سياسة

نصر الحريري: موقف روسيا متناقض وطالبناها بموقف حقيقي وواضح

قال نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف5، إن المعارضة طالبت روسيا مؤخرا بموقف حقيقي وواضح حيال الأوضاع في بلادهم.

وفي حوار مع وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية على هامش مفاوضات جنيف5 التي تنتهي اليوم الجمعة، أوضح أن موسكو تدعم نظام بشار الأسد، وتساهم بعمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، وفي نفس الوقت تقول إنها تدعم العملية السياسية، فهناك تناقض بالمواقف لديها.

وأفاد الحريري أنه “إن لم تكن هناك ارادة دولية حقيقية للدفع بالمفاوضات، اعتقد انها لن تفضي إلى شيء وستكون بطيئة جدا، وإذا كان هناك تعويل على أن النظام سيقبل بالانتقال السياسي، وسيأتي إلى المفاوضات من تلقاء نفسه فهذا وهم”.

وشدد على أنه “يجب أن تكون هناك إرادة دولية حقيقية تجبر النظام على وقف جرائمه والدخول في عملية انتقال سياسي”.

وحول لقائهم قبل يومين مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أشار إلى أنه “كان لقاءا عاما تطرقوا فيه للوضع الانساني، ووقف إطلاق النار وضرورته، من أجل إعطاء مصداقية للعملية السياسية، واستمرار الجهود التي تبذل في أستانة، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها، وخاصة أن الفصائل المعارضة لم يذهبوا إلى محادثات أستانة في الجولة الأخيرة، بسبب عدم التزام النظام بموضوع تثبيت وقف اطلاق النار”.

وشدد بقوله “طالبناه (غاتيلوف) بموقف حقيقي من الروس، لاننا نرى هناك اختلافا في المواقف، على الارض هم من يساعد النظام، وهم من يسهلون عمليات التهجير والتغيير الديمغرافي ويدّعون بدعم العملية السياسية، نتمنى ان يكون هناك تغير في الموقف الروسي على الارض، ولكن حتى الآن هذا غير موجود”.

والأربعاء الماضي بحث وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات “جنيف 5″، مع غاتيلوف التطورات الميدانية في سوريا، ووقف إطلاق النار من جهة، والعملية السياسية من جهة أخرى.

واعتبر الحريري أن “روسيا لم تف بأي التزامات، وهم بحجة محاربة الإرهاب، والحفاظ على الدولة السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، يستهدفون المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولكن هذه الطريقة في التعامل لن تؤدي لحل في سوريا، ولن تؤدي للوصول إلى أمن واستقرار، فلا بد من الروس وغير الروس، أن يدعموا عملية انتقال سياسي حقيقي، يمكن من خلالها طي صفة الملف السوري”.

وفيما يخص تطورات المفاوضات في جنيف بالسلات الأربع، وخاصة هيئة الحكم الانتقالي، أجاب “بالنسبة لتشكيل هيئة الحكم الانتقالي الموضوع لا يزال في بدايات النقاش، أكثر الجلسات كانت عن الانتقال السياسي، وتم نقاش المواضيع الأخرى المتعلقة بالانتقال السياسي”.

وأردف أن الانتقال السياسي “يعني لنا تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية والحكومة، وبما يضمن عدم وجود لبشار الأسد وأركان نظامه، لا في المرحلة الانتقالية، ولا في مستقبل سوريا”.

وردا على آلية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، ومن الذي يشكلها، أوضح “الآلية التي تشكل بها هي الرضا المتبادل بين النظام والمعارضة، وبحسب بيان جنيف يمكن أن يكون من المجموعات الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات المدنية”.

وبين أن موضوع التوزع النسبي في التمثيل بهيئة الحكم الانتقالي “لم يتم الوصول له بعد، وهي الآلية المعتمدة في جنيف، وستطرح على الطاولة”.

أما فيما يتعلق بسلة الدستور، أفاد “الدستور لسنا بوارد كتابته حاليا، فالدستور حق من حقوق الشعب السوري، لا أستطيع لا أنا، أو أي مجموعة، ولا حتى الأمم المتحدة، أن تأخذ هذا الحق، نحن نتحدث عن المنظومة الدستورية الحاكمة، أو المسؤولة عن المرحلة الانتقالية”.

وشرح ذلك بقوله “وهي تعني بالنسبة لنا إعلان دستوري يحكم وينظم المرحلة الانتقالية، وناقشنا خلال المفاوضات الإجراءات الدستورية الناظمة للمرحلة الانتقالية، ومنها الاعلان الدستوري، والأجندة الزمنية لوضع مسودة دستور نهائي أثناء المرحلة الانتقالية، بإشراف هيئة الحكم الانتقالي، ويتم الاستفتاء عليه من خلال الشعب السوري، من خلال الاستفتاء العام”.

وفي تفاصيل سلة الانتخابات وهي السلة الثالثة، وردا على أنباء حول رفض النظام التصويت للمهجرين سوى من خرج من المعابر التابعة له، قال “القرار الدولي واضح، كل السوريين في الشتات يحق لهم التصويت، ونحن لا يمكن ان نقبل اليوم بذلك”.

وبين أن “كثيرا من أهلنا خرجوا من بيوتهم وهي مدمرة، فبالتالي لا يمكن أن نجعل الشخص المجرم، أو النظام المجرم، الذي ارتكب كل هذه الجرائم بالشعب السوري، أن يكون صاحب الولاية في من سيصوت أو لا، يحق للشعب السوري أن يقوم بعملية التصويت، وخاصة الذين خرجوا من بيوتهم، والذين لجأوا بسبب الحرب”.

ووصف “كل قرارات التجنيس(قام بها النظام لميليشيات وشخصيات موالية له) التي حصلت منذ الثورة وحتى الآن، هي قرارات غير شرعية، وإلغاء كل عمليات التجنيس هذه، وكذلك واضح أنها كانت تستهدف مساعدة عمليات التغيير الديمغرافي، والتهجير القسري، وعمليات الإسكان، والإحلال السكاني، إن كان جزئيا أو بشكل كامل”.

وحول توالي الجولات القادمة من المفاوضات، أكد أن “هناك جولة جديدة أكيدة، ولكن لم يحدد موعدها بعد”>

ونفى علمه بمصير المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بعد ما أثير من أنباء عن عزمه تقديم استقالته، وقال “لم يبلغنا دي ميستورا شيئا عن مصيره”.

وعلّق الحريري على اتفاق إخلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الموالية للنظام، ونقلهم إلى منطقة الزبداني في مقابل نقل سكان المنطقة الأخيرة إلى مناطق المعارضة، بقوله “هذا الامر مرفوض، وتسليم منطقة غرب دمشق حتى الحدود السورية اللبنانية بيد ميليشيات شيعية، قد تكون مقدمة للتقسيم، وتؤدي لمزيد من المعاناة، والكارثة الانسانية عندما ينزحون عن بيوتهم ومناطقهم إلى مناطق أخرى”.

وذهب إلى أن “هذا يؤدي أيضا إلى زيادة تعقيد الملفات، سواء الميدانية أو العسكرية، وهو مرفوض لنا، ونحاول ان نواجهه شعبيا وسياسيا وإعلاميا، وبتواصلنا مع الأمم المتحدة، والأطراف الدولية الأخرى”.

ومن المنتظر انتهاء جولة مفاوضات جنيف5 اليوم الجمعة، بعد أن انطلقت بلقاءات تمهيدة في 23 آذار/مارس الجاري، فيما انطلقت رسميا الجمعة الماضية، بلقاءات من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع الأطراف السورية المشاركة بالمفاوضات في المقر الأممي بجنيف.

وطن إف إم/ اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى