موسكو: واشنطن فشلت في تحديد “المعتدلين” بسوريا
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن جوهر الخلافات بين موسكو وواشنطن حول التسوية بسوريا يكمن في فشل واشنطن في الوفاء بالتزاماتها وتحديد “المعتدلين”.
وأوضح الدبلوماسي في تصريحات لبوابة “EurActiv” الإخبارية الأوروبية: “تمكنت روسيا والولايات المتحدة رغم كل الصعوبات التي تحيط بهذا النزاع المسلح متعدد الأوجه، من التوصل إلى اتفاق حول عدد كبير من المسائل والتوقيع على حزمة اتفاقات مشتركة.
لكن الولايات المتحدة لسبب ما بدأت بالتردد، إذا قلنا ذلك بعبارة ملطفة، في نشر تلك الوثائق أو نيل دعم مجلس الأمن لها. لكن هذه الوثائق نشرت على الرغم من كل شيء بسبب تسريبات من الجانب الأمريكي نفسه، واليوم باتت الاتفاقات معروفة للجميع”.
واعتبر أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن واشنطن تقف، عن قصد أو بغير قصد، عاجزة عن الوفاء بالالتزامات التي أخذها على عاتقه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأهم من تلك الالتزامات هو فصل المعارضة المعتدلة عن تنظيم “جبهة النصرة”.
واستدرك تشيجوف قائلا: “ينظر العالم اليوم إلى مدينة حلب التي يخضع الجزء الشرقي منها لسيطرة “النصرة” وتنظيمات مرتبطة بها “بحسب زعمه. وقال “الأمريكيون إن بعض تلك التنظيمات قد يكون جزءا من المعارضة المعتدلة”.
وذكر بأن موسكو وافقت على هذا الموقف بشرط أن ينسحب هؤلاء المعتدلون من مواقع “النصرة”، فيما التزم الأمريكيون في فبراير/شباط الماضي بضمان مثل هذا الفصل، لكنهم بقوا عاجزين منذ ذلك الوقت عن الوفاء بهذا الالتزام الذي أكدته ليس وزارة الخارجية الأمريكية فحسب، بل ووكالة الاستخبارات المركزية.
وكشف الدبلوماسي الروسي أن آخر ما سمعته موسكو من واشنطن بهذا الشأن هو أن فصائل المعارضة يجب أن تقرر بنفسها انتماءاتها، واعتبر أن هذا الموقف غير جاد وغير مناسب البتة نظرا للأوضاع الحالية في حلب.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت يوم الاثنين عن تعليق قنوات الاتصال مع روسيا بشأن نظام وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال جون كيربي المتحدث الرسمي باسم الوزارة إن “صبر واشنطن استنفد”، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجانب الأمريكي سيحتفظ بقنوات اتصال بالعسكريين الروس من أجل تجنب حوادث غير مرغوب فيها في سماء سوريا.
المصدر: وكالات