منسق “14 آذار”: نظام الأسد فقد أحد أحزمة حمايته بعد انسحاب جيشه من لبنان
قال المنسق العام للأمانة العامة لقوى “14 آذار” اللبنانية، فارس سعيد، إن “نظام الأسد فقد أحد أحزمة حمايته بعد انسحاب جيشه من لبنان عام 2005″، مشيرا إلى أن “طهران تحولت إلى أهم المدافعين عن نظام بشار الأسد، عقب مغادرته للساحة اللبنانية”.
وأضاف سعيد، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، في الذكرى الـ11 لانسحاب الجيش السوري من لبنان بتاريخ 26 إبريل/ نيسان 2005، عقب “ثورة الأرز”، أن “الأيام أثبتت أن بقاء جيش سوريا في لبنان، كان يحمي نظام بشار الأسد”.
وتابع، أن “بشار الأسد، كان يستخدم ثلاثة أحزمة أمان لحمايته، تمثلت في الهدنة مع إسرائيل، وقمع المعارضة الداخلية، والإبقاء على جيشه في لبنان”.
وأشار، إلى أن نظام الأسد، فقد اثنين من هذه الأحزمة، بعد انسحاب جيشه من لبنان، واندلاع “الثورة السورية”، عام 2001. وقال، إن “اندلاع الثورة في سوريا أدى إلى انزلاق نظام الأسد، والإيرانيين في وحولها، وبالتالي تراجع نفوذهم في لبنان”.
ذكر “سعيد”، أنه قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 إبريل/ نيسان 2005، كان النظام في دمشق يحمي مصالح طهران، وتنظيم حزب الله، أما بعد هذا التاريخ فأصبح النفوذ الإيراني في المنطقة هو من يحمي نظام الأسد.
ورأى، أن “تنظيم حزب الله تحوّل، بعد مغادرة الجيش السوري للساحة اللبنانية، إلى دار أيتام للشخصيات اللبنانية التي كانت تدور في فلك هذا النظام”.
وقال، إن “حزب الله بات الأضعف على الساحة اللبنانية، رغم امتلاكه للسلاح، فهو في دائرة الاستهداف الوطني، والعربي، والإسلامي، والدولي”.
وأضاف، أن “الخناق يزداد على حزب الله من دول مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، والمنابر الدولية، والخزانة الأمريكية، إضافة إلى دخوله في المستنقع السوري، والاستهداف المتواصل له من إسرائيل. كل ذلك ليس علامة قوة للحزب”.
وفي السياق، دعا القيادي اللبناني، الشعب السوري، بعد نجاح ثورته، إلى بناء علاقات مع الدولة اللبنانية، قائمة على احترام السيادة، والاستقرار، والتعاون، والتنسيق المشترك.
وحول واقع قوى “14 آذار” اللبنانية، بعد 11 عام على انطلاقتها، قال “سعيد”، إن “قوى (14 آذار) قوية بفكرتها، فهي قضية وليست تنظيما سياسيا، هي قضية شعب يتجاوز المصالح السياسية، والحسابات الانتخابية الضيقة”.
وأضاف، أن “هذه القوى ترتكز على فكرة وحدة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وهذه الفكرة قادرة على صنع المعجزات”.
وقوى “14 آذار”، تحالف سياسي يتكون من كبار الأحزاب والحركات السياسية اللبنانية، التي طالبت بإنهاء الوجود السوري في لبنان، عام 2005.
ويضم التحالف قوى من طوائف لبنانية مختلفة، في مقدمتها تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، وحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، وحزب الكتائب اللبنانية بزعامة الرئيس الأسبق أمين الجميل، والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط.
وحول إمكانية تطور الأوضاع الداخلية في لبنان إلى حرب أهلية، قال “سعيد”، إن تجربة اللبنانيين القاسية والبشعة في الحرب الأهلية (على مدى 15 سنة، من 1975 وحتى 1990)، تحميهم من اندلاع مثل هذه الحرب مجددا”.
يذكر أن الحرب الأهلية اللبنانية، بدأت في 13 نيسان/أبريل 1975 واستمرت، حتى 13 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1990، وتصارعت خلالها قوى مسيحية مارونية، وشيعية، وسنية، ودرزية، إضافة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتخلل هذه الحرب، اجتياح إسرائيل للبنان بين عامي 1978 و1982، وكذلك دخول الجيش السوري إليها عام 1976.
وكان دخول الجيش السوري إلى لبنان في كانون الثاني/ يناير 1976، بغطاء عربي، يهدف إلى وضع حد للحرب الأهلية، ولكنه واصل تواجده في الأراضي اللبنانية حتى انسحابه عقب “ثورة الأرز”، في 26 نيسان/ إبريل 2005.
و”ثورة الأرز”، تمثلت بتظاهرات شعبية في لبنان، اعقبت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، في 14 فبراير/ شباط 2005.
وتمثلت مطالب الثورة، بانسحاب القوات السورية من لبنان، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال “الحريري”، واستقالة مسؤولين أمنيين في البلاد، وتنظيم انتخابات برلمانية.
المصدر : وكالات – وطن إف إم