الضهور العسكري” بريف ادلب الشرقي، وتمتد على رقعة تضم أكثر من مئتي قرية وبلدة، بالإضافة إلى اعتبارها خط الدفاع الأول عن ريف حلب الغربي ومحافظة ادلب.
منصور حسين – وطن اف ام