وجهت بتول ودلع وروان – وهن من الأطفال المحتجزين لدى الثوار – مناشدة لأبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري كي يضغطوا على النظام السوري فيسرع في عملية التبادل في الوقت الحالي. وهذا بعدعام وتسعة أشهر أمضينها برفقة 34 طفلا و17 امرأة في الأسر. وبينهم الطفل الصغير جعفر الذي اتصل بوالده وقال له «اسعو فينا حاج بقا».
والواقع ان المعارضة تحاول المضي قدما في المفاوضات حيال المحتجزين. إلا أنها في المرات الماضية اصطدمت بجدار رفض النظام مبدأ التفاوض عليهن بحجة أن القابعات في سجون النظام من الارهابيات على حد وصفه.
وأكد القائمون على ملف المعتقلات أن النظام عمد إلى تجاهل الملف بشكل مقصود كي يحرج المعارضة في المحافل الدولية وأمام المنظمات الدولية بسبب اعتقال نساء وأطفال.
وأشاروا إلى أن الهدف من بث صور بشكل مستمر هو إظهار الصحة الجيدة للمعتقلات، وعدم السماح لأي جهة من قبل النظام أو غيره التشكيك بصدقية المعارضة حيال عملية التفاوض، وإطلاق سراح المحتجزين.
روان، الشابة التي حرمت من دراستها، تقول إن أخاها أخبرها في آخر اتصال هاتفي بينهما بأن أحد المسؤولين عن المفاوضات في دمشق – ويدعى أحمد الخير – يسعى إلى تحريك الملف ولكن بدون جدوى. وتلقى أخوها الكثير من الوعود لكن لم ينفذ أي منها إلى الآن.
ووجهت العديد من النساء المحتجزات رسالة إلى الطائفة العلوية مفادها أن نظام بشار الأسد لن يدوم لكم.
وأكدت النسوة أن العديد من أقاربهن لم يعودوا يردون على أي اتصال هاتفي. والطفل الصغير حيدر يتصل بأهله عدة مرات شهرياً ليطمئنهم على نفسه وفي كل مرة – مثل الطفل جعفر – يقول لهم :»اسعوا فينا حاج بقا» مكرراً هذه العبارة عدة مرات، و لكن دون استجابة، وهو على هذه الحال منذ ثلاثة أشهر.
وعند الزيارة الأخيرة لصحيفة القدس العربي لمكان احتجاز النساء والأطفال، قال أحد المسؤولين عن المحتجزات ان الثوار تمكنوا خلال المعارك مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها في إدلب من أسر عدد من الإيرانين والروس أيضاً وهم معتلقلون لديهم الآن.
حينها أبدت النساء المحتجزات تفاؤلاً جراء سماعهن هذا الكلام. واستبشرت إحداهن بأن هذا شيء مطمئن لأنه يطرح احتمال المفاوضات والأمل تالياً في إطلاق سراحهن قريبا.
في سياق آخر ترددت أنباء عن ترك النظام لعشرات العائلات العلوية في قرية اشتبرق المتاخمة لجسرالشغور. ونشر الداعية الجهادي الشيخ عبد الله المحيسني صوراً لأطفال من الطائفة العلوية ممن كانوا في القرية المذكورة وهم يأكلون الطعام ويبتسمون.
المصدر : القدس العربي