سياسة

المعارضة: الأسد يدافع عن “داعش” بمنع الجيش الحر من قتاله

قالت المعارضة السورية في محادثات “جنيف4″،أمس الاثنين، إن النظام يدافع عن “داعش”، بتشكيله حاجزا يمنع الجيش الحر من قتال التنظيم الإرهابي.

وأشارت إلى أنها ستلتقي مع الجانب الروسي اليوم سعيا لاتخاذ موقف إيجابي يراهن على الشعب لا على شخص زائل، في إشارة إلى بشار الأسد.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس وفد المعارضة إلى جنيف، نصر الحريري، في المقر الأممي بجنيف، عقب جلسة مباحثات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

وأفاد الحريري “انتهينا من الاجتماع الثاني مع المبعوث الخاص، واللقاء كان أكثر إيجابية (من اللقاء الأول)، وقدمنا له بيانا حول الإجراءات والآراء والأجندة التي تم اقتراحها، ووثيقتان عن الوضع الكارثي الانساني الذي تتعرض له سوريا، والقصف من قبل النظام بالصواريخ، والنابالم، وغاز الكلور السام، في مختلف المناطق، والثانية تتحدث عن الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن “عدد الشهداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الموقع في 30 كانون الأول ديسمبر الماضي، بلغ 1161 مدنيا بريئا، 216 منهم أطفال، ونحو 160 من النساء، وبالمقابل هناك انتصار يسجل للإنسانية في سوريا، حيث فاز فريق الدفاع المدني بجائزة الأوسكار (أمس) بعرضهم فيلم عن الخوذ البيضاء”.

ويقدم الفيلم لمحة عن الحياة اليومية للمتطوعين في الخدمة بمنظمة الدفاع المدني التابعة للمعارضة السورية المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”.

وعن وضع المفاوضات، قال الحريري إنه “حتى هذه اللحظة لم نجد شريكا حقيقيا باحثا عن السلام والأمن والاستقرار، فالنظام يستمر بارتكاب المجازر، وقتل المدنيين لتقويض العملية السياسية، وبالمقابل لم نجد موقفا أو تصريحا أو بيانا أو إدانة من أغلب أعضاء المجتمع الدولي”.

الحريري تحدث عن لقاء لهم مع وفد روسي غدا بجنيف، حيث أفاد “سيكون لنا لقاء مع الجانب الروسي غالبا في الغد، ونتمنى أن نتمكن من محاولة أن تكون روسيا إلى جانب مصالح الشعب السوري، بعد كل ما حدث، ونتمنى منها اتخاذ موقف إيجابي يراهن على الشعب السوري، لا يراهن على شخص زائل دمر الشعب والبلد، من أجل الحفاظ على كرسي السلطة، ونتمنى منها دعما حقيقيا إيجابيا بنّاء للعملية السياسية، للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي نطلبه ونحلم به جميعا”.

وأضاف: “نتمنى بنفس الوقت أن لا تكون روسيا مرهونة لمليشيات إيرانية مارقة تخرب في المنطقة، ولا تريد السلام، ولا تحلم به، وستبقى تعمل من أجل تقويض أي فرصة، لتقويض الحل السياسي في سوريا”.

واعتبر أن “اللقاء المرتقب إشارة إيجابية ونتمنى أن تتحول المواقف النظرية إلى عملية، تتجلى بدعم العملية السياسية، ودعم مطالب الشعب السوري للوصول إلى السلام، عبر تحقيق الضغوط الكافية على النظام، للانخراط بجدية في هذه العملية”.

من جانب آخر، اتهم الحريري النظام بالتعاون مع “داعش”، قائلا: “اليوم سمعتم بأن قوات نظام بشار الأسد تدافع عن التنظيم في سوريا، قبل أيام، وفي الوقت الذي تكون فيه المعارك على أشدها على خطوط التماس في القرى التي تقع شرق مدينة الباب المحررة(بريف حلب)، يقوم النظام بالتنسيق مع داعش بفتح شريط يتخلل الحيز الذي يسيطر عليه التنظيم، لتقف حاجزا أمام قوات الجيش الحر الذي يقاتل التنظيم”.

وأرجع ذلك لأن “نظام بشار الأسد يشعر اليوم بأن الأوراق التي لطالما كان يلعب عليها تختطف من يده، فلا يريد لأبطال الحر تحقيق الانتصارات على داعش، قواته تقوم اليوم بدور الحاجز بين الجيش الحر والتنظيم”.

وأوضح أن “المعارضة قدمت خلال لقائها بميستورا شهادة موثقة لأحد المساجين العلويين(تابع لقوات النظام) كان أسيرا لدى قوات الجيش الحر، وتم إطلاق سراحه لاحقا، تحدث بالتفصيل كيف قوات النظام تنسق مع داعش”.

كما وصف إيران بأنها “دولة مارقة تخطف القرار حاليا في سوريا، فيما روسيا حاولت اتخاذ موقف محايد حتى هذه اللحظة، لكنها لا تستطيع أن تأخذ القرار من الميليشيات الإيرانية الموجودة، ولكن انفتاحها على ممثلي الفصائل الثورية المعتدلة التي تمثل الشعب السوري، واعترافها بهذه الفصائل كطرف مفاوض في اتفاقية أصبحت موجودة في الأمم المتحدة، فإن انفتاحها على الفصائل يعتبر إشارة”.

ومنذ الخميس الماضي، تتواصل في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، مفاوضات “جنيف 4″، بهدف البحث عن حل للصراع الدائر بين قوات النظام والمعارضة السورية منذ نحو 6 أعوام، والذي أسقط أكثر من 310 آلاف شهيد، وشرد ما يزيد عن نصف السكان، البالغ عددهم حوالي 21 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي هائل.

وتخشى المعارضة السورية من أن يؤثر عدم التزام روسيا بوعودها سلبا على مجريات مفاوضات “جنيف -4″، باعتبار أن وقف إطلاق النار هو أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي في العملية السياسية.

وطن إف إم/ اسطنبول

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى