سورياسياسة

صحيفة أمريكية: بشار الأسد خاسر في الحرب السورية

قال الكاتب “تشارلز ليستر” في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن  بشار الأسد لم يفز بأي شيء من هذه الحرب الدامية، التي تعصف بسوريا منذ سنوات.

وأضاف الكاتب أنه عند النقاش حول القضية الأزمة السورية هذه الأيام، فإن من الشائع بشكل متزايد أن يسمع المرء عبارة أن الأسد فاز أو أن الحرب تقترب من نهايتها، غير أن ما يحكمه الأسد ما هو إلا عبارة عن دولة فاشلة تتسم بالعنف والفوضوية.

وبحسب الكاتب أن المعارضة لم تحظ بفوز كبير واحد منذ التدخل العسكري الروسي في أيلول 2015، وأنها فقدت الغالبية العظمى من المناطق التي كانت تسيطر عليها، بينما يسيطر نظام الأسد حاليا على ما يقرب من ثلثي سوريا.

وأكد “ليستر” إن نجاة نظام الأسد كانت على حساب دم السوريين وخوفهم، وأن الاستقرار يبقى بعيد المنال، مشيرا إلى أن آخر معاقل المعارضة في شمال غرب البلاد يبدو مستعصيا على الحل، وأن هناك علامات عديدة على عدم الاستقرار في مناطق متعددة أخرى.

ويشير الكاتب بالقول: “حتى في المناطق التي يسيطر عليها النظام بشكل دائم ويسكنها أكثر المدافعين المتحمسين له صارت الحياة اليوم تمثل تحديات أكثر مما كانت عليه خلال أيام الصراع الأكثر حدة.

ويرى أيضا أن الأزمة السياسية تزداد حدة وأن الأسباب الجذرية التي أفسحت المجال لانتفاضة عام 2011 لا تزال قائمة، وأن معظمها الآن أسوأ.

ووفق المقال المنشور، لا يوجد دليل أفضل على أن نظام الأسد يفتقر إلى القوة البشرية لاستعادة السيطرة على بقية أنحاء البلاد من الأحداث الأخيرة في إدلب.

فبعد عشرة أسابيع لم يستطع النظام السيطرة إلا على نسبة 1% من المنطقة وتكبد خسائر فادحة من قواته ومعداته الثقيلة، والدليل على نقص النظام القدرة على استعادة ما تبقى من مناطق في شمال غرب البلاد واضح هو رفض الإيرانيين نشر ميليشياتهم في المنطقة حيث ناقشوا في لقاءات أستانا أنها ليست مهمة استراتيجيا لهم.

ويقول إنه على الرغم من أن تنظيم الدولة قد فقد بالفعل المناطق التي كان يسيطر عليها الممتدة بين سوريا والعراق، غير أنه حافظ على معدل عمليات مرتفع بشكل مثير للقلق في شرق سوريا في الأشهر الأخيرة.

ويؤكد الكاتب أن عدة دول تحاول كسب نفوذ في سوريا، وتتطلع إلى أهداف قريبة وبعيدة المدى، ومن تلك الدول الولايات المتحدة، وروسيا وإسرائيل، وإيران وتركيا.

ختاما يعتبر الكاتب فساد النخبة الحاكمة وسوء الإدارة، المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في سوريا، مع أن عملية إعادة الإعمار التي تحتاج إلى 450 مليار دولار وهي التحدي الأكبر لعودة سوريا إلى حالتها الطبيعية، فلو حصلت سوريا مثلا، على نفس المستوى من الدعم الذي تحصل عليه أفغانستان فتحتاج إلى 50 عاما لإعادة الإعمار حسب دراسة ألمانية، يستشهد بها الكاتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى