مندوب نظام الاسد ينفي استخدام السلاح الكيماوي
نفى نظام الأسد أمس الجمعة مضمون تقرير أصدرته الأمم المتحدة يتهمه بشن 27 هجوما كيميائيا من مجموع 33، منها هجوم خان شيخون بريف إدلب في أبريل/نيسان الماضي، الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 87 شخصا منهم 31 طفلا.
وجه نظام الأسد رسالة عبر مندوبه الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قال إنها “رد على الادعاءات التي أطلقتها لجنة تابعة لمجلس حقوق الإنسان وادعت فيها استخدام “الدولة السورية” الغازات الكيميائية السامة في خان شيخون وغيرها”.
وذكر مندوب الأسد في الرسالة أنه “لم ولن يستخدم الغازات السامة ضد شعبها لأنه لا يمتلكها أصلا ولأنه يعتبر استخدام مثل هذه الغازات جريمة أخلاقية لا يمكن إلا إدانتها”.
واتهم نظام الاسد لجنة التحقيق الدولية التي أصدرت التقرير بإقحام نفسها في موضوع الأسلحة الكيميائية، وقال إن استخدامها هو خروج فاضح عن ولايتها وتعدٍ على اختصاص لجان التقصي الفنية التي أنشأتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”. وانتقد بشدة ما وصفته بـ”المسار المسيس والانتقائي الذي انتهجته لجنة التحقيق الدولية منذ إنشائها ومحاباتها لأطراف ودول معينة”.
وفي أول تقرير للأمم المتحدة يشير رسميا إلى مسؤولية نظام الأسد، أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في تقرير بشأن وضع حقوق الإنسان بسوريا أنها جمعت “كمية واسعة من المعلومات” تشير إلى أن طيران نظام الأسد يقف خلف الهجوم بغاز السارين على خان شيخون.
واعتبرت اللجنة الأممية أن استخدام طيران نظام الأسد لغاز السارين يدخل في خانة جرائم الحرب.
وينفي نظام الاسد باستمرار أي استخدام للأسلحة الكيميائية مؤكدا أنه فكك ترسانته الكيميائية في عام 2013، بموجب اتفاق روسي أميركي أعقب هجوما بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق وتسبب بمقتل المئات، ووجهت أصابع الاتهام فيه إليه
وفي نهاية يونيو/حزيران 2017، أكدت بعثة لتقصي الحقائق شكلتها المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أن غاز السارين استخدم في الهجوم على خان شيخون، لكن من غير أن تحدد مسؤولية أي طرف. كما نددت بخضوع المحققين لضغوط هائلة.
ودعت المعارضة السياسية السورية اول أمس الخميس مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة للاطلاع على تقرير لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، ومحاسبة نظام الأسد على جرائم استخدام السلاح الكيميائي ضد السوريين.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية بمفاوضات جنيف نصر الحريري إن ما كشف عنه التقرير الأممي “يشير بوضوح لا يدع مجالا للشك إلى أننا أمام مجرمي حرب يتزعمهم بشار الأسد”، ودعا الحريري إلى “تفعيل مبدأ العدالة الدولية بنقل المجرمين، وعلى رأسهم بشار الأسد، إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
كما رأت منظمة هيومن رايتس ووتش فيما سبق أنه “مع تزايد الأدلة، يجدر بمجلس الأمن الدولي والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية اتخاذ خطوات عملية لتشديد الضغط على “الحكومة السورية” حتى تتوقف عن استخدام الأسلحة الكيميائية، ومحاسبة المسؤولين”.