سياسة

الجهاد الإسلامي تطالب «القوة العربية المشتركة» بتحرير فلسطين وألا تكون بديلا عن «الدم الأمريكي»

دعت حركة الجهاد الإسلامي الدول العربية التي تعكف على إنشاء «القوة العربية المشتركة» لأن تكون أولى مهام هذه القوة المشكلة من الجيوش العربية «تحرير فلسطين» لا أن تكون مجرد «تلبية للمشروع الأمريكي التقسيمي» بالمنطقة.

وشدد خالد البطش، القيادي في الجهاد الإسلامي، في تصريح نشره على صفحته على موقع «فيسبوك» على أن هذه القوة يجب ألا تكون «ذراع تدخل بديل للدم الأمريكي في المنطقة». وأضاف: «منذ نكبة فلسطين 1948 وإقامة دولة إسرائيل على أرضها وإخراج أهلها منها والناس يعانون من نتائج الهزيمة التي اقتصر دور جيوشنا عليها وليس التحرير لأراضي فلسطين التي أضاعتها تلك القوات الباسلة».

وأشار إلى أن الناس «لا تفقد الأمل في ربها سبحانه وتعإلى وفي مجاهديها الذين يحاولون ملء الفراغ العربي والإسلامي والقيام بدورهم الوطني والإسلامي لإبقاء القضية الفلسطينية حية».

وأكد أن الجامعة العربية التي أسست في أواسط القرن الماضي ومنذ تأسيسها «لم تفعّل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ضد إسرائيل». وأشار إلى أن المسؤولين العرب من رؤساء وأمراء وملوك وأوصياء سياسيون بحاجة لذلك لا للدفاع ولا للهجوم لـ «قناعتهم بأن العلاقة مع إسرائيل لا تحتاج إلى تفعيل أي اتفاقيات لا دفاع ولا اتفاقيات هجوم».

وطرح البطش مع تغير الأحوال وقرار العرب التفكير بالأمر عدة تساؤلات بدأها بالاستفسار عما إذا ما بقيت إسرائيل «هي العدو وفقا لمبدأ التأسيسي للجامعة وبعدها مقررات قمة الخرطوم وتصريحات الرئيس عبد الناصر الشهيرة» متسائلا أيضا «أم تغير المبدأ؟»

وطالب بتحديد الأهداف المطلوب تحقيقها وكذلك الآليات والمهمات المطلوب القيام بها وتنفيذها. وتساءل وهو يطلب تفسير حول كيفية تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي كما نصت مبدأ الجامعة العربية: «بأي وعلى أي أرض سيقاتل جنودها؟» وكذلك وجه تساؤله للدول العربية التي تعكف على إنشاء هذه القوة: «إلى أي جهة سيتوجه لهيب نيران سلاحهم الذي تم تخزينه منذ العام 1948».
وينص ميثاق الجامعة العربية على أن «تحرير فلسطين من وجهة النظر العربية واجب وطني».
وعقب هزيمة عام 1967 بوقت قصير أصدرت الجامعة العربية قراراً آخر في «قمة االخرطوم» نص على أنه «لا سلام مع إسرائيل ولا اعتراف بإسرائيل ولا مفاوضات مع إسرائيل».

وواصل البطش تصريحه بطلب معرفة ما إن كانت «ستهب القوة المشتركة لتصبح نواة لتحرير القدس». وكذلك طالب معرفة إن كانت هذه القوة ستدافع عن قطاع غزة «إذا تعرض لعدوان صهيوني» أم سيتم التلويح والتهديد باستخدامها كـ «أضعف الإيمان إذا تعرض أهل غزة لعدوان مثلا»؟

وقال: «إذا كانت الأمور بعيدة عن هذه المفاهيم فستصبح بالتالي القوة جزءا من الأزمة وعنوان لظلم الآخرين بدلاً أن تكون سبباً لرفعه».

وجاءت تصريحات القيادي في الجهاد الإسلامي عقب اختتام الاجتماع الثاني لرؤساء أركان الجيوش العربية برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس الأركان المصري مساء أول من أمس في مقر الجامعة العربية. وجرى خلال الاجتماع الاتفاق على عرض البروتوكول الخاص بهذا الشأن على الدول العربية لإقراره تمهيدًا لرفعه لرئاسة القمة العربية لإجراء المشاورات اللازمة بشأنه مع القادة العرب.

واتفق رؤساء الأركان العرب خلال اجتماعهم الثاني على إعداد مشروع البروتوكول الاختياري لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة الذي يتضمن مهام هذه القوة والميزانية الخاصة بها وتشكيلها والهيكل التنظيمي والإداري لها.

وكان رؤساء أركان الجيوش العربية بدؤوا يوم السبت الماضي الاجتماع في مقر جامعة الدول العربية للاتفاق على تشكيل قوة عربية مشتركة قبل 29 حزيران / يونيو المقبل تنفيذاً للقرار الصادر عن قمة شرم الشيخ أواخر آذار / مارس الماضي.

وكان نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أكد أن ما تم التوصل إليه خلال الاجتماعين الماضيين يمثل «إنجازا مقدرا ومهما على طريق استكمال بناء منظومة الأمن القومي العربي وإيجاد ركائز قوية تكفل استتباب الأمن واستقرار دول المنطقة».

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى