البيت الأبيض يحمل الأسد “ورعاته” في موسكو مسؤولية عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين
كشف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر،أمس الخميس، أن اعمال العنف في سوريا لازالت مستمرة وإن كانت “بدرجة أقل بكثير مما اعتدنا مشاهدته” قبل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه كل من روسيا والولايات المتحدة.
وقال تونر في الموجز الصحفي للوزارة الذي عقده، الخميس، من واشنطن: “مستويات العنف لازالت أقل بكثير مما اعتدنا مشاهدته قبل 12 سبتمبر/ أيلول (بدء وقف إطلاق النار)”.
وتابع: “لازلنا نستلم تقارير عن عمليات (عنف) ينفذها كلا الجانبين”، في إشارة إلى نظام الأسد والمعارضة.
وأضاف: “على كل من الولايات المتحدة وروسيا أن يفعلا كل ما في وسعهما للضغط أو التأثير على الجهات المعنية من أجل وقف الأعمال العدائية لتقليل هذه الحوادث”.
ولفت إلى أن “وقف الأعمال العدائية لازال متماسكاً بشكل كبير، إنها (الاتفاقية) قد لاتكون مثالية، لكننا توقعنا لها (الاتفاقية) بداية متفاوتة نوعاً ما”.
من جانبه، ألقى متحدث البيت الأبيض جوش إيرنست يوم الخميس، بمسؤولية عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تمس حاجتها إليها، على الحكومة الروسية ونظام بشار الأسد.
وقال إيرنست في الموجز الصحفي ليوم الخميس والذي عقده من واشنطن: “برغم التقدم الذي نراه فيما يخص الوضع الأمني الموجود على الأرض في سوريا، إلا أننا لم نر تقدماً مماثلاً في تدفق المساعدات الإنسانية، والعقبة الأساسية في ذلك هو نظام الأسد”.
وأوضح: “على الروس أن يستخدموا نفوذهم على نظام الأسد ليسمح للمساعدات الإنسانية بالمرور”، مشدداً على وجود “مئات الآلاف، إن لم يكن ملايين من السوريين الذين هم وضع يائس، فيما تقف الآن شاحنات محملة بالمساعدات الضرورية للحياة على الجانب الآخر من الحدود، ونظام الأسد ورعاته في موسكو يتحملون مسؤولية مباشرة في ذلك”.
يذكر أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا قد توصلا في جنيف، يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة(اعتبارا من مساء الإثنين 12 سبتمبر)، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دون أي إشارة للحل السياسي أو حديث عن المليشيات الطائفية التي تساند النظام، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.
وتشمل الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وتنفيذ عمليات عسكرية أمريكية روسية مشتركة ضد “الجماعات المتشددة” التي لا يشملها الاتفاق، وبينهما تنظيمي “داعش”، و”فتح الشام”.
وتكرّر خلال الأيام الثلاثة لبدء سريان الهدنة اتهام المعارضة لقوات الأسد بخرقها وقصف عدد من المناطق المدنية، في الوقت الذي يرد فيه النظام وروسيا باتهام المعارضة بارتكاب خروقات، في الوقت الذي لم تدخل فيه أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة جراء استمرار رفض النظام لذلك دون تنسيق معه.
وطن إف إم / اسطنبول