سياسة

“فورد” يبعث رسالة إلى كيري حول تصوراته لمستقبل سوريا

بعث السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، رسالة إلى وزير خارجية بلاده، جون كيري، عبّر فيها عن الحاجة إلى قوة مراقبة دولية مستقلة للاشراف على وقف إطلاق النار المحتمل في سوريا.  

وأثنى السفير المتقاعد، على جهود كيري في سبيل توحيد المعارضة السورية ومحاربة تنظيم “داعش”، وحذر من أن “عدم القيام ببعض الاجراءات الجوهرية، ستوصل القضية السورية إلى طريق مسدود”.  

ولفت إلى أن نظام الأسد والمعارضة سبق واتفقا على وقف لاطلاق النار رعته الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكنه انهار بسرعة لعدم وجود عقوبات كافية ورادعة للطرفين، مشيراً إلى ضرورة وجود آليات   تضمن استمرار وقف اطلاق النار في حال تطبيقه.  

وأوضح فورد أن مجلس الأمن فشل بالاتفاق في الملف السوري، لافتا في هذا الإطار إلى الفشل في الوصول إلى اتفاق مع روسيا بشأن فرض عقوبات على النظام.  

وتوقع السفير السابق في رسالته، أن يفشل أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا إذا لم يستند إلى قوة مستقلة.  وشدد على ضرورة أن تحدد الولايات المتحدة نوعية وشروط العقوبات التي سيتم فرضها على الأطراف المتصارعة.  

ورأى فورد أن المعارضة المعتدلة والنظام في سوريا لن يحاربا داعش معاً بأي شكل من الأشكال، مشيراً أن “لقاء النظام وممثلي المعارضة سيحول دون تقسيم سوريا”.  

وبيّن أن القوة الدولية التي يقترحها ينبغي أن تتمتع بصلاحية تحديد المسؤول عن خرق اتفاق وقف اطلاق النار المحتمل، وتحديد العقوبات التي يترتب على ذلك، مشدداً على ضرورة قبول روسيا وإيران بذلك   مسبقاً.  

وأفاد فورد أن الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقرطي الكردي ساهم في تشكيل منطقة مستقلة إدارياً في شمال شرقي سوريا، مما عقد تركيبة المعارضة السورية، مشيراً إلى أن الحزب مستقل   نسبيا في تحركاته بالمنطقة.  

وذكر السفير أن المنطقة الكردية السورية تطرح تساؤلات حول كيفية تمثيلها في المفاوضات، و”هل سيكون وفدها ضمن وفد المعارضة أم ضمن ووفد النظام؟ أم  سيكون مستقلاً؟.  

وحذّر فورد من “تقديم دعم لا محدود لحزب الاتحاد الديمقراطي بذريعة أنه يحارب داعش، لأن ذلك يهيئ أرضية لصراع كردي عربي في المستقبل القريب”، مضيفاً: “هذا الوضع لم يغضب تركيا فحسب، بل العرب   والتركمان السوريين أيضاً”.  

وتطرق إلى تقرير منظمة العفو الدولية، الذي اتهم فيه “وحدات حماية الشعب التابعة للاتحاد الديمقراطي بارتكاب جرائم حرب ضد العرب”، حيث نوه أن التقرير “كشف بوضوح ضرورة مواجهة أكراد سوريا   الوضع الجديد”.  

وحول مستقبل بشار الأسد، أوضح فورد أن المعارضة السورية لم تطلب تغير رأس النظام فقط، مؤكداً أنها طالبت بـ”ثورة”.  

وأعرب فورد عن أمله، بأن “يركز الوزير على وقف اطلاق النار وتأمين قوة دولية للحفاظ على الأمن المحلي، وتقديم الدعم إلى مسيرة السلام بقيادة السوريين، بالإضافة إلى الاتفاق مع القوات الأجنبية على فرض   عقوبات على الأطراف التي تخل باتفاق وقف اطلاق النار، لإنهاء معاناة السوريين”.

المصدر : الأناضول 

زر الذهاب إلى الأعلى