سياسة

ماذا جرى في أروقة الأمم المتحدة بين روسيا وأمريكا عقب قصف الأخيرة مواقع للأسد؟

تبادل مندوبا روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، الاتهامات بشأن غارة أمريكية استهدفت قوات الأسد بمدينة دير الزور شرقي سوريا، الليلة الماضية، وأسفرت عن مصرع ما يزيد على 60 جنديا وإصابة أكثر من 100 آخرين.  

تزامن تبادل الاتهامات بين الطرفين مع إخفاق أعضاء مجلس الأمن الدولي الدولي في التوصل إلى موقف موحد بشأن الغارة الأمريكية، في جلسة مشاورات طارئة عقدها فجر اليوم بناء على طلب روسي، لبحث تداعيات القصف.  

وأكد مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، اليوم أن الغارة الأمريكية التي استهدفت قوات الأسد في المنطقة المحيطة بمطار دير الزور شرقي سوريا “كانت متعمدة”.  

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المندوب الروسي، من مقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، عقب انتهاء جلسة المشاورات.  

وأضاف تشوركين أنه “أمر مثير للشكوك أن تختار الولايات المتحدة هذا التوقيت بالذات لتوجيه ضرباتها الجوية (..) أنا أعتقد أن هذا لم يكن مصادفة خاصة وأن الغارة تأتي قبل يومين فقط من دخول الترتيبات الأمنية الروسية الأمريكية حيز التنفيذ (بخصوص اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 9 سبتمبر/أيلول الجاري)”.  

ووجه تشوركين،  انتقادات حادة لنظيرته الأمريكية، سامنثا باور، لتركها قاعة مجلس الأمن جلال انعقاد جلسة المشاورات، كي تتحدث للصحفيين المنتظرين خارج القاعة عن الغارة الجوية، وقال في هذا الشأن “إنني أعمل كمندوب لبلادي منذ أكثر من 10 سنوات في الأمم المتحدة ولم أرَ مثل هذا التصرف”.  

وتابع تشوركين في ذات السياق “لقد اختارت باور أن تترك اجتماع مجلس الأمن كي تتحدث للصحفيين (..) لقد انتهكت الولايات المتحدة (من خلال قصف قوات النظام) التزامين من التزاماتها: الأول يتعلق بانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية، والثاني يتعلق بوعد قدمته واشنطن  لحكومة الأسد بألا تؤثر حملتها الجوية التي بدأت منذ عامين (في إشارة للتحالف الدولي) في سوريا على جيش الأسد”.  

وتقود الولايات المتحدة، تحالفا دولياً مكونا من نحو 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا، كما يتولى جنود أمريكيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد “داعش”.    

بدورها قالت السفيرة الأمريكية للصحفيين إن “طلب روسيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ما هو إلا حيلة تهدف إلى تحويل انتباه الرأي العام عن بعض من أكثر الأعمال الوحشية منهجية منذ عقد من الزمان”.  

وحول الغارة الأمريكية على مواقع قوات الأسد قالت باور في تصريحاتها “لا تزال الحكومة الأمريكية تجمع الحقائق حول التفجيرات التي ذكرت بعض التقارير أنها أسفرت عن مقتل عشرات الجنود في دير الزور (..) إن طائرات التحالف الأمريكي كانت تعتقد أنها تستهدف متطرفي (داعش)، ولم يكن في نيتنا انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار”.  

وأشارت أن نظام الأسد أرتكب مرارا “حوادث مروعة من ضربات جوية ضد المستشفيات والمدارس وكردونات حول المدن تسببت في إحداث مجاعة، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أهداف مدنية، وفي كل تلك الحالات لم تدعو موسكو أبدا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي”.  

وأردفت قائلة “تخيلوا (تخاطب الصحفيين) عدد المرات التي كان مجلس الأمن سيجتمع خلالها لو كنا طلبنا عقد جلسات طارئة في كل مرة تستهدف فيها روسيا مستشفى في بلد مزقته الحروب كسوريا!”.  

تجدر الإشارة أن وزارة الدفاع الروسية، أعلنت مساء أمس، مقتل 62 جنديا سوريا وإصابة 100 آخرين في غارات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، على مواقع تابعة لقوات نظام بشار الأسد في محافظة دير الزور، شرقي البلاد.  

ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “سبونتك” عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، قوله إن “مقاتلات التحالف الدولي شنت 4 غارات على مواقع قوات الأسد في المنطقة المحيطة بمطار دير الزور”، مبيناً أن الطائرات “دخلت المجال الجوي للجمهورية العربية السورية من جانب الحدود العراقية”.  

ووفقا للمعلومات الواردة من القيادة السورية (لجيش النظام) في دير الزور، فإن الغارات أودت بحياة 62 جنديا وأسفرت عن إصابة نحو 100 آخرين، بحسب المصدر نفسه.  

وطن إف إم / اسطنبول 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى