مباحثات أستانا وسبل تثبيت وقف الأعمال القتالية
انطلقت في العاصمة الكازاخية أستانا، الجلسة الافتتاحية للمباحثات بين وفدي المعارضة السورية ، ونظام الأسد بمشاركة وفود من تركيا وإيران وروسيا والأمم المتحدة.
وستعقد أولى المباحثات بين وفدي الأسد والمعارضة، لبحث تثبيت الهدنة التي أعلنت مؤخرا في سوريا برعاية تركية روسية.
ويتكون وفد المعارضة السورية من ممثلين عن 14 فصيلا عسكريا هي: “فيلق الشام” و”جيش العزة” و”جيش الإسلام” و”صقور الشام” و”جيش إدلب الحر” و”جيش النصر” و”شهداء الإسلام” و”الفرقة الساحلية الأولى” و”صقور الشام” و”الجبهة الشامية” و”تجمع فاستقم” و”لواء السلطان مراد” و”الجبهة الجنوبية” (تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري)، إلى جانب عدد من المستشارين السياسيين والقانونيين وفريق تقني مؤلف من 40 شخصا.
ويرأس وفد الفصائل المعارضة القيادي في “جيش الاسلام” محمد علوش الذي وصل الى أستانا صباح الأحد برفقة عشرة من قيادات مختلف الفصائل المشاركة. أما وفد نظام الأسد فيرأسه بشار الجعفري، ممثل الأسد في الأمم المتحدة.
سبل وقف إطلاق النار
وافتتح الجلسة الأولى وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف أمام الوفدين اللذين تواجدا في نفس الغرفة حول طاولة مستديرة كبرى في فندق ريكسوس في أستانا.
وقال عبد الرحمنوف أثناء تلاوة بيان من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف إن “هذا اللقاء يشكل دليلا واضحا على جهود المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في سوريا”.
وأضاف أن “الطريق الوحيد لتسوية الوضع في سوريا يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادل”.ل
ويبحث الطرفان في المرحلة الأولى من اللقاء تثبيت وقف إطلاق النار (الهدنة)، الذي دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بضمانة تركية وروسية، ووقف انتهاكات قوات الأسد للاتفاق، وانسحابها مع المجموعات الأجنبية المتحالفة معه من النقاط التي تقدمت إليها منذ سريان الاتفاق.
وبحسب وكالة الأناضول التركية فإنه في حال الحصول على تعهد بالالتزام بوقف إطلاق النار، سيتم مباشرة الانتقال لإجراءات بناء الثقة المتمثلة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وفتح ممرات إنسانية تصل لتلك المناطق، إلى جانب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
الدور الإيراني
وقبيل بدء المفاوضات التقى وفد المعارضة في مقر إقامته في أستانة، مع الوفد التركي برئاسة سادات أونال، مساعد مستشار وزير الخارجية.
وتبدي المعارضة تخوفها من الدور السلبي المتوقع من الوفد الإيراني في المفاوضات، إضافة إلى احتمال أن يلجأ النظام إلى أسلوب المناورة المشابه للمفاوضات السابقة وإخراج المباحثات عن هدفها الأساسي.
من جهته أشاد بشار الجعفري رئيس وفد الأسد في المحادثات بالجهود التي بذلها “الأصدقاء الروس والإيرانيون” من أجل عقد المحادثات التي انطلقت في وقت سابق اليوم الاثنين.
ونقلت وكالة الأنباء الناطقة باسم حكومة الأسد (سانا) عنه القول إن “استضافة أستانة للاجتماع ترجمة لدبلوماسية الوساطة والانفتاح الكازاخية، وثمرة لعدة جهود مشتركة بذلتها عدة أطراف ولا سيما الأصدقاء الروس والإيرانيين”.
وشدد على أن هدف المحادثات هو “تثبيت قرار وقف الأعمال القتالية على كامل أرجاء سوريا باستثناء المناطق التي يوجد فيها تنظيما داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المسلحة التي رفضت الانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية”.
لن يجتمع الوفدين بشكل مباشر
وهذه هي المرة الأولى التي تجمع نظام الأسد والفصائل المقاتلة على الأرض؛ ففي محاولات التفاوض السابقة في جنيف في 2012 و2014 و2016 والتي لم تسفر عن نتيجة، جلس معارضون سوريون معظمهم في المنفى وجها لوجه مع ممثلي الأسد.
وتحدث الطرفان لأسابيع عن مفاوضات مباشرة، لكن فصائل المعارضة اختارت في اللحظة الأخيرة عدم الجلوس وجها لوجه مع نظام الأسد.
وقال يحيى العريضي وهو ناطق باسم الفصائل المسلحة إن “أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 كانون الأول/ ديسمبر حول وقف لإطلاق النار في سوريا، متحدثا بصورة رئيسة عن وقف القصف والهجوم على وادي بردى”.
هدنة مع وقف التنفيذ
وفي ساحة المعركة ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن المعارك استمرت طوال ليل الأحد و الاثنين في وادى بردى بريف دمشق، حيث استأنف جيش الأسد مدعوماً بمليشيا حزب الله الإرهابي محاصرة مضايا التي يسيطر عليها الثوار.
وقال المرصد إن تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال قتلوا الأحد في غارات شنتها طائرات الأسد في ريف حمص الشمالي.
ويفترض أن ترسي مباحثات أستانا أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجرى برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من شباط/ فبراير المقبل.
ويعتبر الحضور الغربي في هذه المباحثات التي تستمر ليومين متتاليين على الأقل في حده الأدنى، إذ إن كلا من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ستمثل بسفرائها فقط، في حين وجد ممثلون عن الاتحاد الأوروبي.
وحتى الآن، أخفقت المحادثات السابقة التي جرت في جنيف 1 و2 في تسوية النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 310 آلاف شخص منذ 2011.
وطن اف ام