قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، السبت، إنه “لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع الثوار” في حلب، شمالي سوريا.
جاء ذلك خلال كلمة له في اليوم الختامي لفعالية حملت عنوان “يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد”، نظمها على مدار يومين بمدينة إسطنبول التركية مركز الحضارة للبحوث والدراسات ، احتفاء بمرور 90 عاما على ميلاد العلامة القرضاوي، وللوقوف على أهم محطات حياته.
وفي معرض حديثه عما يحدث في سوريا، أوضح القرضاوي أنه “لا بد أن نعترف بأن الشعب السوري قام في أول الأمر بثورة لا حجر فيها ولا سكين، خرج يريد الحياة والحرية وحسب، وظل يقاتل وهو لا يملك أي شيء أمام نظام يملك الجيش والشرطة والسلاح والبراميل المتفجرة والكيماوي”.
وتابع: “انظروا إلى حلب التي ظننا أنها انتصرت، لا يزالون مصرّين على قتل أهلها، لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك، الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم”.
ومنذ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب الشرقية لقصف جوي وبري مكثف من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، بغطاء جوي روسي؛ بهدف استعادة السيطرة على مناطق بحوزة المعارضة منذ 4 سنوات؛ ما أسفر عن مقتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين.
وفي سياق متصل، لفت رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أنه “حينما جاء الربيع العربي وانتصرت تونس (2011) في بادئ الأمر، وهرب ذلك الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) بما هرب به من مليارات، تحرر الشعب ونال حريته”.
وواصل حديثه في هذا الصدد قائلا: “وكانت بعدها (بعد تونس) ثورة مصر، فحاول الرئيس المصري (الأسبق حسني مبارك) أن يستولي ومن معه على عشرات المليارات، لكنهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع كل وسائلهم أن يخمدوا ثورة الشعب، فالشعوب لا تهزم بهذه الطريقة”.
واستطرد القرضاوي: “أمة الإسلام يقدرونها بمليار و700 ألف مليون، وتزداد يوما بعد يوم، لكن الأصل ليس بكثرة العدد، ولكن بقدر ما في هذا العدد من عبادة وعمل وإخلاص وتضامن، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمة بمفهومها الشامل؛ لأنه ومهما قلنا إن مكوناتنا عرب وعجم وأتراك وهنود وأجناس وأقوام، إلا أننا نستمد روح الجمع من الإسلام”.
وأضاف: “البعض يعتقد أن الدين أتى ليعيّش الناس في زهد، لكن مفهوم الزهد أن تملك الشيء وتزهد فيه، لكن من لديهم ما يزهدون فيها أصلا. الإسلام أراد التكافل للجميع”.
وأشار القرضاوي إلى أن “أول كتاب كتبته كان “فقه الزكاة”؛ لأن الأمة لا تستوي إذا ما عاش الفقير دون عطاء الغني، وإذا ما عاش الضعيف دون القوي، ومن ثم “فقه الجهاد”، حتى يعيش الناس في حياتهم أقوياء، بالإيمان والمال والجهاد، لا يستطيع أحد أن يفرض عليهم أن يعيشوا كما يريد هو، ولكن كما يريدون هم، أمة تخرج صرخاتها من جوفها ومن قلبها”.
وشكر رئيس الاتحاد العالمي علماء المسلمين المحتفين به، قائلا: “كلما أرى الأمة تحتفي بالحق وبالمدافعين عنه وبمن على استعدادا أن يموتوا دفاعا عن هذا الحق ازددت اطمئنانا”.
وحضر الفعالية ممثلون عن عدد من الكيانات العربية والتركية، من بينهم نور الدين نباتي نائب بالبرلمان التركي، ومحمد وليد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، وأسعد هرموش نائب سابق بالبرلمان اللبناني، إضافة إلى عشرات من أبناء الجاليات العربية في مدينة إسطنبول التركية.
وتهدف الفعالية إلى التعريف بالسيرة الذاتية للشيخ القرضاوي ونشاطه الدعوي، وقراءة في فكره السياسي والاقتصادي، إضافة إلى عرض رؤيته في القضايا الفقهية المعاصرة، وموقفه من ثورات الربيع العربي.
ويوسف عبد الله القرضاوي من مواليد 9 أيلول/ سبتمبر 1926، في قرية “صفط تراب” التي تتبع مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، شمالي مصر، وهو أحد أبرز العلماء السنة في العصر الحديث، وله المئات من الأبحاث والكتب المتعلقة بالفقه الإسلامي.
وطن اف ام / وكالات