جاويش أوغلو: لا يمكن توحيد المعارضة السورية ونظام الأسد
أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى وجود خلافات بين بلاده وروسيا بشأن مصير بشار الأسد، مشددا على أنه “لا يمكن توحيد المعارضة ونظام مسؤول عن قتل أكثر من 500 ألف شخص”.
كلام جاويش أوغلو، جاء خلال مقابلة مع قناة “روسيا 24” الروسية الحكومية، في معرض تقييمه لعدد من القضايا من بينها العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو والسياسية الخارجية التركية والحرب ضد الإرهاب والقضية السورية ومحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
وقال إن “تركيا وروسيا تبذلان جهدا حثيثا من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا بأسرع وقت ممكن”.
وأشار إلى أنهما “تواصلان مباحثاتهما في هذا الإطار على الصعيدين الثنائي والدولي”.
وشدد الوزير التركي على أن “الحل السياسي هو الأنسب بالنسبة لسوريا، ونحن (تركيا وروسيا) متفقون على ذلك، ونواصل مباحثاتنا من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى فصل المجموعات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة في حلب ومناطق أخرى”.
ولفت الى وجود “بعض الخلافات (مع روسيا) فيما يخص بقاء الأسد في عملية التحول السياسي أو رحيله”.
واستدرك قائلاً “بالنسبة لنا لا يمكن توحيد الأسد والمعارضة بعد اليوم، لأن الأخيرة لا تريد الوحدة مع نظام قتل أكثر من 500 ألف سوري”.
وأكد جاويش أوغلو أن “تركيا لا تعتقد بإمكانية تحول سياسي حقيقي بوجود الأسد”.
وأشار إلى أن “لدى تركيا آلية ثلاثية دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية مع روسيا، تبحث الحقائق والمسائل الإقليمية والعسكرية والتقنية في سوريا والعراق”.
وقال إن بلاده صنفت “جبهة النصرة” في قائمة الإرهاب إلى جانب تنظيم “داعش”، لافتا الى “أنها تملك معلومات استخباراتية مختلفة تفيد بوجود ما بين 200 و900 مقاتل من جبهة النصرة في مدينة حلب”.
كما شدد جاويش أوغلو “على ضرورة تطهير كامل العراق وسوريا من تنظيم داعش”.
وأعرب عن “استعداد بلاده لدعم كافة الجهود الرامية لتحقيق ذلك”.
وأكد أن مكافحة تركيا لتنظيم داعش “منبثقة من القوانين الدولية”، مجددا موقف بلاده بأنه “لا وجود لمطامع لها في أراضي جيرانها”.
وأضاف أن بلاده تتعرض لتهديدات منظمة “بي كا كا” الإرهابية التي تنطلق من الأراضي العراقية لاستهداف تركيا.
وأشار إلى أن “الحكومة التركية تمتلك تفويضا من البرلمان التركي يسمح لها بملاحقة المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق”.
وقال الوزير التركي إن بلاده “تتفق مع روسيا حول ضرورة وحدة التراب السوري، وإنشاء نظام جديد لا يقصي أي طرف في سوريا”.
وفي السياق، أثنى جاويش أوغلو على موقف روسيا الداعم لتركيا، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها بلاده منتصف يوليو/تموز الماضي، مقدما شكره لروسيا حكومة وشعبا لوقوفها بجانب الشعب التركي في محنته.
ورأى أن روسيا بموقفها الأخير “أثبتت أنها صديق حقيقي لتركيا”.
وحول علاقات أنقرة مع واشنطن، أوضح أنه “من غير الصواب تقييم العلاقات التركية الأمريكية على أنها بديلة عن علاقات تركيا مع روسيا”.
وتابع أن “الولايات المتحدة الأمريكية حليف لنا، وروسيا أيضا صديق وجار”.
وأردف جاويش أوغلو أن “تركيا ضد الخيار الاجباري، أي إما أن تختار هذا أو ذاك كما يحدث في أوكرانيا، إما روسيا أو الاتحاد الأوروبي”.
وتطرق الى اتفاق بلاده مع الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار الماضي حول مكافحة الهجرة غير الشرعية، وإعادة قبول اللاجئين، وإعفاء مواطني بلاده من تأشيرات الدخول إلى أعضاء الاتحاد.
وقال في هذا السياق إنه “في حال عدم رفع الاتحاد الأوروبي لتأشيرات السفر عن الأتراك، فإن بلاده لن تلتزم ببنود الاتفاق حول إعادة قبول اللاجئين”.
وأكد أن هذا الموقف “لا يعتبر تهديدا كما يراها الأوروبيون”.
وأشار إلى أن أنقرة “تنتظر ردا من الاتحاد الأوروبي حول هذه القضية”.
وطن إف إم/ اسطنبول