الخلاف بين موسكو والمعارضة السورية يعرقل انطلاق جنيف 3
تشق مفاوضات جنيف للسلام في سوريا طريقها بصعوبة بالغة، لاسيما في ظل المواجهة المحتدمة بين موسكو والمعارضة حول تركيبة الوفد المعارض، وفي ظل سعي موسكو لإدخال شخصيات وجهات قريبة منها إلى تركيبة الوفد، إلا أن الإصرار الأميركي والروسي على المضي قدماً في العملية يوحي بأن المفاوضات ستعقد على الأرجح ولو بتأخير أيام معدودة عن الموعد المحدد سابقاً في 25 من الشهر الحالي، على ألا تشمل المرحلة الأولى من المفاوضات جلسات مشتركة بين نظام الأسد والمعارضة.
فمع ازدياد الغموض حول مصير “جنيف 3″، أعلنت واشنطن أن أول اجتماع تفاوضي بين مملثي الأسد والمعارضة لن يكون مباشراً، فيما اعتبرت المعارضة أن تدخلات موسكو تهدف إلى عرقلة التوصل لحل سياسي.
إصرار أميركي روسي على المضي قدماً في محادثات السلام بشأن سوريا رغم حالة التخبط والتضارب بشأن موعد انعقاده.
وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بدأ بالحديث عن الكيفية التي ستجرى بها الاجتماعات التمهيدية، مشيراً إلى أن ممثلي نظام الأسد وجماعات المعارضة سيتفاوضون بطريقة غير مباشرة.
لكن كيري أقر بأن الموعد قد يؤجل لما بعد التاريخ المقرر 25 يناير، موضحاً أنه لن يكون هناك تأجيل كبير، وأن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا سيرسل الدعوات يوم الأحد.
مواقف أطراف المعادلة ما زالت مختلفة على من ينبغي دعوته للمشاركة وإن كان ذلك قبيل أيام قليلة على موعد المحادثات، فتلويح موسكو باللجوء إلى وفد معارض ثالث يقابله رد حاسم للهيئة العليا للمفاوضات بشأن تشكيلة وفدها المفاوض، بل إنها اتهمت موسكو بعرقلة الحل السياسي تنفيذاً لمشروعها في سوريا.
موقف المعارضة أيدته باريس التي دعت المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى التعامل مع وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض، محذرة من تكرار تجربة “جنيف 2” التي باءت بالفشل.
إذاً موسكو وواشنطن متفائلتان حول انعقاد “جنيف 3” رغم ما تشوبه من عقبات تعرقل مساره وتقلل من سقف التوقعات بنجاحه.
المصدر : العربية