سياسة

لافروف يبدي استعداد بلاده لدعم الجماعات الكردية المسلحة في سوريا  

أبدى وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” استعداد بلاده دعم الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل لقائه الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي التركي “صلاح الدين دمير طاش” في العاصمة الروسية موسكو.  

وزعم لافروف أن حزب الشعوب الديمقراطي (غالبيته من الأكراد) “يمثل كافة الأقليات الإثنية في تركيا”، مشيراً أن السياسات التي انتهجتها بلاده تجاه تركيا عقب إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية، لا تستهدف الشعب التركي، وأضاف ” صداقتنا مع الشعب التركي تعود لسنوات عديدة، وعلاقاتنا في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وطيدة جداً، ونتمنى أن تستمر صداقتنا مستقبلاً”.  

وأشار لافروف أنه سيبحث مع دمير طاش التطورات في سوريا، قائلاً ” نعلم جيداً وجود أكراد عراقيين وسوريين يقاتلون ضد خطر تنظيم داعش، فأولئك يقاتلون إلى جانب الجيشين العراقي والسوري من أجل منازلهم وأرضهم التي يعيشون عليها، وروسيا مستعدة لدعم اللذين يقاتلون على الأرض ضد الإرهاب في إطار عملياتها لمكافحة الإرهاب التي تقوم بها في سوريا بناءً على طلب من الأسد”.  

بدوره، لفت دمير طاش إلى أنه أجرى هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين تركيا وروسيا مرحلة “حرجة”، مبيناً أن تركيا تولي أهمية لعلاقاتها التاريخية مع روسيا، معرباً عن أسفه للصعوبات التي تواجهها العلاقات بين البلدين.  

وتطرق دمير طاش إلى إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية ( في 24 الشهر الماضي لانتهاكها المجال الجوي التركي)، زاعماً أن موقف الحكومة التركية بهذا الخصوص “خاطئ”، قائلاً ” يمكن أن تحدث مشاكل وأزمات بين الدول، ونولي أهمية لبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة دائماً، ولحل المشاكل عن طريق الحوار”.

وأعرب دمير طاش عن اعتقاده بضرورة تناول الأزمة بعد اليوم بشكل لا يؤثر ولا يضر بشعبي البلدين، وحلها دون أن يلحق أضرارا بأحد.  

تجدر الإشارة إلى أن التقارب الذي بدأ بين روسيا ومنظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذراع السوري لـ “بي كا كا” الإرهابية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحول إلى تعاون وثيق في الحرب السورية، حيث تعتبر روسيا المعروفة بدعمها لنظام بشار الأسد “حزب الاتحاد الديمقراطي” المتعاونة مع النظام، بأنها حليف طبيعي.  

وكسبت تلك العلاقات زخماً كبيراً مع زيارة أسماء بارزة في “الاتحاد الديمقراطي” للعاصمة الروسية في الأشهر الأخيرة، وإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية التي انتهكت المجال الجوي لتركيا.  

وبدأت روسيا والمنظمة  هجمات جوية وبرية بشكل منسق تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة في المناطق الشمالية الغربية لحلب التي ينتشر فيها عناصر المنظمة تحت مسمى ” المكافحة المشتركة لداعش”، حيث ذكرت تقارير أن الجيش الروسي ألقى ذخائر تزن 5 أطنان في حي الشيخ مقصود في الطرف الشمالي لحلب، الواقع تحت سيطرة “الاتحاد الديمقراطي”.  

ولجأت منظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” إلى تهجير التركمان والعرب من المناطق الواقعة تحت سيطرتها وذلك من أجل إنشاء حزام شمالي سوريا خاضع لسيطرتها، كما ضيقت على المؤسسات التعليمية للأقليات غير المسلمة، في وقت أدرجت فيه منظمة العفو الدولية تلك الممارسات والمضايقات في تقرير مفصل نشرته في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.  

المصدر : الأناضول    

زر الذهاب إلى الأعلى