سياسة

“خامنئي” يدعو لتدويل إدارة الحرمين الشريفين

دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، اليوم الإثنين، العالم الإسلامي إلى “التفكير بحلّ لإدارة الحرمین الشریفین”، محمّلاً الرياض ما اعتبره “منع” حجاج بلاده من أداء الفريضة هذا العام، رغم رفض المسؤولين السعوديين لهذه الاتهامات.  

جاء ذلك في تصريحات لخامنئي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، دعا من خلاله العالم الإسلامي إلى “التفكير بحلّ لإدارة الحرمین الشریفین”، منتقدا بشدة السلطات السعودية.  وأشار المرشد الإيراني أن مکان الحجاج الإیرانیین “خالٍ هذه السنة في مراسم الحج”.  

وانتقد المرشد الأعلى الإيراني، السعودية، على خلفية “عدم السماح للحجاج الإيرانيين” بممارسة مراسم “البراءة من المشركين”، قائلاً “یخفون عداءهم وحقدهم علی الشعب الإیراني (..) وراء عنوان «تسییس الحج»”، مشدداً أن “الحج هو موطن البراءة من المشرکین”.  

ياتي ذلك فيما صرح في وقت سابق اليوم، وزير الحج والعمرة السعودي، محمد بنتن، أن بلاده وافقت على منح تأشيرات لجميع الحجاج الإيرانيين القادمين من خارج بلادهم، رداً منه على اتهامات إيرانية للمملكة بـ “حرمان الإيرانيين من أداء الفريضة”.  

وأكد الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية، أن “جميع الحجاج الإيرانيين القادمين من أوروبا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وأفريقيا الذين تقدموا للحصول على طلبات تأشيرات للقدوم للحج حصلوا عليها، وهم الآن يستمتعون بوجودهم في مكة المكرمة، وإن شاء الله سيؤدون مناسكهم ويعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين”.  

وفي نهاية مايو/آيار الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزیارة الإیرانیة، أن “الحجاج الإیرانیین سیحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقیل بما یحملها المسؤولیة فی هذا الجانب”، حسب بيان أصدرته آنذاك.  

بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة “رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين”.  

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.  

وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، “روح الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.  

وجدد خامنئي في بيانه مزاعم إسرائيلية سبق أن نفتها السعودية، بعد أن زعمت إذاعة إسرائيلية تعاقد الرياض مع شركة إسرائيلية لـ “تأمين الحجاج منذ دخولهم مطار المملكة وحتى عودتهم إلى بلادهم بأساور إلكترونية”.  

وقال خامنئي “في هذه السنة أیضاً تفید التقاریر أنه فضلاً عن صدّ الحجاج الإیرانیین وحجاج بعض الشعوب الأخری، وضعوا حجاجَ باقی البلدان ضمن نطاق سیطرات ومراقبات غیر معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسیة الأمیرکیة والصهیونیة، وجعلوا بیت الله الآمن غیر آمن علی الجمیع”.  

ويوم السبت الماضي، نفت السفارة السعودية بالعاصمة المصرية القاهرة، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن “تعاقد المملكة مع إحدى الشركات الإسرائيلية لتأمين (توفير السلامة) الحجاج”.  

من جهتها، أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف (هيئة عليا دينية بمصر)، السبت الماضي، أنها ترفض بشكل قاطع تدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة.  

وقالت الهيئة في بيان تلقت “الأناضول” نسخة منه، إن “هذا الطرح الغريب بابٌ جديدٌ من أبواب الفتنة يجب إغلاقه؛ فالمملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أيِّ تدخلٍ خارجيٍّ”.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.

وطن إف إم / اسطنبول 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى