دوليسياسة

هدد أم لم يهدد.. (وطن إف إم) تحسم الجدل بتصريحات يلدريم حول السوريين

شهدت الأوساط السورية في تركيا، ضجة وجدلاً واسعاً بعد أن تناقلت وسائل إعلام تركية وسورية، تصريحات وُصفت بالصادمة، لمرشح حزب “العدالة والتنمية” لرئاسة بلدية اسطنبول، “بن علي يلدريم” حول مصير اللاجئين السوريين في مدينة إسطنبول.

وكانت وكالة “إخلاص” التركية وعدة مواقع نقلت عن يلدريم قوله خلال مقابلة إذاعية إنه يعتزم ترحيل اللاجئين السوريين في مدينة اسطنبول إلى المدن الجنوبية ومن ثم إلى شمالي سوريا في حال فوزه بالانتخابات البلدية.

ويضيف يلدريم بحسب الوكالة أن “السوريين في إسطنبول باتوا يخلقون مشاكل جديّة، وأنّ البعض بات يهدد الأمن العام، بحيث لم تعد النساء قادرات على الخروج بمفردهن، وكذلك لم يعدن قادرات على إرسال أطفالهن إلى الشوارع”.

التصريحات التي اعتُبرت أول تهديد للاجئين السوريين، تأتي من قبل مسؤول في حزب العدالة الحاكم، اختلفت ردود الفعل عليها بشكل كبير، بين من اعتبر أن ثمة خطأ في الترجمة، وبين من نفى صحة التصريحات بالمطلق، فيما رأت فئة أخرى أن المسؤول التركي لم يقصد بـ”الترحيل” جميع السوريين وإنما فقط “المخالفون”.

“حمزة تكين” الكاتب والصحفي التركي قال إن “تصريح بن علي يلدريم المنشور باللغة العربية عن الأخوة السوريين في إسطنبول محرّف”… “لم يقدم وعدا بإجلاء السوريين من إسطنبول بل تحدث عن ضرورة محاسبة كل من يقوم بإشكالات ولا يلتزم بالقوانين فقط ولم يتحدث بأي لغة عنصرية فئوية”.. “مواقف حزب العدالة والتنمية تجاه هذه القضية ثابتة ولم تتغير”.

أما المحلل السياسي والاقتصادي “يوسف كاتب أوغلو” فوصف ماجرى تناوله حول يلدريم بشأن السوريين بـ”الافتراء” وغير الصحيح، واعتبر أن ترجمة التسجيل خطأ، وتم تأويله بشكل غير صحيح، وأكد “كاتب أوغلو” في مقابلة مع تلفزيون “التاسعة” أن تحديد مصير السوريين سياسة دولة وليس قرارا من رئيس البلدية وفق ما ينص الدستور التركي، وإنما من إدارة الهجرة ووزارة الداخلية، مضيفاً أن سياسة الدولة هي حماية اللاجئين وضمان أمنهم.

فريق تحرير (وطن إف إم) راجع تسجيل المقابلة التي أدلى خلالها المسؤول التركي بتلك التصريحات، وتظهر الترجمة بعض الفروقات بين ما ذكرته عدة مواقع إلكترونية تركية، وبين الكلام الأصلي، حيث توعد يلدريم بترحيل السوريين “إذا بدؤوا يشكلون تهديداً”، وليس كما ذكرت المواقع بأن يلدريم يعتبر أن السوريين يشكلون تهديداً بالوقت الحالي.

وتتبين الفروقات بحذف وسائل إعلام تركية من بينها “إخلاص” و yeniakit بعض الكلمات من نص المقابلة ما أدى إلى تحوير النص بشكل كبير، إذ خلى نص المقابلة في موقع الوكالة من كلمة (إذا) (eğer) بالتركية.. وأصبحت الجملة “بدؤوا يشكلون تهديداً” دون أداة شرط.

https://www.facebook.com/by/videos/378067769487293

رابط للمقابلة الإذاعية وحديث يلدريم عن السوريين بعد الدقيقة 52

وتظهر المقابلة أيضاً أن المسؤول التركي الذي شغل سابقا منصب رئيس الوزراء ثم رئيس البرلمان، أشار إلى أن تركيا تعتزم “تطهير شرق الفرات البالغة مساحتها 711 كيلو متر مربع لإعادة السوريين الموجودين في إسطنبول إليها للاستقرار هناك” ثم إلى سوريا مشدداً على أنهم “راحلون لا مفر” دون تحديد رابط زمني.

وجاءت تصريحات يلدريم قبل ساعات من بدء سكان إسطنبول اليوم الأحد 23 حزيران التوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل اختيار رئيس بلدية المدينة في سباق الإعادة بموجب قرار اللجنة العليا للانتخابات القاضي بإلغاء نتائج الانتخابات المحلية.

وتتصدر اسطنبول المدن التركية التي تستضيف اللاجئين السوريين، بـ557 ألف لاجئ، من إجمالي عدد اللاجئين الذي بلغ 3.636 مليون، يشكلون 4.5 بالمائة من إجمالي المجتمع التركي وفق آخر إحصائيات إدارة الهجرة التركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى