ضمن مساعيه الحثيثة لإظهار عظمة ما أسماه بـ ” جيش الوفاء ” على أنه القادر على رفع المحنة عن غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، ومحاولة النظام الترويج لهذا الجيش بين أبناء دوما وبلدت ريف دمشق حصرا، لتجـــنيدهم في صفوفه وزجهم على جبهات بلداتهم وفي الصفوف الأولى بدلا من قواته، بهدف دفع أبناء غوطـــة دمشق الشرقية إلى تقطيع أكفهــــم بأكفهــــم، وتحييد موالي النظام من الطائفة العلوية التي أضحـــت تقريبا بلا شبان، أو إن صح التعبير فإنها بشبان إما صغار أو معطوبـــين غير أصحاء، ها هـو الآن جيـــش الوفاء يخسر في أولى جولاته أمام تشكيلات المعارضة ، ويقع قادته من أبناء دوما بيد مقاتلي جيش الإسلام أسرى.
” جيش الوفاء ” والذي بدأ بـ20 مقاتل بمن فيهم قادته، جلهم من أبناء مدينة دوما، كان له الدور الأمني الأبرز في القبض على المطلوبين للمراكز الأمنية، وعلى مقاتلي المعارضة من بلدات وقرى ريف دمشق الشرقي، وانتهى بقرابة 1500 مقاتل، ممن سلموا أنفسهم للنظــــام ، تحت اسم تسوية الوضع أو أجــــبروا على ذلك مقابل السماح لأهليهم الخروج من جحيم الحصار، خسر الـــيوم أبرز قياديه، وذراع النظام في ريف دمشق سليمان الديري و أبـــو خالد علايا في كمــــين محكم، بعد مراقبة دقيقة وتخطيطٍ عال ومطول على يد عناصر جيش الإسلام، بحسب ما أعلنت قيادة الجيـــش، والتي اعتبرت أن الديري و علايا أهم المطلوبين للقضاء الموحد في المنطقة.
وقال مصدر عسكري من مدينة دوما فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الديري وعلايا وراتب عدس ومحروس الشغري وعمر عيبور وأبو سليمان الديراني وصياح النعال هم شخصيات من أبناء مدينة دوما، وأهم المنتفعين من النظام ، وأكثرهم تعذيبا وحصارا لأهالي دوما وريف دمشق الشرقي، ويعرف الديري بأنه أحد أتباع حزب البعث، ممن قرروا الوقوف إلى جانب النظام منذ بداية الحرب التي يقودها بشار الأسد على الشعب السوري، واستعملهم النظام لتمرير رسائله وتهديداته إلى الأهالي بالعودة إلى حضن الوطن، فأسس جيش الوفاء وجعل له مركز ارتباط داخل مكتب فرع الخطيب التابع للأمن العسكري وسط العاصمة دمشق برئاسة شخصيات دومانية منها أبو مالك كريم، الذي كان له دو في تصاعد أعداد المنتسبين إلى الجيش، إلى أن دخل مرحلة جيش الوفاء مرحلة العمل الفعلي على الأرض في المعارك، فأثبت فشله لحظة زج مقاتليه على خطوط التماس الأولى على جبهتي حوش الفارة ومخيم الوافدين على أطراف مدينة دوما.
وكان قد برز اسم ميليشـــيا جيــــش الوفاء منذ مطلع العام الجاري في شهر كانون الثاني/يـــناير، عندما عرف الهدف منه في استخدام مقاتلــــيه لاقتحــــام الغوطــــة الشرقية، من محاور تل صوان وتل كردي ومخيم الوافدين، والمعروف بأنه النقطــــة العسكرية الفاصلة بين المحاصرين وأهالي دمشق، وهي مركز رباط الديري حيث أحكم من خلالها الحصار على أهالي دوما، ومنع عنهم أسباب الحياة.
المصدر : القدس العربي