قال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، إن البيانات الأخيرة كشفت عن وجود قرابة 8 آلاف مقاتل من المعارضة شرقي مدينة حلب، حيث تشن قوات الأسد وروسيا ضربات جوية مكثفة منذ أيام.
وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في جنيف، أضاف “دي ميستورا” بالقول “إننا في وضع طوارئ في سوريا وحلب تحديدًا”، لافتًا أن وقف المحادثات الأمريكية – الروسية شكل انتكاسة في المساعي الرامية لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 5 سنوات.
وجاءت تصريحات المبعوث الأممي لتلقي الضوء على سوء الأوضاع الإنسانية في المنطقة الشرقية من حلب، والذي يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني محاصر من سكان المنطقة، ومعظمهم بحاجة ماسة إلى المساعدات.
وأضاف أن “الأرقام الجديدة تعكس أحدث تقييم للبيانات التي صدرت عن الأمم المتحدة الشهر الماضي، والتي أشارت أن نصف المقاتلين في حلب الشرقية هم من “فتح الشام”(جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة مؤخراً)”.
وشدد بالقول “لن نقبل أن تقع مجازر شرقي حلب، مماثلة لتلك التي وقعت في كل من روندا، وسربرنتسا”، مشيرًا أن عدد مقاتلي جبهة فتح الشام في المنطقة المحاصرة من حلب لا يتجاوز 900 ويجب ألا يكون ذلك “ذريعة سهلة” لتدميرها.
وأعرب المبعوث الأممي عن استعداده للتوجه إلى شرق حلب ومرافقة أولئك المقاتلين منها وذلك من أجل إيقاف القصف الجوي للأحياء المحاصرة.
وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
ومنذ إعلان الأسد انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.
وطن إف إم / اسطنبول