سياسة

هكذا يسوّق الإعلام الروسي للحرب في سوريا

العمليات العسكرية الروسية في سوريا والصراع الدائر هناك اعتبره العديد من المحللين وسيلة مفيدة للفت أنظار بعض الروس بدلاً من التفكير في ارتفاع الأسعار والعقوبات الغربية.

فموسكو تسوق لتدخل قواتها في سوريا بأن العدو هذه المرة هو تنظيم “داعش” الذي يهدد أمن روسيا.

وفي هذا السياق، لعب الإعلام الروسي، وتحديداً قنوات التلفزيون، دوراً مؤثراً، حيث تعتبر الوسيلة الوحيدة لمتابعة الأحداث الجارية لنحو 90% من المواطنين الروس.

فالحملة العسكرية الروسية في سوريا أثارت في موسكو جدلاً ليس فقط حول ضرورة القضاء على “داعش”، وإنما أيضاً عن قلق الروس من إراقة الدماء الروسية في سوريا.

استطلاع الرأي الذي أجراه مركز “ليفادا” قبل بدء العمليات العسكرية كشف أن تعبئة الرأي العام باتجاه ضرورة مكافحة “داعش” باعتبار أنه يهدد الأمن القومي الروسي لم تحقق أهدافها، حيث عارض نحو 69% إرسال القوات الروسية إلي الخارج بما فيها سوريا، ولم تصمد الدبلوماسية الروسية أمام الانتقادات التي وجهت للغارات الروسية في سوريا.

ومنطق موسكو في تفسير إرسال قواتها إلى سوريا كان ضعيفاً، فبعد أن كانت ترفض الحل العسكري للأزمة السورية، لجأت له لدعم نظام الأسد أو لحماية مصالحها، وهو الشيء الذي أجبر روسيا على إحداث تغيير في أدائها الإعلامي لم يقتصر على أن وزارة الدفاع أصبحت تقدم أخباراً على مدار الساعة ولقطات تلفزيونية بارعة لصواريخ وغارات جوية، وإنما ركزت البرامج الحوارية في القنوات الروسية وبرامج التوك شو على شرح مخاطر “داعش” والمؤامرة التي تتعرض لها سوريا، وضرورة تدخل روسيا لحماية أمنها.

الحملة الدعائية وصلت إلى النشرة الجوية لتعتبر أن أحوال الطقس مناسبة لشن غارات جوية، ما أدى لأحدث انعطاف في الرأي العام، كشفت عنه استطلاعات مركز “نيفادا” التي أظهرت أن 72% لديهم رأي إيجابي عن الغارات الجوية الروسية.

المواطن الروسي وجد نفسه وسط سيل من الأخبار تتحدث عن عمليات ناجحة للمقاتلات الروسية تدمر يومياً عشرات المواقع للتنظيمات المتطرفة وتقضي على المئات منهم، ما فسح المجال لتنامي مشاعر الفخر والقناعة باستعادة روسيا لنفوذها كقوة عظمى، ومكن بعض البرلمانيين من الحديث عن إرسال متطوعين للقيام بعمليات برية ضد “داعش” تمهيداً للمراحل القادمة من حملة روسيا العسكرية في سوريا.

لكن العقدة التي لاتزال بدون حل هي كيف ستتعامل موسكو مع ردود فعل المجتمع في حال سقوط قتلى من الجنود الروس في سوريا، وكيف ستقنع المواطن بتحمل الأعباء الاقتصادية لهذه العمليات العسكرية.

شاهد الفيديو  

المصدر : العربية 

زر الذهاب إلى الأعلى