إدلبميداني

تدمير ممنهج للمشافي لخنق عدد أكبر من المدنيين في خان شيخون

استيقظ السوريون أمس الثلاثاء، على وقع مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام وراح ضحيتها عشرات المدنيين في مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي، نتيجة قصف المدينة بالسلاح الكيماوي.

مئة شهيد وأربعمة مصاب

مراسل “وطن” بريف ادلب الجنوبي “عبد الله جدعان” قال “إن طائرات يعتقد أنها تابعة “لنظام الأسد” قامت باستهداف مدينة خان شيخون بعدة صواريخ تحوي غاز السارين، أدت إلى ارتقاء العشرات من المدنيين وإصابة المئات أيضاً، معظمهم بحالة صحية حرجة.

بدوره، “ابراهيم الحاج” مدير المكتب الإعلامي التابع للدفاع المدني، أكد من خلاله حديثه لـ ” وطن” أن الطيران الروسي وطيران النظام يواصلان قصف مدينة “خان شيخون” بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، حتى بعد استهداف المدينة بغاز السارين السام صباح اليوم، “وذلك لتصعيب مهام عملية انتشال الضحايا واجلاء المصابين”.

وأضاف: “إن طيران النظام وطيران الاحتلال الروسي أقدم صباح اليوم الثلاثاء، على استهداف مدينة خان شيخون بغاز السارين السام، بعد قيام الطائرات الحربية وعلى مدار اسبوع، باستهداف جميع المراكز الطبية والمشافي الميدانية بريفي ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بالصواريخ والبراميل المتفجرة، الأمر الذي أدى إلى خروج جميع المراكز الطبية في المنطقة عن الخدمة، “تمهيداً لارتكاب المجزرة”.

وتابع “ابراهيم الحاج” أيضاً: ” إن عدد الضحايا من المدنيين الذين ارتقوا نتيجة استنشاقهم غاز الساريين وصل إلى الثمانين شخص جلهم من الأطفال والنساء، بينهم عائلة كاملة مؤلفة من أب وأم وخمسة أطفال، بالإضافة إلى أكثر من “أربعمئة” مصاب، معظمهم بحالة صحية حرجة “وفق حصيلة لاتزال أولية”، سقطوا نتيجة استهداف طيران النظام مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي بقنابل محملة بغاز السارين السام “المحرم دولياً”.

وأشار الحاج: إلى أن عملية استهداف مدينة “خان شيخون” بغاز السارين السام الذي يجب أن يكون “محرماً دولياً”، جاء بعد قيام طائرات النظام والطيران الروسي بقصف المدينة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، الأمر الذي عقد من مهام عناصر الدفاع المدني، الذين وجدوا أنفسهم أمام مهام صعبة تتمثل بمحاولات انقاذ العالقين تحت الأنقاض، واسعاف المصابين بالغازات السامة، يضاف إلى ذلك محاولاتنا لإجلاء المدنيين الناجين من القصف إلى خارج المدينة بطريقة آمنة.

نفي النظام واتهام الفصائل العسكرية
بدوره نفى مسؤولون عسكريون تابعين “لنظام الأسد” شن الطيران الحربي أو المروحي أي غارة جوية على ريف ادلب الجنوبي، وقالوا إن “النظام” وجيشه لا يمتلك هذا النوع من الأسلحة التي استهدفت بها مدينة خان شيخون على حد زعمهم.

في حين نشر الاعلامي المقرب من النظام السوري “حسين مرتضى” مراسل قناة العالم الايرانية، عبر حسابة الرسمي على تويتر تغريدة يتهم بها “فصائل المعارضة” على أنها السبب الرئيسي خلف حادثة الضحايا في خان شيخون.

قصف جوي متواصل
ولم تكتف طائرات النظام الحربية والمروحية والطيران الروسي بالقصف الذي استهدف مدينة خان شيخون، حيث أكد مراسل “وطن” في ريف ادلب أن الطيران الحربي قام باستهداف المشافي الميدانية في مدن وبلدات ” الهبيط، معرة النعمان وخان شيخون” بالصواريخ الفراغية، وذلك بالتزامن مع استقبال المشافي للحالات العاجلة القادمة من مدينة خان شيخون.

وقال مراسل وطن “ابو الفداء بكور”: إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قامت باستهداف مشفى “الرحمة” في مدينة “خان شيخون” أثناء عملية انقاذ المصابين، بالتزامن مع استهداف المشفى الميداني الوحيد في بلدة الهبيط بريف ادلب الغربي بالصواريخ الفراغية، الأمر الذي أدى إلى خروج المشفى عن الخدمة، واضطرار الأطباء والمسعفين إلى نقل المصابين نحو المشافي المتواجدة على الحدود السورية التركية.

وأضاف “أبو الفداء”: إن الطيران الحربي عاود استهدافه لمشفى معرة النعمان صباح اليوم الاثنين بالصواريخ الفراغية، في عملية قصف هي الثالثة من نوعها خلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية”.
يأتي ذلك بالتزامن مع استقبال المعرة للمصابين القادمين من ريف ادلب الجنوبي الذي تتعرض بلداته وقراه للقصف الجوي المكثف، وهو ماتؤكده أيضاً الصور والتسجيلات المصورة التي تناقلها ناشطون عن عملية استهداف المشافي الميدانية في ريف ادلب والدمار الذي لحق بالمباني والأجهزة والمعدات الطبية.

أسباب التصعيد العسكري
وتأتي عمليات القصف المكثفة التي يشنها الطيران الروسي والطائرات التابعة للنظام، بالتزامن مع المعارك العنيفة الدائرة في الشمال السوري والتي تعتبر معارك ريف حماة الشمالي أبرزها، حيث تواصل فصائل “الثوار” التشبث بالعديد من القرى المحررة حديثاً في ريف حماة الشمالي مثل (معردس، المجدل، حلفايا والقرباطية).

كما أكد مسؤولين روس استخدام قواتهم قنابل “كاب الليزرية” (قنابل ذكية تزن 1500 كغ)، خلال عملية الاستناد الجوي الذي تقدمه لجيش النظام والمليشيات المساندة لها بريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى محاولات النظام استعادة المناطق التي خسرها خلال المعارك التي أطلقها الثوار في المنطقة مؤخراً والتي حملت أسماء “وقل اعملو، وفي سبيل الله نمضي”.

استخدام السلاح الكيماوي في قصف المناطق التي يسيطر على “الثوار” في سوريا لم تكن الأولى من نوعها، حيث سبق استهداف مدينة خان شيخون بغاز السارين السام اليوم، استهداف النظام العديد من المناطق بالمواد الكيمائية، ولعل الحادثة الأشهر على هذا الصعيد هي قصف مدن وبلدات غوطتي دمشق الشرقية والغربية عام “2013”، بعشرات القذائف والصواريخ المحملة بهذا النوع من المواد السامة، ما اسفر عن سقوط أكثر من “1870” مدنياً وفق “مصادر دولية وحقوقية” في مجزرة صنفت على أنها مجزرة القرن الحادي والعشرون.

منصور حسين/ وطن إف إم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى