سياسة

الرئاسة التركية: سنعمل على إنشاء حزام آمن في شمال سوريا

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن اليوم الخميس إنّ بلاده ستعمل على إنشاء حزام آمن في شمال سوريا وتطهير تلك المناطق من المنظمات الإرهابية، عن طريق تقديم الدعم اللازم لفصائل المعارضة السورية المعتدلة.  

وجاءت تصريحات قالن هذه في مقابلة مع التلفزيون التركي الحكومي (TRT HABER)، حيث أوضح فيه أنّ الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والاتحاد الاوروبي رحبوا بعملية درع الفرات التي بدأت في 24 آب/ أغسطس الماضي بدعم ومساندة من قوات المهام الخاصة التركية والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.  

ولفت قالن إلى أنّ عملية درع الفرات التي تقودها قوات الجيش السوري الحر، فنّدت الشائعات التي تروجها بعض الأطراف التي تدّعي بأنّ عناصر “ي ب ك” الذراع المسلح لمنظمة “ب ي د” الإرهابية هي الوحيدة التي تحارب داعش في سوريا، وأنّ الجيش السوري الحر أظهر للجميع قدرته على محاربة داعش عندما يتوفر له الدعم اللازم.  

وفيما يخص إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا قال قالن: “من الناحية النظرية فالكل يجمع على وجوب إنشاء مناطق آمنة في سوريا، إلّا أنّه من الناحية العملية لا أحد يقدم على خطوة في هذا الخصوص، مع العلم أنّ السبيل الوحيد لوقف حركة اللجوء يكمن في إنشاء مثل هذه المناطق، فالموقف التركي تجاه هذا الموضوع لم يتغيّر أبداً فنحن سنستمر في دعم المعارضة المعتدلة وسنعمل على إنشاء حزام آمن في الشمال السوري”.  

وأكّد قالن استمرار اختلاف وجهات النظر بين بلاده والولايات المتحدة الامريكية بخصوص تنظيم “ي ب ك” الإرهابية، مشيراً أنّ الإدارة الامريكية ما زالت ترتكب خطأ في دعمها للتنظيم.  

وعن ادعاءات بعض الأطراف حول معارضة تركيا للمكتسبات الكردية في سوريا قال المتحدث باسم الرئاسة التركية: “هناك أطراف تقوم بتفسير تصريحاتنا حول بي كا كا وذراعها السوري “ي ب ك” على أنّ تركيا لا تريد للأكراد أن يكون لهم مكتسبات، وإنني أقول بأنّ تركيا ليست لديها مشاكل لا مع أكراد سوريا ولا مع أكراد العراق ولا مع أكراد إيران ولا مع أكراد الداخل، إنما تركيا لديها قضية واحدة وهي مكافحة منظمة بي كا كا الإرهابية وامتدادها في المنطقة”.  

وشدد قالن على أنّ “ي ب ك” تستغل محاربة تنظيم داعش لتحقيق مآربها وأهدافها التوسعية وزيادة رقعة الاراضي التي تسيطر عليها، لافتاً في هذا الصدد إلى أنّ بلاده لن تسمح للتنظيم المذكور بإنشاء حزام إرهابي في المناطق الشمالية لسورية، وذلك لسببين أولهما أمن تركيا وثانيهما الحفاظ على وحدة ومستقبل الاراضي السورية.  

وفيما يخص دعوة الولايات المتحدة الامريكية لتركيا حول إجراء حملة عسكرية مشتركة بين البلدين على محافظة الرقة السورية معقل تنظيم داعش، أفاد قالن بأنّ المحادثات حول هذه المسألة جارية بين الطرفين، وأنّ أنقرة ترفض بشكل قطعي المشاركة في أي حملة تشارك فيها عناصر “ي ب ك” الإرهابية.  

ورداً على سؤال حول منح الجنسية التركية للاجئين السوريين المقيمين داخل الاراضي التركية قال قالن، إنّ هذه المسألة يتم تداولها في أروقة أنقرة، وأنّ وزارة الداخلية بالتعاون مع فريق من إدارة الكوارث والطوارئ وجهات مختصة أخرى تعمل على هذا الأمر.  

وفيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو الماضي، قال قالن إنّ منظمة غولن الضالعة في هذه المحاولة لا تعتبر تهديداً لتركيا والولايات المتحدة الامريكية فحسب، بل من الممكن أن تقوم المنظمة بمحاولات مماثلة في كافة البلدان التي تنشط فيها.  

وأردف قالن قائلاً: “تركيا تكافح 3 منظمات إرهابية في آن واحد، وأولى هذه المنظمات، تنظيم داعش الإرهابي الذي يشغل العالم بأسره في هذه الاونة، والثانية منظمة بي كا كا، والثالثة منظمة غولن بزعامة فتح الله غولن التي حاولت الانقلاب على الحكومة الشرعية والنظام الديمقراطي القائم في تركيا”.  

وعن تسليم غولن المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى السلطات التركية، أكّد قالن أنّ وزارة العدل التركية أرسلت كافة البيانات والأدلة التي تثبت ضلوع الأخير في محاولة الانقلاب الفاشلة، وأنّ المحادثات بين الجانبين التركي والأمريكي جارية في هذا الخصوص.

وطن إف إم / اسطنبول 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى