سياسة

تركيا: تزويد أمريكا لـ”PYD” بالسلاح يجعل منها داعماً للإرهاب

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه في حال تزويد أمريكا لتنظيم “PYD” بالسلاح، فإن “الولايات المتحدة ستصبح بوضعية بلد داعم للإرهاب”.  

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير التركي في برنامج على قناة “أ خبر” (محلية خاصة)، أمس الثلاثاء، في إطار تعليقه على تصريح المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، المؤيد لتزويد ذلك التنظيم بالسلاح.

وأوضح جاويش أوغلو أن “تركيا تتحدث دوماً عن السياسات الخاطئة للولايات المتحدة في المنطقة، ونحن نتحدث لهم أيضاً عن تلك السياسات الخاطئة، لا سيما المتعلقة بتنظيم (ب ي د) الإرهابي، والسياسات التي اتبعوها فيما يخص العراق، وأخطاء أخرى”.  

وليلة الأحد الماضي، قالت كلينتون، في المناظرة المتلفزة الثانية مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب بثّت من مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية، إنها ستنظر في إمكانية تسليح تنظيم “ب ي د” في سوريا، معتبرة التنظيم “حليفًا قريبًا” لواشنطن في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.  

وأضاف جاويش أوغلو: “لو كانت كلينتون تقصد البيشمركة (جيش الإقليم الكردي بالعراق)، نعم نحن أيضا ندعم البيشمركة، وندربهم في معسكراتنا هناك، ندرب الجميع، ضد من؟ ضد تنظيم داعش الإرهابي، إذا كانوا يقصدون ذلك موافقون، بينما إذا كانوا يقصدون ي ب ك(الذراع المسلح لـ ب ي د)، فلا فرق بين ي ب ك وبي كا كا (الإرهابية)”.  

وتابع: “هذا التنظيم الإرهابي يهاجم تركيا، لا نريد لحليفتنا أن تكون في موضع دولة تدعم منظمة إرهابية أو تتعاون معها، إذا كانوا يصرون في ذلك فهذا شأنهم، يكونون في موضع دولة متعاونة مع منظمة إرهابية”.  

وأشار الوزير التركي إلى عدم وجود استراتيجية فعالة فيما يخص محاربة “داعش”، قائلا: “عددنا 65 دولة (التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده واشنطن)، كم عاما مضى ونحن نجتمع، الآن بدأت الاقتراحات التركية تُفهم شيئا فشيئا، لقد قدمنا اقتراحات ملموسة حول المنطقة الآمنة وكيفية تطهير داعش والقضاء على إيديولوجيته،.. لسنا ناجحون في محاربة داعش رغم أن آراءنا مشتركة”.  

ونوه جاوش أوغلو إلى أن العديد من الدول أخطأت في هذا الخصوص وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وقال: “تريد (واشنطن) التعاون مع منظمة إرهابية ضد أخرى لم تعجبها أيديولوجيتها، من فضلوا التعامل في سوريا مع ي ب ك/ بي كا كا، معنى ذلك أنهم لو تجرأوا سيضمون بي كا كا إلى عملية تحرير الموصل في العراق”.  

واستطرد: “عددكم 65 بينها جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لدينا إمكانية كبيرة، لكننا عاجزون أمام منظمة إرهابية (داعش) قوامها 20-30 ألف شخص، ونعتمد على منظمات إرهابية أخرى ونتعاون معهم، مثل هذه الحالات تشجع المنظمات الإرهابية”.  

ولفت جاويش أوغلو إلى أنه ليس فقط الولايات المتحدة وحدها من يريد رفع اسم “بي كا كا” من قائمة الإرهاب، بل إن العديد من الدول الأوروبية والسياسيين البارزين فيها، ولا سيما الأحزاب اليسارية والخضر يسعون من أجل ذلك، دون مزيد من التفاصيل عن تلك الأحزاب.  

وتابع: “الولايات المتحدة تعلمت ولا زال ينبغي عليها أن تتعلم، أن كوننا حلفاء، وأصدقاء، ونموذج للشراكة، لا يعني التوافق معهم على جميع المسائل، أو قبول جميع ما يقولونه، وتحذيرنا لهم من سياساتهم الخاطئة يجب ألا يزعجهم”.  

وأوضح جاوش أوغلو أن الدعم الذي قدمته بلاده في جرابلس يمكن أن تقدمه في الرقة والموصل، وقال: “لقد ارتفعت شجاعة القوات المحلية في الموصل عقب عملية جرابلس، وقد زاد عدد الأشخاص الذين تقدموا من أجل الانضمام لعملية جرابلس، القوات الموجودة في الموصل يقولون لنا دربونا وجهزونا كي نطرد داعش، تركيا مستعدة لتقديم الدعم لهؤلاء، ولتقديم جميع أنواع الدعم فيما يخص تطهير داعش نهائيا، من الأراضي السورية والعراقية”.  

وحول طلب أنقرة من واشنطن إعادة زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، “فتح الله غولن”، إلى تركيا، قال جاويش أوغلو، إن “شعبنا ممتعض من عدم تسليمه واستمرار إقامته في الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن البلدين لا بد من امتلاكهما علاقات جيدة، بحكم الملفات المشتركة السياسية والعسكرية التي تربط بينهما.  

وأضاف: “نريد من حليفتنا الولايات المتحدة الأمريكية إظهار هذا التعاون المشترك، وإعادة زعيم المنظمة الإرهابية، دون تردد، كل شيء واضح والأدلة واضحة، وفي واقع الأمر لا أحد يشك بمن فيهم الأمريكان من وقوف منظمة فتح الله غولن الإرهابية وراء محاولة الانقلاب، لكنهم (أمريكا) يطلبون أدلة قانونية، ونحن قدمنا الأدلة وسوف نستمر بتقديم المزيد منها”.  

وطن إف إم / اسطنبول 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى