قاسم سليماني يزور روسيا لبحث القضية السورية والصواريخ
قالت مصادر مطلعة أمس إن الجنرال قاسم سليماني، وهو قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، توجّه إلى موسكو لإجراء محادثات مع القيادة العسكرية والسياسية لروسيا، لمناقشة القضية السورية وشحنات الصواريخ الروسية.
وقالت المصادر إن الغرض الرئيسي من الزيارة هو مناقشة طرق جديدة لتسليم أنظمة صواريخ إس-300 سطح-جو.
وأضاف أحد المصادر أن سليماني يريد أيضاً مناقشة السبل التي يمكن لروسيا وإيران بها مساعدة حكومة الأسد لاستعادة السيطرة الكاملة على حلب.
وقال مصدر أمني إيراني كبير لـ “رويترز″ “سافر الجنرال سليماني إلى موسكو الليلة الماضية لمناقشة قضايا تتضمن تسليم (أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي) إس-300 (التي ستسلمها موسكو لطهران) وتعزيز التعاون العسكري”.
وذكر مصدر أن سليماني اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرجي شويجو. وقال متحدث باسم الكرملين إن اجتماعاً مع سليماني لم يكن على جدول أعمال بوتين.
وبسؤال السفارة الإيرانية في موسكو عن زيارة سليماني قالت إنها ليست لديها معلومات عنها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الوزير جون كيري أثار مخاوف بشأن التقارير الخاصة بسفر سليماني إلى موسكو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة.
لكن المتحدث أضاف أن واشنطن لا يمكنها تأكيد الزيارة. وقال كيربي إن عقوبات الأمم المتحدة لا تزال سارية، وإنه “لذلك ستمثل مثل هذه الزيارة، إذا تأكدت، انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ونعتقد أنها ستكون مصدر قلق حقيقي للأمم المتحدة والولايات المتحدة”.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة ستستمر في المطالبة بضرورة التزام روسيا، وغيرها من الدول، بقرارات الأمم المتحدة، و”تطبيق الحظر على سفر سليماني”.
وأضاف المسؤول “نعتزم أيضاً الاستمرار في إثارة القضية في نيويورك”. ومن المرجح أن ينظر إلى الزيارة كمؤشر على بقاء التحالف التكتيكي، الذي أقامته روسيا وإيران بشأن سوريا، قوياً على الرغم من ورود تقارير عن بعض الخلافات بشأن الاستراتيجيات المتبعة في ميدان القتال.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الاثنين أن روسيا سلمت أول جزء من أنظمة صواريخ إس-300، وبدأت في تزويد طهران بتكنولوجيا كانت محظورة عليها قبل أن توقع اتفاقاً مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.
وزار سليماني، وهو قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري موسكو في يوليو تموز العام الماضي، لمساعدة الخطط الروسية في التدخل العسكري في سوريا، ولتشكيل تحالف إيراني روسي لدعم بشار الأسد.
وساعد سليماني في إعادة تفعيل اتفاق إس-300، الذي جمدته روسيا في 2010، تحت ضغط من الغرب.
وعلى الرغم من سحب روسيا لبعض من مقاتلاتها، إلا أنها ما زالت تحتفظ بوجود عسكري ملحوظ في سوريا تقوم من خلاله بتقديم الدعم الجوي والاستشارة والتدريب لجيش الأسد.
وقال مصدر رفيع بالمنطقة لـ “رويترز″ العام الماضي إن التدخل العسكري الروسي في سوريا قام على أساس اتفاق بين موسكو وطهران بأن الضربات الجوية الروسية ستساند العمليات البرية التي ينفذها الإيرانيون وقوات الأسد و”حزب الله” اللبناني.
وأرسلت إيران قوات لمساعدة الأسد متكبدة في بعض الأحيان خسائر كبيرة، وذكرت تقارير أن سليماني يقضي وقتاً في سوريا، حيث يعتقد أنه يساعد في تنسيق العمليات.
ولا يزال سليماني يخضع لحظر سفر يفرضه مجلس الأمن الدولي، وصنفت واشنطن “فيلق القدس″، الذي يقوده، قوة داعمة للإرهاب. وظل حظر السفر، على الرغم من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
المصدر : رويترز